بانتظار الأطراف الصناعية.. آلاف المصابين على أبواب مراكز محدودة 

بانتظار الأطراف الصناعية.. آلاف المصابين على أبواب مراكز محدودة 

محمد عوض

لا توجد أعداد رسمية إلا أن المؤشرات والدلائل الواقعية تشير إلى ارتفاع  عدد فاقدي أحد الأطراف سواء في مناطق سيطرة #المعارضة أو #النظام في #سوريا، بينما تشير الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للطب الشرعي للعام 2015 إلى وجود مليون ونصف صاحب احتياج خاص، ممن فقدوا أحد أعضائهم، فيما تشير تقارير صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن الأرقام أكبر من ذلك، لكن لم يتم نشر بيانات تفصيلية حول تلك الإحصائية، فيما قالت المنظمة الدولية للمعاقين إن الحرب السورية خلفت نحو مليون مصاب، بينهم عشرات الآلاف يحتاجون إلى عمليات جراحية وأطراف صناعية وإعادة تأهيل.

سيحاول موقع #الحل_السوري في هذه المادة تسليط الضوء على واقع مصابي الحرب في سوريا ولاسيما فاقدي الأطراف، والمراكز الطبية التي تساعدهم في الحصول على طرف صناعي لمتابعة حياتهم.

مراكز مناطق المعارضة

آخر المراكز التي تم افتتاحها في مناطق المعارضة كان قبل أشهر في ريف درعا الشرقي، بهدف الاستغناء عن دول الجوار وتركيب الأطراف للمحتاجين في الداخل السوري.

مدير مشروع حياة للأطراف الصناعية في بلدة #تسيل بريف #درعا محمد اليونس، ذكر أن المركز يهدف لتلبية احتياجات الكثير ممن فقدوا أطرافهم جراء الحرب التي تشهدها البلاد وبشكل مجاني، موضحاً أن رابطة أهل حوران قدمت شهرياً 25 طرف لمدة ستة أشهر.

كما يوجد مركز في بلدة #يلدا بريف دمشق، والذي لا يقتصر عمله على تركيب الأطراف الصناعية للمدنيين فقط وإنما يقوم المركز بتركيب الأطراف الصناعية للعسكريين من مقاتلي فصائل المعارضة هناك، لكن المركز كباقي المراكز في الداخل السوري تواجه صعوبات في تأمين المواد الأولية، بسبب الحصار المفروض على تلك المناطق من قبل قوات النظام.

وفي الشمال السوري على الرغم من وجود العديد من المراكز لتركيب الأطراف الصناعية إلا أن هذه المراكز ليست كافية مع ازدياد الحالات بشكل يومي.
رعاية بـ3 مستويات

طبيب العظمية محمد البنشي والذي يتعامل حالياً مع مصابي الحرب ولاسيما فاقدي الأطراف، قسّم التعامل مع هذه الشريحة إلى ثلاثة مستويات، وهي مستوى إعادة تأهيل بدني، ومستوى إعادة تأهيل نفسيي واجتماعي، ومستوى تأهيل مهني، أي تأمين فرصة عمل تناسب حالة المصاب، مضيفاً أن المراكز التي تؤمن تلك الاحتياجات ليست قائمة على تركيب الأطراف فقط بل تحاول تصنيعها للتخفيف من معاناة المصابين.

وبحسب البنشي، تحاول المراكز الموجودة حالياً في مناطق سيطرة المعارضة التواصل مع المجالس المحلية لتأمين الأطراف الصناعية أو المواد اللازمة لصناعتها بعد أن قلّ الدعم من المنظمات الإنسانية في هذا المجال واتجه إلى الدعم الغذائي بسبب الوافدين من المناطق الأخرى، ناهيك عن قلة الكادر المتخصص في هذا المجال.

مراكز على الحدود

لم يقتصر عمل مراكز الأطراف البديلة على مناطق الداخل السوري ومناطق النظام فقط، بل انتشرت بعض تلك المراكز في المناطق القريبة من الحدود السورية التركية (تركيا)، والتي في الغالب كان لها أفرع في الداخل السوري أيضاً.

المشروع السوري للأطراف الصناعية، كان أحد هذه المشاريع الذي بدأ العمل فيه خلال العام 2013 في مدينة الريحانية التركية، بدعم من كل من جمعيات (سيريا ريليف، وسيما، وايفري سيريا).

المدير التنفيذي للمشروع رائد المصري وفي حديث خاص لموقع الحل قال “إن المركز يقدم خدماته للمرضى مجاناً، رغم الكلفة المرتفعة للطرف الصناعي والتي تصل إلى 1200 دولار”، مضيفاً أن المركز له فرعان في شمال سوريا.

وتابع المصري قائلاً، “ركّبنا منذ افتتاح المركز وحتى الآن حوالي 4 آلاف طرف صناعي، تم تصنيعها جميعاً في المركز”، موضحاً أن 20% من الحالات التي ترد إلى المركز هي من الأطفال.

وبحسب المصري، يضم مركز الريحانية عيادة للعلاج الطبيعي لتدريب المرضى على التكيف مع أطرافهم الاصطناعية، وتستغرق رحلة العلاج عدة أشهر، لكن ما ينقص المركز وفق القائمين عليه هو وجود علاج نفسي، والسبب “عدم وجود كوادر متخصصة في هذا الجانب والتكاليف الكبيرة لذلك”.

وعن معوقات العمل بالنسبة للمشروع يقول المصري ” ما ينقصنا هو التأهيل المستمر للكوادر التي تعمل في المركز وتقوم بتصنيع الأطراف الصناعية، حيث يواجهون أحياناً صعوبات في التعامل مع حالات معينة، ويعود ذلك لقلة الخبرة والتدريب”.

ويختتم المصري حديثه قائلاً، “المركز لا يقدم خدماته فقط لمن هم بحاجة لأطراف صناعية هناك خدمات أخرى نقدمها ومنها أجهزة الشلل التي في غالبها تكون للأطفال”.

مركز وحيد

على الجهة الأخرى وفي المناطق التي يسيطر عليها النظام، فإن الطرف الصناعي يكلف على الأقل نصف مليون ليرة، وذلك وفق حديث وزارة الصحة في حكومة النظام، لكنه “يقدم مجاناً” حيث يتم الحصول على المواد اللازمة لتصنيع الأطراف من المنظمات الدولية، أو يأتي على شكل هدايا أو هبات من المغتربين، لكن بحسب محمد (الفاقد لقدمه اليسرى بسبب قذيفة هاون)، فإن “الحصول على طرف من الدولة بحاجة إلى معاملة طويلة عريضة”.

يتابع محمد “ذهبت إلى مركز ابن النفيس لأجرب حظي، وبدأ الأمر بتدوين معلوماتي الشخصية ومن ثم خضعت لفحص من فريق طبي، وطبعاً بحسب ما بحثت في الانترنت، وجدت أنه بإمكاني أن أخضع لفحص نفسي، وعندما سألت عن الموضوع قالت لي الممرضة .. عم تعمل فحوصات وادعي لربك يكون دورك قريب لسه بدك تسأل عالمركز النفسي”.
كلام محمد أكدته مديرة المركز الدكتورة رفيف ضحية في تصريح سابق لصحيفة تشرين التابعة للنظام قائلةً “لا توجد في المركز وحدة نفسية لتأهيل المصاب وتهيئته نفسيا وغالباً يقوم الطبيب المشرف بهذا الدور، لكون الشخص يأتي بعد تلقيه الصدمة واتخاذ قرار بالبديل وهو تركيب طرف اصطناعي”..

وبحسب محمد “حصلت على موعد بعد 4 أشهر، والسبب كما هي العادة في أي مكان سواء مشفى أو دائرة حكومية، هناك ضغط والكثير من المواعيد، وبمعنى أخرى ادفع بتمشي بسرعة”.

ماذا عن القطاع الخاص؟

يتابع محمد “حاولت اللجوء إلى القطاع الخاص لتركيب طرف صناعي، وعندما شرعت بالموضوع، وجدت أن القطاع الخاص أفضل بكل المقاييس من ناحية الجودة والميزات التي يقدمها، لكن سعر الطرف لا يقل عن 800 ألف ليرة”.

وخلال البحث عن الموضوع لمعرفة ارتفاع أسعار الأطراف الصناعية لوحظ وجود ضرائب كثيرة على هذا النوع من العمل، حيث كانت رسوم تأمين المواد الداخلة في تصنيع الأطراف أو استيرادها قبل 2011  تبلغ 2.5%، أما حالياً فضاعفها النظام لتصل إلى 40%.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.