حمزة فراتي

يصنع تنظيم الدولة الإسلامية #داعش المفخخات بدقة عالية، وذلك على أيدي مختصين من التنظيم ، حيث تعتبر تلك المفخخات الركيزة الأساسية في معاركه التي يخوضها ضد أعدائه، كما يستخدم تلك المفخخات أيضاً في تصفية أشخاص أو قادة أو نسف مقرات.

التفخيخ وفق ما يعتمده التنظيم قد يكون في سيارات أو عربات ضخمة أو دراجات نارية، أو أحزمة ناسفة يرتديها “الانغماسيون” الذين يكونون في مقدمة الاقتحامات، إضافة إلى وسائل أخرى أحياناً يستخدمها التنظيم في التفخيخ كالكتاب أو القلم أو جهاز التحكم أو الصندوق وغالباً ما تستخدم تلك الوسائل في تصفية أشخاص وقادة.

مكان التصنيع والمسؤولون عنه

 يقول عمر الخالدي (من سكان الريف الشرقي) لموقع الحل السوري، إن التنظيم “لديه ورشات خاصة لتجهيز المفخخات التي يقوم باستخدامها بمعاركه، ولا تثبت تلك الورشات بمكان واحد لمدة طويلة، خشية الاستهداف من قبل الطيران، ففي بداية سيطرته على المنطقة كان لديه أربعة مقرات متوزعة في الريف الشرقي هي عبارة عن منازل تعود بالأصل لقادة في #الجيش_الحر خارج المنطقة ، قام التنظيم بتجهيزها وتحويلها لمقرات تختص بصناعة العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات، كان المسؤول عن التفخيخ وقتها أبو أيوب التونسي، الذي قتل بغارة للطيران الحربي قبل عام بالقرب من المطار العسكري، وحالياً يشغل منصبه أبو دحداح المغربي، ونائبه أبو اليمامة الأنصاري من مدينة #موحسن، والذي يعد من أمهر صناع المفخخات بالمنطقة كما ويشغل منصب أمير عسكري أيضاً بإحدى قطاعات المطار”.

ويضيف المصدر “تضم كل ورشة 16 عاملاً، يقسمون إلى عناصر مبايعين للتنظيم، أنصار ومهاجرين، وبينهم مدنيون أيضاُ، يتم اختيارهم بتزكيات من قبل عناصر من التنظيم، شريطة أن تكون لديهم خبرة عالية في أعمال المخرطة، لأن علمهم لا يقتصر فقط على صناعة العبوات والمفخخات وتجهيز السيارات والعربات، بل يتم تصنيع حشوات هاون ومدفعية أيضاً”.

 أنواع المفخخات

تختلف أنواع المفخخات عند التنظيم بحسب الخصم المراد القضاء عليه يقول حسون العمري (خبير متفجرات سابق لدى الجيش الحر بريف دير الزور) “عمل التنظيم على تطوير أنواع من الأسلحة التي يستخدمها في معاركه، معلناً أن قسم التطوير الهندسي التابع له استطاع ابتكار عبوة ناسفة مسيّرة، يتم التحكم بها عن بعد، ومن مسافات طويلة نوعاً ما. وذكر أنه سيضعها قيد الاستخدام ليتم استعمالها في المعارك، لاسيما بعد أن تمت تجربة العبوة المسيّرة بنجاح. ولم يذكر التنظيم الغايات من وراء هذه العبوة الناسفة لكن بحسب مصادر مقربة من التنظيم، إن الاستخدام يدور في فلك عمليات الاغتيال”.

كما اعتمد التنظيم على “العبوات الناسفة اللاسلكية، وذلك عن طريق جهاز تفجير لاسلكي مكون من قطعتين إحداهما يتم تثبيتها في العبوة، وهي عبارة عن جهاز له هوائي صغير موصول ببطارية لتأمين الشحنة الكهربائية اللازمة لتفجير اللغم، وجهاز التحكم عن بعد الذي يكون بيد العنصر المكلف بالعملية، ويصل مدى جهاز التفجير اللاسلكي إلى أكثر من 1 كم”، وبين العمري أن أجهزة التفجير يوفرها التنظيم من #العراق. وعن كلفة اللغم النحاسي ذي الرأس الموجه بيّن أن الكلفة العظمى “تكمن في سعر TNT وجهاز التفجير وكلاهما يوفره التنظيم من العراق أو يتم الاستيلاء عليهما من مخازن النظام التي استولى التنظيم عليها بمعاركهم ضده”.

وعن العبوات اللاصقة الناسفة قال العمري “العبوة اللاصقة عبارة عن قنبلة بشكل مستطيل أبعادها نحو 30 × 20 سم تثبت عليها أربع قطع مغناطيسية تلتصق بمعدن الحديد ومن هنا جاء اسمها، والمادة المتفجرة داخلها هي مادة C4 حصراً، موضحاً أن تفجير هذه القنبلة يتم عن بعد بواسطة جهاز تفجير يصل مداه إلى 1 كم، وأن التنظيم اعتمد باستخدام على تصفية قادة أو شخصيات معينة”.

ويشير المصدر إلى أن “تصفيح السيارات أو العربات الضخمة وتجهيزها، يستغرق من شهرين لأربعة شهور، يقوم التنظيم خلالها بتزود المركبة بصفائح حديد مسلح من كافة الاتجاهات تحسباً من استهدافها من قبل الجهة المستهدفة أثناء توجهها للقيام بتنفيذ العملية، وتكون المتفجرات ضمنها مربوطة بصاعق واحد يتحكم به منفذ العميلة”.

خطر الـC4

“إن أخطر أنواع المتفجرات التي استخدمها التنظيم، تتمثل في تلك التي تدخل في تركيبها مادة C4، وهي عبارة عن خليط من أربع مواد شديدة الانفجار، وتكون على شكل قضبان، قوتها التدميرية أكثر من تلك التي يدخل في تركيبها مادة تي إن تي، وتدخل C4 في صناعة العبوات التي تستخدم للاغتيالات وتصنيع الأحزمة الناسفة التي يستخدمها انتحاريو التنظيم” يختتم المصدر.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.