محمد عوض

لليوم السادس على التوالي يستمر سكان العاصمة #دمشق بمحاولة إيجاد بدائل للحصول على المياه، بعد انقطاعها عنهم بسبب القصف الذي استهدفت فيه قوات النظام نبع #عين_الفيجة في ريف العاصمة، ضمن عملياتها في محيط العين ووادي بردى.

لجأ بعض السكان إلى تعبئة الأواني المنزلية بمياه المطر، في حين لجأ البعض الآخر إلى الجوامع، ليبقى خيار شراء صهريج المياه البديل الأخير بالنسبة لهم بسبب ارتفاع ثمنه، حيث وصل إلى 2500 ليرة سورية، بينما يصل سعر لتر مياه الشرب إلى 150 ليرة سورية.

دعاء الاستغاثة

تقول سماح (مدرسة وأم لطفلين)، “الأزمة الحالية للمياه جعلتنا نتحول من الدعاء لانتهاء الحرب، إلى مناجاة الله عز وجل كي تبقى الأمطار غزيرة، لنحصل على الماء، فمن خلالها نستطيع الحصول على مياه تنظيف المنزل والدخول إلى الحمام”.

وبحسب المدرسة سماح، “شراء المياه بالصهريج كلفة إضافية بالنسبة لنا وهو أمر غير محسوب له ضمن خطتنا المالية الشهرية”، مضيفة “إن فكرنا بالشراء الآن أزمة والأمر لن يكون سهلاً فهو إن كان متوفراً فثمنه مرتفع”.

وكانت حكومة النظام في جلستها أمس قالت إنه تم إقرار استقدام مزيد من صهاريج المياه من المحافظات لزيادة كميات المياه “وتوزيعها مجاناً” في الأحياء بالتنسيق بين محافظتي دمشق وريفها، واستخدام جميع الموارد المتاحة والآبار الاحتياطية لتقليص النقص الحاصل فى مدينة دمشق ومحيطها جراء خروج نبع عين الفيجة وعين حاروش عن الخدمة، وتحويل المياه إلى مجرى نهر بردى، إضافة إلى استمرار مؤسسات التدخل الإيجابي بطرح كميات إضافية من المياه المعبأة بالسعر النظامي، قائلةً إن أزمة المياه الحالية مرحلية وتنتهي بمعالجة الموضوع برمته .

المولات كحمامات عمومية

المولات في #دمشق أصبحت خلال أزمة المياه الحالية، منفذاً لقضاء الحاجة بالنسبة للسوريين، حيث علق مئات من سكان العاصمة في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك على ظاهرة استخدام حمامات المولات  .. فيكتب أحدهم من مول ماسا بلاز بمنطقة المالكي “شو هالحدث الفظيع.. مابتصدق اديش انبسطلك”، ليرد عليه آخر “طمنا في مي”، وغيره “مثل ماودعت تلاقي معلم.. المهم لقيت مي”، ويعلق غيره “المشوار لهنيك بجنن في مي وسخنه كمان”.

“في حنفيات.. مافي مي”

أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي وفي جواب على سؤال المغتربين خارج سوريا عن حالهم في دمشق كتب “إلى جميع المغتربين يلي حابين يتطمنوا علينا ويسمعوا آخر أخبارنا وعـم يسألوا  شو في مـا فـي؟!، بقلن :حنفيات وخزانات في بس مي مافي، برد في بس مازوت ما في، خضرا ولحمة و فروج مع غلاء الأسـعار في بس غاز للطبخ ما في، زيت و زعتر في بـس خبز للأكل ما في، ولاد في بـس كهرباء لندرس الولاد ما في، عجقة سير وناس بالشوارع في بس مواصلات وبنزين ما في، طيران ميغ وهيليكوبتر في بــس طـيارات للسياحة والسفر ما في، سرقة ونهب وخطف في بـس تسامح ورحمة ومحبة ما في، بإختصار: أزمة … في”.

فرصة للكسب

قطاعات النظام الاقتصادية وفور حدوث الأزمة أعلنت عبر مدير المؤسسة العامة الاستهلاكية عمار محمد عن “طرح المؤسسة كميات كبيرة من المياه المعدنية عبر صالاتها وسيارتها الجوالة في دمشق وريفها وبالسعر الرسمي”، مضيفةً “أن التوزيع سينطلق بدءاً من منطقة مشروع دمر إلى كافة المناطق في العاصمة دمشق”.

أبو سامر (متقاعد)، اعتبر ما يتم حالياً فرصة للنظام لبيع المياه المعدنية المخزنة لديه، مضيفاً “السعر الذي تقول عنه رسمي هو 650 ليرة للصندوق وهو يعادل فاتورة شهر للمياه تقريباً، ونحن سنتشري المياه في هذه الحالة وآخر الشهر سندفع الفاتورة نفسها رغم أن المياه مقطوعة”.

المياه بالدور

المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها التابعة لحكومة النظام، ومنذ بدأ قطع المياه تقوم يومياً بنشر جدول تحت عنوان “خبر عاجل: إلى الأخوة المواطنين في مدينة دمشق وضواحيها”، توضح فيه من خلالها ساعات توزيع المياه على كافة المناطق في العاصمة دمشق.

وفي تصريح سابق، قال مدير مؤسسة المياه في دمشق وريفها محمد الشياح “إن عملية تزويد المواطنين بالمياه تتم بمعدل يوم تزويد ويومين قطع”، مضيفاً “أن هناك معاناة في مسألة التوزع الجغرافي للآبار لا يتناسب مع المناطق وهناك حاجة يومية خصوصاً في الأحياء الضيقة، لأن هذا يحتاج إلى استخدام الصهاريج في أقصى طاقة ممكنة”

وطلب الشياح من المواطنين عدم المبالغة في استخدام المياه، وكذلك عدم التخزين لكميات كبيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.