سارة العمر

تزداد معاناة اللاجئين في مخيم #زيزون، أكبر مخيمات اللجوء في الجنوب السوري، والذي يقع في ريف #درعا الغربي، مع قدوم فصل الشتاء، إذ تسببت العواصف المطرية التي بدأت منذ عدة أيام في المنطقة بتمزق عشرات الخيم وغرق أخرى في برك مياه الأمطار المتجمعة.

يقول اسكندر الحوراني مدير المكتب الإعلامي في مخيم زيزون للحل السوري “تعيش في المخيم  534 عائلة، أغلبها من النازحين من أرياف درعا و #دمشق و #القنيطرة وهم بوضع معيشي سيء للغاية، والخيارات أمامهم قليلة، فمنهم من يضع الطين أمام خيمته ليمنع دخول الماء للخيمة، ومنهم من يشتري الأخشاب والشوادر لتدعيم الخيمة علّها تصمد أكبر وقت ممكن. وفي حال غرق الخيمة واهترائها وعدم القدرة على ترميمها يلجأ الأهالي للجنة المخيم للحصول على أي مساعدة ممكنة.  الاستغناء عن الخيم في الوقت الراهن هو أمر مستبعد لمعظم أهالي المخيم، وذلك لضعف امكاناتهم المادية وغياب الدعم”.

ويؤكد الحوراني أن “المشاكل التي تواجه أهالي المخيم في فصل الشتاء لا تتوقف عند تمزق الخيم والمبيت في العراء، فأعداد سكان المخيم تزداد باستمرار والخيم تقام على أراضي زراعية، تتحول مع هطول الأمطار إلى مستنقعات تمنع دخول وخروج الناس من وإلى المخيم، وغياب الطرق المعبدة في المخيم يجعل الخروج من الخيمة والمخيم في أوقات الأمطار أمراً مستحيلاً”.

ويوضح الحوراني أن “البرد في المخيم شديد وأغلب العائلات لا تستطيع توفير مواد التدفئة من مازوت وأخشاب وغيرها، وهي عاجزة حتى عن شراء ملابس شتوية تقي من البرد، كما أن وضع الصرف الصحي في المخيم وغياب المياه النقية للشرب ينذر بكارثة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فشبكة المياه في المخيم، تم إنشاؤها بجهود الأهالي، ومع هطول الأمطار تختلط مياهها بمياه الصرف الصحي، ما يعرض الأهالي لمخاطر انتقال تلوث المياه وانتقال الأمراض”.

من جهته، يلفت خالد المناجرة عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة تل شهاب المجاورة أن “رابطة أهل حوران قامت بتجهيز 100 غرفة سكنية نظامية وبحالة جيدة، وقدمتها للأهالي ولكنها لم تغطي إلا جزءاً يسيراً من سكان المخيم، في حين فضل بعض الأهالي السكن في أبنية متصدعة ومتشققة والتي تعتبر أخطر على سلامتهم من الخيم فهي لا تمنع تسريب مياه الأمطار، كما أنها مهددة بالتهدم في أي لحظة وبحاجة للترميم وإعادة التجهيز لكي تصبح آمنة”.

ومن الجدير بالذكر أن مدرسة النازحين في مدينة #تل_شهاب والتي يقطنها نازحون من ريف دمشق وريف حلب ودرعا “يتجرعون برد الشتاء ومرارة الفقر كما سكان مخيم زيزون، وينتظرون المنظمات الإنسانية والدولية لتقوم بدورها تجاههم وتقدم لهم يد العون لإخراجهم من محنتهم”.

وفي محاولة للاستغناء عن الخيم المهترئة التي لا تقي برد الشتاء، قام عدد من الأهالي مؤخراً  ببناء بيوت من الطين والقش عوضاّ عن الخيم، إلا أن العيش في هذه البيوت لا يخلو من المشاكل.

أبو أحمد نازح من ريف دمشق، قام ببناء منزل من الطين والقش عبارة عن غرفة سكنية وحمام ومطبخ صغير وقام بسقفه بالألواح الخشبية والشوادر، يقول للحل السوري “غرقت خيمتي بالأمطار العام الماضي، وبمساعدة الأهالي تمكنت من ترميمها بقطع من القماش والأعمدة الخشبية حتى انتهى الشتاء. الأمر الذي دفعني لبناء منزل من الطين يقيني من برد الشتاء ولا يتهدم بسرعة كالخيمة”.

ويضيف ” لم تنتشر البيوت الطينية في المخيم بشكل كبير فهي على الرغم من كونها أفضل من الخيم والأرخص سعراً، إلاّ أنها بحاجة لترميم مستمر ولتوافر المال اللازم لتأمين مستلزمات البناء، والناس في المخيم تعاني من فقر مدقع وبالكاد تستطيع تأمين ثمن الخبز لأطفالها”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.