نار الجندرما التركية لا ترحم العابرين.. ثلاثة قتلى سوريين بشكل شبه يومي على الحدود

نار الجندرما التركية لا ترحم العابرين.. ثلاثة قتلى سوريين بشكل شبه يومي على الحدود

سارة الحاج _ اللاذقية

فقد الشاب عمر (17عاماً) حياته على مدخل بلدة #ييلاداغ الحدودية في تركيا، متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء إطلاق النار عليه من قبل حرس الحدود التركي، أثناء محاولته دخوله الأراضي التركية بطريقة غير شريعة عبر معبر قرية #اليمضية الحدودي الواقع بريف #اللاذقية الشمالي، والذي يخضع لسيطرة قوات المعارضة.. حاول عمر أن يسعف نفسه لكنه فقد الحياة قبل أن يصل إلى البلدة التركية .

حال عمر حال الكثيرين ممن يحاولون دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية سواء من معبر قرية اليمضية، أو من معبر قرية #خربة_الجوز الواقع بريف #إدلب الغربي والذي تسيطر عليه فصائل المعارضة أيضاً، حيث يبلغ عدد القتلى بمعدل وسطي ثلاثة قتلى أسبوعياً، يأتون من مناطق متفرقة، ومعظهم يسقطون بالقرب من معبر قرية خربة الجوز أثناء محاولتهم الدخول إلى تركيا .

يؤكد الناشط المدني المعارض شادي العوينة لموقع الحل السوري أنه وبشكل يومي يتوافد الناس إلى المناطق الحدودية قادمين من العديد من المناطق السورية، وحتى من الأراضي العراقية، “بحثاً عن الأمان وهرباً من الموت ليبدأ الصراع الأخطر والذي قد يستمر لأسابيع على الحدود التي كانت قد أعلنت سابقاً أنها مناطق عسكرية من قبل الحكومة التركية”.

وأضاف المصدر أن الناس يسلكون طرقات وعرة جاهلين مصيرهم، وعندما يتم إلقاء القبض عليهم يتم إعادتهم بعد يوم إلى الأراضي السورية، ليبدؤوا بمحاولة أخرى بعد تعب وإرهاق، مشيراً إلى أن العدد التقريبي الذي يحاول الخروج يوميا ما بين 500_1000 شخص.

وتابع المصدر أن أعداد القتلى ارتفع بشكل كبير بالفترة الأخيرة، حيث تمت مناشدة الحكومة التركية من قبل عدة جهات ومنظمات مدنية من أجل إعادة فتح المعبر الإنساني في قرية خربة الجوز الذي أغلق نتيجة خلاف عسكري بين فصيلي #أنصار_الشام و #أحرار_الشام المسؤولين عنه من الجانب السوري.

من جهتهم أكد عدد من الأهالي في قرية الحنبوشية القريبة من المعبر الحدودي لموقع الحل، أنه وبشكل متكرر “يتم تسليم عدد من الجثث من قبل الجانب التركي للسوريين المتواجدين على المعبر، معظمهم لا يتم التعرف على هويتهم، فأغلب الوافدين إلى المنطقة هم غريبون عنها”، مبينين أن أهالي القرى الحدودية يقومون بدفن هذه الجثث دون البحث عن أقاربهم وذلك بسبب صعوبة معرفتهم .

وأشار المصادر إلى أن الأعداد التي تنتظر العبور باتجاه الأراضي التركية تتضاعف، لاسيما بعد تهجير أهالي مدينة حلب وتوجههم نحو مناطق إدلب، مؤكدين أن إغلاق المعبر يعتبر “كارثة بحق السوريين”.

وصل محمد العبد إلى تركيا بعد رحلة معاناة طويلة، تعرض خلالها لإطلاق نار، كما تكررت محاولاته عدة مرات حتى تمكن من الدخول، ويقول لموقع الحل السوري إن العبور إلى تركيا يعتبر من المخاطر الكبرى التي يعرض خلالها الناس حياتهم للخطر، مشيرا إلى أنه تعرض لإطلاق نار لكنه تمكن من الهرب، متهما المهربين الذين يعملون على إدخال الناس من الحدود والذين يتقاضون مبالغ مالية كبيرة بالإتجار بهم والتخلي عنهم في حال تم رصدهم من قبل حرس الحدود التركي، فضلاً عن أنهم يعرفون الطرقات بشكل جيد وهم أبناء المنطقة ،أما أغلب الذين يريدون العبور باتجاه تركيا فهم غرباء، يلوذ المهربون بالفرار ويتركون العابرين لمصيرهم الذين يكون الموت في الكثير من الأحيان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.