مع ازدياد عدد اللاجئين في البلدان المجاورة لسوريا، وقلة فرص العمل، اضطر الأطفال للخروج إلى الشوارع بحثاً عن عمل يتناسب ونعومتهم أحياناً.. ويخالفها أحياناً أكثر.

من شوارع #بيروت كتب عن هذا الموضوع مرجان ميكر مقالاً نشرته #الغارديان بتاريخ 25 كانون الثاني 2017 جاء فيه: يلجأ اللاجئون السوريون في #لبنان إلى إرسال أطفالهم للعمل في الشوارع متعرضين للكثير من المخاطر من أجل كسب المال علّهم يستطيعون تأمين متطلباتهم الأساسية والضرورية.

وفي لقاء للصحيفة مع إدوارد جونسون من برنامج الغذاء العالمي قال: “عندما يبدأ اللاجئون في الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة، فإنهم يلجئون إلى آلية المواجهة السلبية. حيث يعتمدون بشكل كبير على أطفالهم فيرسلونهم للعمل”.

سلمى عصمت، سبع سنوات تتجول في شارع أرمينيا في بيروت محاولةً بيع الورد  لشاربي الكوكتيلات والبيرة . إذ أنها لا تتخلى عن ابتسامتها عندما يتجاهلها الناس.. تقول أنها تذهب إلى المدرسة، وهذا العمل يعتمد على ساعات دوام جزئية.

بحسب المقال، فإن ما يقارب مليون ونصف سوري يتواجدون في لبنان، وإن طفلاً من كل ثلاثة أطفال هو لاجئ. وأنه يُسمح للسوريين العمل في الزراعة أو البناء أو التنظيف فقط، وأن أكثر من 70 بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر وبفرص عمل محدودة، حيث يعتمد الكثيرون منهم على المساعدات الإنسانية التي “تكافح وكالات الأم المتحدة من أجل دعمهم بها”.

“اعتادت الوكالات على منح المال للاجئين السوريين المسجلين في لبنان. لكن، ومع تدفق المزيد من اللاجئين تضخمت أعداد المتلقين لتلك المساعدات. حيث يدعم برنامج الغذاء العالمي فعلياً 700000 طفل حاليا حيث يتلقى كل طفل مبلغ 27 $, شهرياً، كما يتلقى رب الأسرة بطاقة خصم تمكنه من استخدامها في شراء المواد الغذائية من المتاجر المعتمدة في كل أنحاء البلد” يرد في المقال.

وبحسب المقال، فإن مبلغ الـ 27$ ليس كافياً بالنسبة لسوسن صادق وزوجها وأربعة أطفال. حيث تبدأ العائلة في بداية الشهر بتناول وجبتين جيدتين، ولكن كلما تقدم الشهر كلما تناقصت كميات وأحجام الوجبات حيث ينفد المال.

تتذكر صادق كيف كانت الثلاجة تحتوي الكيك دائماً في منزلها في #إدلب. في شقتهم اليوم في حي الأرمن في بيروت، والتي يتقاسمونها مع عائلتين أخريين، غالباً يأكلون المعكرونة والبطاطا وتعلق قائلة: “لكن الأطفال يحبون البطاطا”.

وفي تقييم الأمم المتحدة لأوجه ضعفها لعام 2016، وجدت أن ثلث اللاجئين السوريين في لبنان لا يحصلون على ما يكفي من المواد الغذائية، وأن العائلات تحاول توفير المال بتوجهها لتناول الكربوهيدرات وتتجنب الأغذية الأغلى ثمناً مثل اللحوم والخضار الطازجة.

يقول الحداد السوري عثمان حقو الذي انتقل مع عائلته إلى لبنان منذ أن دمرت قنبلة منزله في سوريا قبل خمسة سنوات، إنهم اعتادوا على تناول اللحوم في سوريا، حيث كانت دائماً متواجدة في الثلاجة، ولكن هنا يمكنهم تناولها مرة واحدة في الشهر، كما أنه وأسرته يعيشون في منزل مكون من غرفة واحدة.

تخلف ابن حقو الأكبر عن المدرسة بسبب الحرب في سوريا. أما في لبنان فقد صنفوه ضمن فئة من الأطفال تصغره سناً بكثير ما جعله يكره المدرسة ويتخلف عنها مجدداً. ويعمل الآن حلاقاً لأنه وبحسب والدته آسيا “طالما الولد لا يذهب إلى المدرسة فعليه أن يعمل”.

تعمل منظمة حماية الأطفال مع الأسر والشباب لمساعدتهم على حماية أنفسهم من الاستغلال في سوق العمالة. وفي لقاء مع المتحدث باسم المنظمة قال: “نتفهم أن عمالة الأطفال في المجتمعات الفقيرة أمر متوقع، لكننا نحاول العمل مع الآباء لنوضح لهم أهمية التعليم، حتى إذا اضطر الطفل إلى العمل، فإننا لا نريد أن نرى جيلاً ضائعاً، يجب العمل معهم ومساعدتهم “.

وقد لاحظت المنظمات غير الحكومية زيادة في نسبة عمالة الأطفال عندما حصل انخفاض حاد في التمويل عام 2015 ففي ذلك العام اضطر برنامج الغذاء العالمي إلى الحد من المساعدات النقدية الشهرية لكل لاجئ من 30 $ إلى 13.50 $.

وبحسب بول سكوزيلاس من برنامج الغذاء العالمي، فإن وضع التمويل في المنظمة كان ثابتاً معظم العام 2016، إنما بالنظر إلى العام 2017، فهناك بعض الإشكالات في أمور التمويل .

كان لدى وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة 50 % تمويل لخطة التصدي للأزمات ابتداءً من شهر تشرين الثاني 2016. لكن في هذا العام، لدى الوكالة تمويل يكفيها لمواصلة العمليات حتى الأسبوع الثاني من شباط فقط. مما يضطر خلال ذلك سلمى ومن مثلها إلى التجول في شوارع بيروت مسلحات بباقات من الزهور المثبتة تحت أذرعهن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة