رانيا عيسى – دمشق:

يبدو أن عيد الميلاد ورأس السنة لعام 2016 يحمل مفاجئات مالية غير سارة، تجعل المبتاع لاحتياجات الزينة في صدمة من أسعار، تضاعفت بـ«اللاوعي» عن الأعوام السابقة، لتصبح #شجرة|_الميلاد وملابس (بابا نويل) أمراً يمكن الاستعاضة عنه بشجرٍ قديم، وزينة سبق استخدامها.

 

شجرة الميلاد بـ120 ألف

خلال جولة لموقع #الحل في #سوق_الكلاسة بدمشق، ينتصب معرض لبيع الزينة وملحقاتها ضمن قائمة تتدرج في أسعارها، ليكون أقلها ثمن كيس يحوي 5 كرات للزينة مصنوعة من الفلين، يمكن إضاءتها بتكلفة 3800 #ليرة أي بنحو 8 دولارات، لتسجل فارق لا يذكر عن ثمن كرات الأحمر القاني والذهبي، فهي الأخرى نصيبها من الغلاء كان مماثلاً، لينخفض الثمن إلى النصف تقريباً على تسعير الكرات الأصغر حجماً، فكيس يحوي 6 كرات بثمن 1800 ليرة.

في إحدى محال الكلاسة تعرض شجرة ميلاد كبيرة، بلاستيكية، صينية الصنع، تفترش طولها على ارتفاع متر ونصف المتر، مزينة بكرات ملونة وشرائط حمراء، ونجمة بيت لحم، عند السؤال عن ثمن الشجرة، أجاب البائع بصوت منخفض: «120 ألف ليرة»، وعليه تتدرج أسعار الشجر انخفاضاً لتصل إلى 20 ألف ليرة، وأصغرها يثمن بنحو 7 آلاف.

ظناً من الكثيرين أن أسعار #سوق_العصرونية الشعبي، لربما تكون أقل وطأة عن سابقتها، لكن ثوب (بابا نويل) المخملي كان معلقاً على باب المحال، لايحركه سوى تلمس بعض المارة للثوب بغية الكشف عن ثمنه، والذي قدر بـ15 ألف ليرة، أي ما يعادل نحو 30 دولاراً، يضاف إليه لحية العم نويل بـ1000 ليرة، ليصبح ثمن الزي كاملاً بـ16 ألف ليرة.

يصطف أمام المحال حبال زينة خضراء وصفراء بطول متر تقريباً، وبثمن 400 ليرة لكل منها، في حين يثمن قناع بابا نويل البلاستيكي بـ50 ليرة، وقبعة الكرتون بـ100 ليرة.

التصوير بالموبايل «ممنوع!»

خلال جولة الموقع في العصرونية يوم الميلاد، اكتفت (باسمة) بشراء قبعة مصنوعة من الكرتون، مزركشة، لطفلتها، ذات السبع سنوات، تقول: “هذا أقصى ما استطعت شراءه لطفلتي في الميلاد، ثمن الألعاب ليست بأفضل حال، أقلها ثمناً بـ2000 ليرة”.

غلاء الشجر استغله البعض مالياً، حيث شوهد في منطقة #القصاع قبالة ساحة جورج خوري، شجرة ميلاد ومغارة يتكشف عنها مجسماً للعذراء، فاتضح أن المكان مخصص للالتقاط تذكار مأجور، والتصوير بالموبايل «ممنوع!» حسب ما يقوله المصور، ليتبين لاحقاً أن الفكرة من ابتكار محل مجاور للتصوير الفوتغرافي، انتهز فرصة الأعياد لالتقاط صور لمن يطلبها.

إلى ذلك، تغيب أحبال الزينة عن شرفات القصاع و #باب_توما و #التجارة و #الغساني وعدد ليس بالقليل من أحياء العاصمة، فهو ليس بأول عيد تتناقص فيه مظاهره، لتبقى أجواء العيد مقتصرة على فرق الكشافة، التي تفترش الطرق بأصوات قرع الطبول، تشق عتمة ابتدعها التقنين المتزايد بساعاته، بعد أن تعرض خط #العدوي والتجارة و #العباسيين والقصور لعطل فني مع بداية عطلة الميلاد الأسبوع الفائت.

عيد ..وزينة..ولجوء

شكل مصغر عن شجرة الميلاد تتربع على طاولة رخامية في زاوية منزل «أم ميشيل»، وزينة خجولة كانت قد وضعتها في منزلها، بعد أن كان بالأمس القريب يعج بالزوار، وأبنائها قبل أن تعلن الحرب صفير بدءها في البلاد.

تقول: “كنا نتنافس وجيران الحي في زينة الميلاد، أيها ستكون الأجمل، لكن الحي بعد ست سنين من الحرب، اقتصرت على زينة داخل المنزل، فللناس أحزان”، وتابعت: “حزني أقل وطأة من غيري فولداي في بلاد اللجوء، وأعيادنا مقتصرة على المواقع الاجتماعية”.

لكن (مها) أم لثلاثة أطفال تواظب سنوياً على الاحتفال، تقول: “رغم الغلاء أحرص على إسعاد أطفالي، منذ عشر سنوات اقتنيت شجرة ميلاد بقيمة 10 آلاف ليرة، في وقت كانت تثمن الليرة بـ47 دولاراً، حينها كانت باهظة، لكنها بقيت قيد الاستخدام كل عام”.

وأضافت: “استعضت عن شراء الرسومات على هيئة الغزلان والجوارب وشخصية بابا نويل برسم ملصقات وتلوينها وتعليقها، إذ كانت أقل كلفة، كذلك الأمر بالنسبة لثوب نويل إذ أخطت ثوباً بدائياً بلون أحمر بما تبقى لدي من قصاصات القماش، فبثمن الثوب يمكن لي شراء ضيافة العيد”.

«من الآخر..» بـ70 ألف ليرة!

احتفالات من نوع آخر، تستمر لـ6 ساعات، مقتصرة على كبرى فنادق العاصمة و #حلب، كانت قد أفصحت عنها إعلانات طرقية، من نصيب مطربين وهواة سوريين، بعد أن أحجم عدد غير قليل من الفنانين عن إحياء حفلاتهم في #سوريا عقب تصاعد وتيرة العنف في البلاد ورغم توقيع هدنة لم تبرز معالهما بعد.

فكانت الإذاعة خير دليل «فني» يشي عن حفلات أعياد الميلاد ورأس السنة، أسماء القاعات، والفنانين، وعن تكلفة الحضور تبقى خفية إلا حين الاتصال بالجهة الراعية لطلب الاستعلام.

وعند اتصال الموقع بأكثر من جهة، جاء حفل (وفيق حبيب) في #نادي_الشرق بدمشق الأعلى تكلفة، إذ ثمنت البطاقة بـ60 ألف ليرة، وللـVIP بـ70 ألف ولعشرة أشخاص فقط، ضمن حفل يستمر حتى الساعات الأولى من العام الجديد.

يليه حفل (حازم شريف) في منتجع #يعفور بالصبورة في #ريف_دمشق، إذ سعرت البطاقة بـ40 ألف ليرة، وللـVIP بـ 50 ألفاً، إذ تبقى مسافة حضورهم إلى المسرح أقرب حيث المطرب، ليتضمن الحفل عشاءاً يتخلله مسابقات، بعد أن كان ثمن البطاقة في الماضي 5 آلاف ليرة.

تأتي في نهاية القائمة فندقي «فور سيزن» الذي يقيم حفلين متزامنين في قاعتين منفصلتين، يأتي ثمن التذكر أقل بنحو 5 أضعاف، لتقدر بـ19.500 ألف ليرة، يحيي حفلها أسماء مغمورة من الفنانين، إذ تبين عند الاتصال أن البطاقات ( Full ) حسب تعبير جهة الاستقبال، أي تم بيعها.

وعليه انتهج فندق «داما روز» المسألة ذاتها، عبر إقامة حفلين متزامنين تحييها أسماء فنية بشهرة أقل، بتكلفة 18 ألف ليرة، لتكون الحفلة الثانية من نصيب اللبنانية (ليال عبود)، وعليه يرتفع ثمن البطاقة إلى 45 ألف ليرة للشخص، والـVIP بـ 50 ألف ليرة.

إلى الشمال، حيث حلب المتعبة، مدينة تعيش تناقضات بين شطريها الشرقي الذي يكابد من ويلات التهجير، والغربي حيث بدت مظاهر الاحتفال فيه خجولة، فبالكاد يلمح إعلان طرقي لحفلة بمناسبة العام الجديد، وعند اتصال الموقع بكبرى فنادق المدينة كـ«بارون هوتيل»، و«بارك هوتيل» و«شيراتون حلب» كانت الخطوط ترن بتردد دون مجيب!.

في حين حول فنانو حلب بوصلة حفلاتهم إلى #لبنان، ليتصدر اسم (صبحي توفيق) و(شادي جميل) على رأس قائمة الإعلانات اللبنانية المتلفزة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.