نشرت مجلة الحادي والعشرين الفرنسية تقريراً قالت فيه “إن مجرم الحرب النازي الويس برونر، الملقب بالصياد النازي، قد توفي في منزله في سوريا عام 2001 عن عمر يناهز الـ 89 عاماً”، عن ذلك نشرت الدايلي ميل مقالاً أعده آلان هال بتاريخ 11 كانون الثاني 2017، حيث وصف برونر بأنه أحد الألغاز طويلة الأمد التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.

بحسب المقال، برونر كان أكثر المجرمين النازيين المطلوبين في العالم، و “هو مخترع عربات الغاز المتنقلة، التي أعدت لقتل اليهود خلال الحرب العالمية الثانية”.

وعن المجلة الفرنسية ذكر المقال أن الوحش الذي وصف اليهود بـ “النفايات البشرية ” لقي مصرعه في البلد الذي قدم له الملاذ بعد عام 1945. وأنه كان “أحد القتلة النازيين الأسوأ سمعة خلال المحرقة التي أودت بحياة ستة ملايين شخص”.

كان برونر بمثابة اليد اليمنى لأدولف إيخمان و “اللوجستي الأهم الذي خطط لنقلهم عبر أوربا إلى معسكرات الإبادة في بولندا المحتلة”.

وبحسب المجلة، كان برونر مخترع عربات الغاز المتنقلة التي تبدو بسذاجة أنها عربات نقل ركاب لكنها كانت مقفلة على راكبيها. وكان محرك المركبة يبعث الغاز من العادم إلى داخل عربة الغاز ما يسفر عن مقتل جميع ركابها. والتي “عملت لقتل اليهود في أوربا الشرقية قبل مصانع القتل الساكنة”.

كما أكد المقال أيضاً أن برونر “كان مسؤولاً شخصياً عن جمع ما لا يقل عن 130000 يهودي في فرنسا ما بين رجال وأطفال ونساء وشحنهم إلى مصيرهم للإبادة”.

وبحسب المقال، هرب برونر إلى #سوريا حيث قدم له النظام الحماية لعقود. “تمكن خلالها الموساد الإسرائيلي من إرسال طرود مفخخة إليه في مناسبتين لكن كل منهما أدت إلى إصابته من دون أن يخسر حياته”.

وقد أكد ثلاثة أعضاء سابقين في جهاز المخابرات السورية  “والذين تلقوا منه دروس في فن التعذيب” للمجلة أنه” قضى سنواته المتبقية في ظروف مزرية وبائسة تحت عمارة سكنية في دمشق”.

وقال عمر  وهو أحد حراس برونر، أن أبو حسين  “وهو الاسم الذي عُرف به الصياد” كان قد “عانى وبكى” كثيراً في سنواته الأخيرة،  وأن الجميع سمعوا بكاءه، كما أنه في النهاية لم يستطيع حتى أن يستحم.. وأن طعامه كان عبارة عن حصة غذائية من الجيش (بيضة أو بطاطا).

كلارسفيلد، الذي قُتل والده في معسكر أوشفيتز، سافر إلى دمشق عام 1980 لمناشدة نظام الأسد لتسليم برونر إلى القضاء في الغرب. وقد أعرب عن رضاه بعد نشر مجلة الحادي والعشرين لتقريرها فقال: “أنا راضٍ لعلمي أنه عاش في المنفى حياة سيئة بدلاً من الجيدة “.

كما ورد في المقال أن  “برونر غادر ألمانيا إلى #مصر في عام 1953 بجواز سفر يحمل اسم جورج فيشر، وعمل هناك لفترة في تدريب الجزائريين على البندقية للتخلص من الاستعمار الفرنسي في بلادهم. انتقل بعدها إلى #دمشق ونقل معه كل تقنيات الغستابو في التعذيب والاستجواب التي تعلمها خلال الرايخ الثالث، وقد حكمت عليه المحاكم الفرنسية غيابياً بالإعدام”.

وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة شيكاغو صن تايمز عام 1987 عبر الهاتف قال أنه “لم يندم على ضلوعه في المحرقة، وأنهم جميعا استحقوا الموت لأنهم كانوا وكلاء الشياطين والنفايات الإنسانية، وأنه غير آسف على ذلك وبإمكانه فعل ذلك مجددا”ً.

وبحسب المجلة، فقد كان تحت الإقامة الجبرية في شقته في حي دبلوماسي في دمشق منذ عام 1989 فصاعداً، وأن النظام “نقله للعيش في القبو لأسباب أمنية غير محددة”.

وبحسب عمر، منذ أن دخل إلى القبو أُغلق الباب ولم يُفتح من بعدها أبداً. وأنه دُفن سراً وفق المناسك الإسلامية في مقبرة العفيف في كانون الأول من العام 2001، وأضاف أنه “احتفظ بكراهيته لليهود كما هي حتى وفاته”، وأنه “كان يكره فرنسا بقدر كرهه لليهود”، فضلاً عن إيمانه بالاشتراكية القومية.

كانت دولة ألمانيا الشرقية تحاول استعادة برونر من منفاه في سوريا عندما تفجرت البلاد وذهبت الفرصة الأخيرة لاستجوابه على جرائمه. حيث تلاشت مع انهيار #جدار_برلين عام 1989، وظهرت مستندات تثبت أن دمشق كانت مستعدة لإعادته إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية مقابل صفقات تجارية وأموال وكانت تجري مفاوضاتها في ذلك الشأن.

وقد عثر على تفاصيل المفاوضات تلك من قبل صحفيين يعملون لصالح مجلة أخبار نمساوية حيث اكتُشِفت في الأرشيف السري لشرطة ألمانيا الشرقية في برلين، وبحسب وثيقة ستاسي للعام 1988 “من المحتمل أن يتم تسليم الويس برونر إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية”.

وفي وثيقة أخرى تعود إلى نيسان من العام 1989، ونقلاً عن وزير الخارجية السابق في ألمانيا الشرقية أوسكار فيشر، جاء “رتّب الرفيق إريك هونكر للمدعي العام لجمهورية ألمانيا الديمقراطية الشروع في الإجراءات اللازمة للتجهيز إجراءات جنائية ضد برونر في حال وصوله إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية”، لكن سقوط جدار برلين في تشرين الثاني عام 1989 حال دون استمرار الاتصالات بين النظامين وأنهى خطط التسليم بين البلدين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.