رغم الحصار.. معهد “العرباض” الأول من نوعه بريف حمص لتأهيل الشباب للاعتماد على الذات

رغم الحصار.. معهد “العرباض” الأول من نوعه بريف حمص لتأهيل الشباب للاعتماد على الذات

هاني خليفة – حمص

نظرا للحصار الذي يعاني منه سكان مناطق سيطرة المعارضة في ريف #حمص الشمالي، افتتح#معهد_العرباض في مدينة #تلدو بمنطقة #الحولة، من أجل تدريب الشباب وتعليمهم بمختلف أنواع المجالات للاعتماد على ذاتهم.

وقال صفوان الكنج، إداري في المعهد لموقع الحل،إن “المعهد تأسس نظرا لأسباب موضوعية تتعلق بحصار المنطقة وانقطاع الطلاب في الحولة عن أي تعليم يتعدى مرحلة الثانوية منذ عام 2012″، إضافة إلى “الحاجة الملحة للتحصيل العلمي لتدريب الشباب على تعلّم مهن يعتاشون منها في زمن #الحصار، بدلا من وقوفهم في طوابير الإغاثة التي لا تغني ولا تسمن من جوع والقضاء على حالة الفراغ السلبي التي يعيشها الكثير من شباب المنطقة”، على حد وصفه.

وأضاف المصدر أن المعهد بدأ عمله حوالي منتصف عام 2015 وترعاه #جمعية_آلاء الخيرية العاملة في  منطقة #الحولة بما تستطيع توفيره من مستلزمات ضرورية وسد حاجات الكادر التعليمي من بعض الحاجات الغذائية الشهرية، مؤكدا أن عدد الطلاب حاليا في الدورات التي يقيمها المعهد 170 طالبا من مختلف الاختصاصات.

وشدّد الكنج على أن التعليم في المعهد مجاني وبدون أية رسوم ولكافة أبناء المنطقة والنازحين إليها، مشيرا إلى أن إقبال الطلاب على التعلّم في المعهد جيد بشكل عام في ظل صعوبات العمل ويأس الكثير من الشباب والظروف الأمنية من قصف وخطف وغيرها.

وأوضح المصدر أن أهم الصعوبات التي تواجه عمل المعهد هي قلة الإمكانيات المادية الضرورية لتجهيز المعهد وتوفير الوسائل التعليمية وأجور رمزية للمدرسين والمدربين، فضلا عن تأمين جهة ذات مصداقية تعترف بالشهادات التي يمنحها المعهد للمتخرجين منه، إضافة لحالة الحصار التي خلقت استهتارا عاما في المجال العلمي.

وعن الخطط المستقبلية بيّن الكنج أن لديهم خطط يتم تطويرها باستمرار لرفع مستوى المناهج العلمية وكفاءة المدرسين، إذ يخططون لتوسيع الاختصاصات في المعهد وإقامة دورات نسائية، كما يطمحون لافتتاح معهد متوسط علمي لاستيعاب طلاب الثانوية العامة في مختلف اختصاصاتها، مردفا “يقوم على إدارة المعهد والتعليم فيه أساتذة مختصون يحملون إجازات جامعية ومهندسون وخريجي معاهد متوسطة وكوادر متخصصة وبشكل تطوعي بالكامل”.

محمد العبد الله متدرب في دروة الأوفيس بالمعهد، يقول “بسبب وضع المنطقة والحصار الذي تفرضه قوات النظام عليها وعدم تمكّني من متابعة دراستي، توقفت عن الدراسة حتى افتتح معهد العرباض وكان فرصة لي كي أعاود التعليم وأنا حاليا متدرب أتعلم برامج الأوفيس المختلفة”، معتبرا أنها فرصة هامة لزيادة المهارات وأنه أفضل مشروع في المنطقة، لافتا إلى أن المعهد ينقصه معدات كجهاز إسقاط وزيادة عدد الكمبيوترات حتى تزداد الفائدة العلمية.

أما عمر الحسن يوضح أنه التحق بمعهد العرباض نتيجة بحثه عن عمل وكان الحصار وتوقف العمل سبب بالتحاقه، إذ كانت دورة لف المحركات مقصده، قائلا: “تخرجت من المعهد رغم أن الأدوات المطلوبة مكلفة إلا أن إدارة المعهد حرصت على تأمينها، وكانت نتيجة هذه الدورة أني أصبحت أمتلك مهنة أعمل بها الآن وأستطيع من خلالها كسب قوت يومي وإعالة أسرتي وظروفي المعيشية تتحسن نحو الأفضل”.

يشار إلى أن الحصار الذي تفرضه قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة في ريف #حمص الشمالي منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، أدى إلى انتشار البطالة بشكل كبير وإهمال دراسي نتيجة القصف المكثف عليها، إذ يقطنها أكثر من 350 ألف نسمة، بحسب توثيق ناشطين معارضين من المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.