تقول ما تسمى بالدولة الإسلامية أنها المدافع الحقيقي الوحيد عن السنة، وقصتا #حلب و #تدمر سوف تقنع الكثيرين بصحة هذه المقولة.

“إن سقوط مدينة حلب في يد مجموعة من الميليشيات الإيرانية المدعومة من قبل سلاح الجو الروسي والقوات الخاصة يعتبر انتصاراً مدوياً لدمشق، وكذلك بالنسبة لداعش، أو الدولة الإسلامية.  التي صعّدت عملياتها من خلال هجوم مفاجئ استعادت من خلاله مدينة تدمر”، هذا ما جاء في مقدمة مقالٍ نشرته صحيفة ذا دايلي بيست لكل من مايكل ويس وحسان حسان في 19 من الشهر الجاري.

فبحسب المقال، إن أساليب الدعاية التي استخدمها تنظيم داعش ضد “الكفار والمرتدين واضحة جداً في تبرير أعماله على أنه يقوم بتخليص العرب السنة من السلب والاغتصاب والبراميل المتفجرة الروسية والعلوية والشيعية”، لكن يوضح المقال في الوقت ذاته أن سقوط حلب يدعم أحد المزاعم التي تحدث عنها أبو محمد العدناني _ المتحدث السابق باسم التنظيم _ قبل وفاته بفترة وجيزة. حيث كان قد أصدر في شهر أيار أي قبيل شهر من مقتله بغارة أمريكية، ما يمكن تسميته بياناً ختامياً لدحض الانتقادات السنية المشتركة لسيطرة التنظيم على المدن والبلدات السنية والتي لم تجلب إليها سوى الخراب والدمار مثل مدينتي الفلوجة والرمادي، فأوضح العدناني أن الدمار في المدن السنية لم يكن بسبب التنظيم، إنما بسبب المجموعات الجهادية المتنافسة في المنطقة.  ويرى أن الصمود فقط في مواجهة الصعوبات من شأنه إعادة الكرامة السنية.

“يعود الفضل إلى بشار الأسد وفلاديمير #بوتين وآية الله #خامنئي وباراك #أوباما في كون #العدناني أدى دور النبي حتى الآن”.. وبحسب المقال فإن الجيش الحر والجماعات الإسلامية الأخرى مثل جبهة فتح الشام يتفاوضون على شروط الاستسلام من خلال الهدن واتفاقيات وقف إطلاق النار وعمليات الإجلاء القسرية للسكان، “ذلك بدلاً من الموت في ساحات القتال في حلب. ولا تزال حلب مدمّرة”.

وقد وصف كريستوف روتر، مراسل  Der Spiegel، سقوط حلب قائلاً: “إنه أول جهاد شيعي دولي في التاريخ الحديث”، بقيادة الحرس الثوري الإيراني وبالاعتماد على مجموعة من المقاتلين من #أفغانستان و #باكستان و #لبنان و #العراق. وهذا هو بالضبط ما قاله أبو مصعب الزرقاوي، الأب الأردني المؤسس لداعش، حيث لم يستثني أي من الصفات القاسية في وصف الشيعة، فقال بأنهم “العقبة والأفعى السامة والعقرب والعدو، وأن التشييع هو أكبر خطر يهدد حياتنا، وأنهم التحدي الحقيقي الواجب على السنة مواجهتهم، وأن الطريقة الوحيدة للتصدي لهذا العدو في العراق هو من خلال مهاجمة الشيعة”.

“أطروحة الزرقاوي لاقت رواجاً وأهمية أكبر في #سوريا، كون غالبية البلاد سنية وتقع الآن تحت الاحتلال من قبل الأقلية. والأسوأ من الانهيار الطبيعي لرمز الثورة في سوريا هو استمرار انتصار الشوفينية، الأمر الذي يلعب دوراً مهماً في الزرقاوي” بحسب المقال.

“آل النجباء، الحركة الإسلامية التابعة لحزب الله، وهي واحدة من الميليشيات العراقية التي اتهمتها الأمم المتحدة بقتل 85 مدنياً من بينهم أطفال ونساء، بثّت أغنية على قناة عراقية تقول فيها: حلب شيعية “، أما آية الله محمد إيمامي كاشاني، وفي خطبته في #طهران يوم الجمعة أعلن “تحرير المدينة من الكفار” مستخدماً ذات اللغة التحريضية التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية. وكان في هذه الحالة يعلن أن “الـ 150000 سني المحاصرين منذ شهور في شرق حلب وأخرجوا من ديارهم ملحدين”.

استفزازه الخطابي ذلك ترافق مع الاستفزاز المرئي. فقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً يظهر فيها قاسم سُليماني _ قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري _ متنقلاً بين أنقاض مدينة حلب في استعراضٍ يظهر “أنه المسؤول الحقيقي عن الحصار والانتصار ليس بشار الأسد، فهو ليس إلا صاحب السيادة الشكلية. لذا، لا يمكن رؤيته متواجداً في بقعة احتلتها إيران”.

وبالفعل، هناك تسجيلات فيديو يتعهد فيها أطفال سوريا بالعودة واستعادة حلب عندما يكبرون، واتهم أحد الأطفال الثوار بأنهم خانوا حلب من خلال التقسيمات التي جرت، وحثّهم على التوحد والانتقام.

بحسب الصحيفة، ونقلاً عن مصادر مؤيدة للنظام السوري، فقد تم تسهيل عودة التنظيم السريعة إلى تدمر من خلال الرشوة التي دفعها الجهاديون لقائد فاسد من #الدفاع_الوطني، ترافق ذلك مع قيام القوات الروسية قبل أيام قليلة من بدء الهجوم بالانسحاب، ومن المحتمل أنها انتقلت إلى حلب. حيث أعلنت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً أن مئات من القوات الخاصة الروسية، مشابهة لتلك التي انتشرت واستولت بطريقة غير شرعية على شبه جزيرة القرم عام 2014، قد توضعت لعدة أسابيع في أراضي مدينة حلب، وبحسب أحد المختصين في مركز أبحاث مقره روسيا، فإن تلك القوات اتخذت دوراً قتالياً.

توضح عملية استعادة #تدمر لصالح التنظيم الكذبة التي ادعاها تحالف الأسد أنه يحارب أسوأ التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سوريا.

أما قائد القوات الأمريكية في التحالف، ستيفن تاونسد، فانتقد الحكومة الروسية علناً في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، فقال مشيراً إلى تدمر “خسروها.. وأعتقد من المحتمل أن استعادتها أمر عائد إليهم”، وأضاف “على ما يبدو استولت داعش على بعض المدرعات والمدافع المختلفة والأسلحة الثقيلة الأخرى، ومن المحتمل أنها استولت على بعض أجهزة الدفاع الجوي أيضاً. وقال أيضاً “إذا لم تتمكن القوات الروسية من تدمير هذه المعدات ولتجهيزات العسكرية فإن التحالف سوف يفعل ذلك، فقد فعلها من قبل مدمراً 14 دبابة ونظام دفاع جوي وأجهزة أخرى”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة