فتحي أبو سهيل- دمشق:

كثير من السوريين خسروا قيمة مدخراتهم بالليرة السورية، وخاصة من سمعوا دعاية النظام بضرورة دعم الليرة السورية عبر إيداع مايملكونه في #المصارف بالعملة المحلية، ومابين عام 2010 ونهاية عام 2016، من كان قادراً على شراء منزل في ريف #دمشق أو عشوائيات المدينة، أو كان يستطيع شراء #سيارة حديثة كورية أو فرنسية المنشأ بمليون #ليرة سورية فقط، بات اليوم بالكاد قادراً اليوم على استئجار منزل لعام واحد، مع مصروف شهرين لعائلته بذات المبلغ.

 

2010

في عام 2010، كان المواطن قادراً على شراء منزل  في ريف دمشق، كـ #جديدة_عرطوز أو #قطنا أو حي الحمصي والتربة في #جرمانا، أو في عشوائيات دمشق كـ #ركن_الدين بمليون ليرة سورية، بمساحة 75 إلى 85 متر مربع، حيث تراوح سعر المتر حينها في تلك المناطق بين 8 آلاف ليرة و15 ألف.

وكان من يملك مليون ليرة سورية حينها، قادراً على شراء سيارة حديثة (مستعملة) كسيارة سكودا أوكتافيا 2007 بـ 900 ألف ليرة سورية، أو بيجو فرنسي 2005 بـ 450 ألف ليرة، أو هيونداي سانترو  2007 بـ 400 ألف ليرة، أو ألنترا – فيرنا بـ 600 ألف، بينما كان سعر السيارات الصينية الحديثة (وكالة غير مستعملة) ما بين 500 ألف ليرة و900 ألف ليرة سورية، والمستعمل يبدأ من 150 ألف ليرة.

أما فيما يتعلق بالأدوات الكهربائية، فقد كان سعر الثلاجة 18 قدم يتراوح ما بين 30 ألف و45 ألف ليرة سورية، والغسالة الاوتوماتيك ما بين 25 و30 ألف ليرة سورية، وفرن الغاز 4 رؤوس مابين 5 و 7 آلاف ليرة سورية، ومن جانب آخر، كانت أسعار  غرف النوم خشب الزان تتراوح ما بين 70 و100 ألف ليرة سورية، بينما كانت باقي الأنواع تتراوح ما بين 30 و45 ألف ليرة، وغرفة الجلوس ما بين 15 و25 ألف.

أي أن المواطن الذي كان يملك مليون ليرة سورية عام 2010، كان قادراً على شراء براد وغسالة وفرن، وغرفة نوم زان وغرفة جلوس ممتازة بحوالي 270 ألف ليرة سورية، وقادراً على شراء منزل في ريف دمشق كقطنا وجديدة عرطوز أو عشوائيات دمشق بمساحة 75 متر بـ 600 ألف ليرة سورية، وبما تبقى، كان يستطيع تسديد دفعة أولى من ثمن سيارة صينية المنشأ بـ 100 ألف ليرة سورية، ويتبقى معه حوالي 30 ألف ليرة سورية تمكنه من شراء تلفاز ومكنسة كهربائية.

2016

 لكن الحال في عام 2016 كان “ضربة قاصمة” لمن ادخر مليون ليرة سورية دون تحويلها إلى عملة صعبة أو ذهب، فقد تراوح وسطي أسعار المنازل بمناطق ريف دمشق المذكورة وعشوائيات دمشق ما بين 6 و12 مليون ليرة سورية، دون وجود ضوابط تحدد أسعار المتر المربع، حتى القبور لم تعد ضمن المتاح بالنسبة لمن يملك مليون ليرة حيث وصل سعر #القبر في العاصمة دمشق إلى 3 مليون ليرة سورية أو كثر تبعاً للمقبرة.

وترواحت إيجارات الشقق السكنية بين 50 و60 ألف في الريف والعشوائيات، وفاقت الـ 150 ألف ليرة، بمناطق لاتصنف ضمن الراقية.

في حين، وصلت أسعار الكهربائيات إلى مستويات خيالية بحسب مادة سابقة نشرها موقع “#الحل_السوري” في أيار الماضي، حيث تراوح سعر البراد المستعمل 18 قدم بين 100 و150 ألف، والجديد بين 250 ألف ليرة و500 ألف، بينما تراوح سعر الغسالات الاوتوماتيك المستعملة بين 125 ألف و175 ألف ليرة سورية، والجديدة بين 200 ألف و350 ألف.

أما غرف الجلوس، فوصل سعر الغرفة المستعملة إلى ما بين 75 ألف و300 ألف بحسب الحالة والنوعية، بينما وصل سعر الغرفة الجديدة إلى ما بين 125 ألف ليرة سورية تدرجاً حتى المليون.

ووصل سعر فرن الغاز 4 رؤوس إلى 40 ألف ليرة سورية للنوعيات غير المعروفة، أما النوعيات المعروفة “محلياً” فيبدأ سعرها من الـ 50 ألف ليرة سورية تدرجاً إلى الأعلى، حسب النوع والجودة والميزات.

أما أسعار السيارات فتراوحت مابين مليون ومليون و800 ألف للسيارات القديمة بتاريخ صنع 1970-1976 نوع “سلحفة” أو “غولف”، والصيني مابين مليون و300 ومليونين و600 ألف ويرتفع السعر بإرتفاع تاريخ الصنع، في حين تدرجت أسعار السيارات الكورية والألمانية واليابانية بتواريخ صنع فوق الـ 2005 من 3 ملايين ومافوق وصولاً إلى 9 مليون وأكثر، للسيارات المرتفعة والكبيرة.

وبهذا، يكون المواطن الذي يملك مليون ليرة سورية في 2016، قادراً على دفع إيجار منزل في الريف أو العشوائيات لسنة واحدة بافتراض الأجرة 60 ألف ليرة ليكون المبلغ حوالي 720 ألف ليرة، وبافتراض أن العائلة المكونة من 5 أشخاص، بحاجة 200 ألف ليرة سورية شهرياً بحسب تقديرات الاقتصاديين، سيكون بالكاد قادر على دفع أجرة المنزل وتكاليف الحياة لمدة شهرين فقط، بينما لن يكون قادراً حتى على شراء قبر واحد له في العاصمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.