حمزة فراتي

منذ أن  سيطر تنظيم الدولة الإسلامية #داعش على محافظة #دير_الزور في عام 2014 ، بدأت التداعيات والآثار السلبية  على كافة جوانب الحياة في المنطقة، وكان للمجال الطبي والخدمات الطبية الجانب الأكبر من ذلك، فبدأ الوضع الصحي بالتدهور يوماً بعد يوم حتى وصل إلى أدنى مستوياته من فقدان الرعاية الصحية، وهروب الأطباء، وارتفاع أسعار الأدوية بشكل كبير، وفقدان معظمها، وتحول الممرضين إلى أطباء بحكم الحاجة.

ومما زاد الوضع الطبي سوءاً رفع العلاج المجاني عن المدنيين، فكل معاينة يتعين على المريض دفع مقابل مالي لها الأمر ذاته ينطبق على الأدوية إن وجدت.

المراكز الصحية المتواجدة في المنطقة

محمد أمين (ممرض سابق بمشفى الطب الحديث بمدينة #الميادين) يقول لموقع الحل السوري، إن التنظيم قام بتقسيم المشافي في المنطقة على النحو التالي:

ـ مشفى الميادين العام (مشفى الخير) وهو المشفى الرئيسي في المحافظة وأقسامه: الإسعاف وجناح الداخلية وجناح العظمية وقسم العمليات الذي يحتوي ثلاث قاعات عمليات ويشرف على تلك الأقسام عليه أبو عبيدة البريطاني (صيدلي بريطاني من أصل بنغالي لم يكمل دراسته في #بريطانيا)، وقسم إنعاش وقسم أشعة: والذي يقدم خدمات تصوير الأشعة البسيطة والطبقي المحوري والإيكو والمخبر ومسؤولها ممرض من مدينة #موحسن بريف دير الزور الشرقي.

ـ مركز الاستشفاء ومركز إخلاء الجرحى بالميادين ومسؤوله أبو الصادق الشامي،

ـ مشفى الأطفال (مشفى زينب) في الميادين، ويحتوي 14 حاضنة، ويضم أيضاً  قسم عمليات وإسعاف ومخبر وقسم داخلية مسؤولها طبيب مدني.

ـ مشفى نوري السعيد(الأندلس) في الميادين يحوي قسم عمليات وعناية مركزة ومخبر.

ـ مشفى الحماد  في الميادين والذي يضم قسم عمليات وداخلية ومخبر ومسؤوله شقيق أحد القياديين في التنظيم.

ـ المشفى الوطني (مشفى فاطمة الزهراء ) أو مشفى النسائية، يحتوي قسم مخاض ويجري عمليات قيصرية فقط، ومسؤوله أيضاً شقيق قيادي في التنظيم.

ـ مشفى موحسن  يضم قسم عمليات وإسعاف وقسم أشعة.

ـ أما بالنسبة لمدينة ديرالزور فتضم مشفى فارمكس الذي تجرى فيه عمليات صغرى، إضافة إلى مشفى ميداني  جديد في حي العمال، وأمير الطبية  في المنطقة هو أبو البراء الأردني

هروب الأطباء بسبب بطش التنظيم

انتهج التنظيم سياسة التضييق على عمل الأطباء فقد بدأت بقرارت جائرة أضرت بالقطاع الصحي في المحافظة، فيقول عبدالرحمن الخلف (طبيب سابق في مشافي مدينة دير الزور)  “قام التنظيم بإغلاق عدد من النقط الطبية والمشافي الميدانية بحجة تلقي هذه النقاط والمشافي دعماً من  منظمات غربية، أو من الائتلاف الوطني،  ثم قام بفرض دورات شرعية على جميع الكوادر الطبية المتبقية في المحافظة كما أغلق جميع العيادات التي يشرف عليها أطباء ذكور، وكذلك منع أي طبيبة من معالجة الرجال، وصادر ممتلكات الأطباء المتواجدين خارج مناطق سيطرة التنظيم”.

أضاف المصدر أن  التنظيم “أجبر” الأطباء على الالتزام بدوام مجاني في المراكز التي يشرف عليها، وحدد أجور المعاينات والعمليات الجراحية، ونتيجة لتلك المضايقات المستمرة  غادر الكثير من الأطباء إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم، وبعضهم إلى خارج البلاد، مما أدى إلى ازدياد التدهور في الواقع الصحي في المحافظة، خصوصاً في المناطق الريفية النائية عن المدن والبلدات الرئيسية.

وأكد المصدر، أن المنطقة الواقعة بين مدينة #الشدادي جنوب الحسكة ومدينة #البصيرة في ريف دير الزور الشرقي  هي منطقة خالية تماماً من أي طبيب أو طبيبة في تخصص التوليد والنسائية، بعد منع داعش الطبيب الوحيد المتواجد بالمنطقة، وهجرة الطبيبة الروسية (سيفتلانا نيكولاي)  التي كانت تقيم في بلدة الصور، “حيث عادت إلى #أوروبا خوفاً من بطش داعش” على حد تعبيره

ولفت المصدر إلى أن عناصر داعش يقومون بجولات متكررة على المشافي والصيدليات، ويفرضون عقوبات على كل من يحاول مخالفة قوانينهم ، وكمثال على ذلك، قام عناصر من التنظيم وبرفقتهم أشخاص من ديوان الصحة التابع للتنظيم، بمخالفة العديد من العاملين في المجال الصحي بمدينة الميادين، بحجة قيامهم ببيع أدوية إجهاض وحليب أطفال من نوع “نان”، لأنه صناعة إيرانية.

كما كانت هناك العديد من المنظمات الدولية تعمل على تأمين لقاحات الأطفال وتنظيم حملات ضد شلل الأطفال، وتوقفت عن العمل، بسبب سيطرة داعش على تلك المناطق وقيام التنظيم بتوقيف عملها وملاحقة أعضائها، يختتم المصدر.

لا يقل الواقع الصحي في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة سوءاً عن نظيره في المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش، فكان حصار الأخير للأحياء الخاضعة لسيطرة النظام ومضايقات النظام  للأطباء سبباٌ في خروج الكثير من الأطباء من داخل مدينة دير الزور وانتقالهم إلى العاصمة #دمشق ومناطق أخرى، ليشكل كل ذلك واقعاً أقرب للكارثي تعيشه محافظة ديرالزور في هذا المجال، كما يشكّل خطراً على مصير محافظة بأكملها.