الحسكة – جوان علي

رغم اختلاف دوافع نزوحهم من مناطق سيطرة  تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) إلى مناطق  سيطرة #الإدارة_الذاتية، إلا أن أحوال النازحين السوريين والعراقيين تؤول إلى معاناة واحدة حال وصولهم إلى حاجز (معبر) #رجم_صليبي الفاصل بين مناطق الإدارة الذاتية ومناطق سيطرة داعش ( 17 كلم جنوب بلدة #الشدادي في ريف #الحسكة)، فالغالبية منهم قضوا أيام عديدة في العراء في ظل فقدان المواد الغذائية والمياه، قبل أن تباشر بعض المنظمات الإنسانية حديثاً، نصب عدد من الخيم لتخفيف معاناتهم التي تفاقمت لدرجة وفاة 7  أشخاص منهم قبل حوالي 25 يوماً.

على الحاجز الذي عبره الآلاف منذ أن بدأت العمليات العسكرية ضد داعش في #الموصل و #الرقة ( أبرز معقلين لداعش في سوريا والعراق)، بدأت تتناقص أعداد الوافدين خلال الفترة الماضية، وفق ما يؤكده نازحون وصلوا حديثاً إلى مخيم #الهول. ذلك أن التشديد الأمني الذي فرضته داعش على المدن والقرى والبلدات وتفخيخها للطرقات الرئيسية، يجبر غالبية الأهالي ممن يريدون النزوح، سلوك طرق التهريب والتحرك ليلاً، خاصة عندما يكون هناك تواجد لطيران #التحالف_الدولي في الأجواء.

“هي مغامرة بكل شيء، لمن ينوي النزوح من مناطق داعش إلى مناطق الإدارة الذاتية، ذلك ما أن تعرف داعش بنزوح أحدهم، حتى تستولي على بيته وجميع ممتلكاته، كما أن تفخيخهم للطرق الرئيسية في المدن والبلدات والقرى، يدفع الناس إلى الخروج ليلاً بواسطة المهربين” هذا ما يقوله  أحمد صالح ( من نازحي دير الزور) للحل السوري.

ويؤكد صالح أن “غالبية النازحين أما يكونون ممن يودون السفر إلى #دمشق للإقامة أو للمعالجة من المرض، أو من الشباب الذين فقدوا أعمالهم، خاصة بعد بدء الحملة العسكرية واستهداف التحالف للآبار النفطية التي كانت مصدر رزق للكثير من العوائل التي تعمل في الحراقات هناك”.

ويضيف “اضررت بعد الوصول إلى قرية #الحامض إلى المكوث أسبوعاً كاملاً لدى أحد معارفنا، ذلك أن زوجتي وضعت مولوداً وهي في الطريق، من ثم تابعنا المسير إلى حاجز رجم صليبي بعد ذلك، وقضينا فيه 35 يوماً قبل أن يُسمح لنا بالدخول، وقد تم إسعاف زوجتي مع طفلي إلى مشفى الحسكة بعد وصلونا إلى مخيم الهول”.

أما  النازح حمزة السلمان (من الميادين) فيرجع سبب تناقص أعداد النازحين واقتصار حركتهم على الخروج ليلاً إلى “تزايد الإجراءات الأمنية المشددة من قبل داعش، كما أن طيران التحالف عادة ما يخرج ليلاً فيضطر عناصر داعش إلى الاختباء وإلى إخفاء آلياتهم، ما يتيح الفرصة أمام المدنيين إلى الخروج بسياراتهم عبر الطرق الفرعية”.

السلمان أكد قضاءه أكثر من 30 يوماً على حاجز رجم صليبي قبل وصوله إلى المخيم، حيث مات 7 نازحين بينهم أطفال ونساء، ما دفع بعض المنظمات الإغاثية إلى نصب 24 خيمة على الحاجز بينها 4 خيم كبيرة، موضحاً أن “تناقص أعداد الواصلين إليه ساهم أيضاً في تخفيف الأزمة وسرعة الانتهاء من إجراءات التفتيش ونقل الوصالين حديثاً إلى مخيم الهول”.

بدوره ممدوح الحسن (من البعاج العراقية) قال للحل السوري “أوصلنا المهرب عبر طريق تهريب إلى حاجز رجم صليبي بـ 6 ورقات (600 دولار).. وهناك صرفنا ما بقي لدينا من أموال لقاء شراء الماء والخبز الذي تجلبه بعض السيارات الخاصة بعد بقاءنا حوالي 40 يوماً”.

الحسن أشار إلى أن “حركة النزوح من مناطق غرب الموصل والتي كانت قد خفت قليلاً، عادت إلى الاشتداد مجدداً بعد تقدم الحشد الشعبي في المنطقة ومخافة المدنيين من قيامه بانتهاكات طائفية، ذلك أن من لم يستطع الهرب من داعش بات يخاف على حياته من الحشد الشعبي سيء الصيت”.

إلا أن حميدة سلام (من الموصل) الواصلة حديثاً إلى الهول أكدت أنها لم تبق إلا يوماً واحداً على حاجز رجم صليبي، في ظل توافر للخدمة الطبية، وهي حالياً تنتظر موافقة الحكومة العراقية على استقبالهم بعد وصول دفعتين عبر إقليم كردستان إلى محافظة صلاح الدين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.