الشيبس والألعاب فوق قدرة الأهل… وتكلفة إخراج الطفل من جو الحرب 7500 ليرة شهرياً

الشيبس والألعاب فوق قدرة الأهل… وتكلفة إخراج الطفل من جو الحرب 7500 ليرة شهرياً

سعيد محمد – دمشق:

في زمن الحرب التي تعانيها #سوريا منذ مايقارب ست سنوات، قتل آلاف الأطفال، وفي المقابل ولد وكبر آخرون، وترعرعوا على أصوات الرصاص ومشاهد الدماء، لكن الحرب والمعارك لم تكن وحدها من سرق طفولتهم وحرمهم من التمتع بلحظاتها.

 

في مناطق سيطرة النظام والبعيدة نسبياً عن ساحات الصراع، ثمت وحش آخر يتربص الطفولة، ووقفت الأسعار الخيالية و #الأزمة_الاقتصادية في وجه سعادة الأطفال واستمتاعهم بحياتهم اليومية، فإنطلاقاً من أبسط الأمور المرتبطة بيوميات الطفل المعتادة مثل متعة شراء “كيس الشيبس” أو “البسكويت”، إلى أمور أخرى مثل الحصول على دمية أو دراجة صغيرة أو حتى التوجه لصالات الألعاب واللهو بالمركبات الكهربائية المخصصة للأطفال كنوع من أنواع وسائل العلاج النفسي البسيطة للابتعاد عن آثار الحرب، كانت بعيدة المنال وسبباً آخراً لاستلاب الطفولة نتيجة الغلاء “الفاحش”.

دمى

وفي جولة لموقع (#الحل_السوري) على محلات بيع #ألعاب_الأطفال كانت الأرقام صادمة، خاصة عند مقارنتها مع ما كانت عليه قبل بدء الحرب في البلاد، حيث تدرج ثمن “لوح التعلم السحري” أو “المسح” بحسب الحجم، من 700-800- 1000-1200 ليرة، أما اللوح الكبير مع بعض الإضافات وقلم وممحاة فقد بلغ سعره 4 آلاف ليرة سورية.

وبلغ سعر سيارة تحتوي مكعبات (24 قطعة) ألف ليرة، ومثله سعر الطابة كبيرة الحجم (نطاطة)، بينما بلغ سعر مرجوحة بلاستيكية تعلق بالسقف عبر حبال 4500 ليرة.

وعرضت دراجة بلاستيكية صغيرة مع مقعد خلفي بسعر 7500 #ليرة، علماً أنها لا تناسب الأطفال فوق عمر 7 سنوات كحد أقصى، بينما لوحظ قلة عرض الدمى المحشية (دبدوب) في محلات الألعاب، حيث باتت تنحصر نوعاً ما بالدمى كبيرة الحجم والتي تباع كأثاث للزينة وبأسعار عالية جداً لا تقل عن 5 آلاف للواحدة.

وبالنسبة للعبة الأكثر تفضيلاً لدى الصبية الصغار والتي تعتبر معلماً من معالم الطفولة والألعاب القتالية المرغوبة لهم، وهي البارودة والتي تصدر صوتا فقط، فقد بلغ سعرها 2000 ليرة، في حين تراوح سعر السيارة التي تعمل على البطارية بين 2000-2500 ليرة.

أما دمى الفتيات، فهناك ماهو على شكل دمية (طفل صغير يصدر صوتاً) دون ملحقات، فتباع بحوالي 1800 ليرة، وهناك دمية على شكل (طفلة تصدر صوتاً وإضاءة على خدودها) دون أي ملحقات تباع بسعر 1200-1400 ليرة.

ويرتفع سعر ألعاب الأطفال بحسب الأدوات الملحقة بكل لعبة (قطع ملابس، حوض استحمام، أدوات إطعام، أدوات زينة وتجميل…) ، حيث يبدأ سعر هذه النوعية من الدمى من 2000 ليرة وتزيد تبعاً لحجمها وعدد القطع الموجودة معها.

“البسطة”

وفيما يخص المأكولات المفضلة لدى الأطفال من شوكولا وبسكويت وأكياس الشيبس أو مايعرف اصطلاحاً بين الباعة بإسم “البسطة”، فقد شهدت هي الأخرى ارتفاعاً كبيراً وغير “معقولاً” لكثير من العائلات، حيث يباع كيس البطاطا (دارني) صغير الحجم بـ50 ليرة وهو تقليد “الديربي” الذي فقد من السوق تقريباً.

وهناك أكياس أكبر حجماً مثل (رولينو، توبسي، ماستر شيبس، ريسكي..) تباع بسعر يبدأ من 125 ليرة ويصل إلى 200 ليرة.

أما البسكويت فيبلغ وسطي أسعاره 50 ليرة، ويتدرج صعوداً حسب بلد المنشأ والجودة، والكيك المغطى بالشوكولا يباع بمئة ليرة، أما السادة يباع بـ50 ليرة، فيما تراوح سعر المنتجات المستوردة المشهورة مثل (باونتي، سنيكرز، مارس، غالاكسي، كيت كات…) بين 300- 400 ليرة للقطعة.

ويوجد نوعيات من البسكويت سعرها حوالي 35 ليرة لكنها معروفة برداءة جودتها وطعمها غير الشهي، إلا أنها قد تكون مناسبة للعائلات ذات المستوى الاقتصادي المتدني وهو المستوى الشائع، وخاصة تلك التي تضم بين أفرادها أكثر من طفل واحد.

كما توجد في الأسواق منتجات (كيندر سوربرايز) مثل بيضة كيندر التي تباع بـ500-600 ليرة حسب شكلها، وهناك منتجات تقليد لها من منشأ تركي أو وطني أسعارها بين 100-300 ليرة، مع اختلاف بالطعم والجودة.

مشروبات و”بوالين”

وبالنسبة للمشروبات فهي مرتفعة الثمن بشكل كبير، حيث تباع عبوة صغيرة من حليب بطعم الموز أو الفريز أو الشوكولا بسعر 100 ليرة، ويباع العصير الطبيعي بعبوات زجاجية صغيرة الحجم بسعر 175 ليرة، والكولا صغيرة الحجم بعبوة بلاستيكية بـ 100 ليرة سورية.

وطال الارتفاع كذلك الأمور الصغيرة والبسيطة التي كانت لا تفارق يد الطفل ويملك منها كميات كبيرة مثل “البوالين” والكرات الصغيرة (دحل) حيث يباع البالون العادي بـ25 ليرة وإذا كان مصحوباً بعصا يباع بـ100 ليرة، فيما هناك “بوالين” بأشكال (ميكي ماوس، دورا، طيارة، بطوط…) تباع بسعر 450 ليرة وتصل إلى 600 ليرة سورية، أما الـ”دحل” فيباع بسعر 35 ليرة، وألبوم الصور (ستيكرز) النوع العادي وليس النافر، يباع إما بـ15 أو 25 ليرة.

المراجيح

وعند الحديث عن اللهو والمرح بالألعاب الكهربائية والمتحركة في صالات الألعاب وحدائقها، ستبدو فاتورة طفل واحد مرهقة بالفعل للعائلة السورية، إذ تتقاضى بعض صالات الألعاب 250 و300 ليرة للعبة الواحدة التي لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة وحركتها اهتزازية لا أكثر ولا أقل بينما تتقاضى صالات أخرى 150 ليرة لذات الألعاب.

وتبلغ تكلفة الركوب بالسيارات الكهربائية “مطاحشة” بين 300- 400 ليرة، بينما تكلفة اللعب بأرجوحة السفينة أو الدولاب (قليبة) 200-300 ليرة، كما أن تسعيرة اللعب على هيكل مطاطي كبير (زحليطة نفخ) تبلغ 300 ليرة، في حين تبلغ تكلفة الركوب بقطار صغير 200 ليرة.

شهرياً

وعلى افتراض أن كل طفل يحتاج يوميا لشراء قطعة من البسكوت وكيساً من الشيبس فهذا يعني أنه يحتاج يومياً إلى 100 ليرة كحد أدنى، وفي الشهر سيحتاج لثلاثة آلاف ليرة، واذا اشترى يومياً بالون و”دحل” ستزيد تكلفته اليومية بمعدل 55 ليرة ليصبح بحاجة 4650 ليرة شهرياً، وإذا تم شراء لعبة واحدة له في الشهر سيصبح المجموع حوالي 6500 ليرة، إذا افترضنا شراء دمية صغيرة للفتاة أو بارودة للصبي.

وفي حال اصطحاب الطفل لصالة الألعاب أيضا مرة واحدة في الشهر للعب بثلاث لعبات فقط، تكون التكلفة 800 ليرة وتضاف لمصروفه الشهري الذي يصبح بحدود 7300 ليرة وسطياً، ويتضاعف هذا الرقم بتضاعف حاجة الطفل لأي دواء أو لباس، وحتماً مع حاجته للطعام المعتاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.