أحكمت #تركيا قبضتها داخلياً إثر تعرض رئيس الجمهورية رجب طيب #اردوغان لمحاولة انقلاب فاشلة، كما بدأت في إحداث تغييرات في استراتيجياتها الخارجية، تلك الاستراتيجية التي يراها ديفيد غاردنر تتجه للتلاعب في #سوريا، وعن ذلك كتب مقالاً جريدة فاينانشال تايمز  جاء فيه: “تستهلك تركيا طاقاتها لحملة تغيير الدستور ومنح اردوغان الرئاسة على غرار فلاديمير بوتين، ذلك بالرغم من الهجمات الإرهابية التي أنهكت قواها، وبالرغم من تراجع اقتصادها بشكل خطير، بالإضافة إلى جيشها الذي يحارب في سوريا”.

ويرى غاردنر أن أسئلة كبيرة تكمن حول مستقبل تركيا في تحالفها مع الناتو، وترشيحها للاتحاد الأوربي، حيث أنها لم تعد محور الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وسط ما يتعرض له من انهيار، كما أنها لم تعد الشريك الذي يمكن للقوى الغربية الاعتماد عليه. وإن اتجاه تركيا الاستراتيجي الآن يترسخ في التلاعب، حيث يصمم اردوغان على “فك القيود عن المؤسسات الضعيفة لممارسة قوتها المخزونة. لكن هذه الصفة القوية محصورة بين الرئيس بوتين والرئيس دونالد #ترامب”.

وبحسب المقال، فإن العلاقات مع الاتحاد الأوربي الذي ليس لديه خطط حقيقية لضم تركيا إليه هي مجرد صفقات، ونبرة المتوسل المتمثلة بزيارات زعماء الاتحاد الأوربي إلى قصره ينبغي أن تُشعر أردوغان أنه بمثابة الذراع الأيمن لهم. لكنه بلا شك سوف يواصل خطاباته العدائية.

رأى الكثيرون أن هذه الخطابات الحماسية _ التي شملت تأملات فيما إذا كانت تركيا ستبدي نيةً حسناً لصالح الاقتصاد الأوروآسيوي، أو ستكون ضمن مشروع بوتين، أو منظمة تعاون شنغهاي بدلاً من الاتحاد الأوربي ومنظمة حلف شمال الأطلسي _ ما هي إلا تكتيكات تظهر ما لدى #تركيا من خيارات.

نوايا اردوغان وفق الكاتب ليست واضحة جداً، فبعد إصلاح العلاقات مع بوتين عقب الانقلاب الفاشل في تركيا، يريد أردوغان أن يتقرب من الكرملين، بالحصول على الضوء الأخضر من روسيا، التي حوّل سلاحها الجوي تيار الحرب في سوريا، حيث يهدف الأتراك من ذلك إلى القوات الكردية السورية من توحيد أراضيها، وتحويلها إلى كيان ذي حكم ذاتي، التوحيد الذي سيلهب التمرد الكردي داخل تركيا، إلا أن وجهة نظر بوتين نحو تركيا تبدوا صفقات أيضاً، فهي مفيدة لتشكيل قوة ثلاثية مع وإيران في سوريا، ودعامة محتملة للمحور الأوروآسيوي، وفق الكاتب.

ويرى الكاتب أيضاً أنا اردوغان يرغب في  إقامة علاقات ودية مع #ترامب الذي استقبلته وسائل الإعلام بصخب بعد فوزه في الانتخابات. لكن توقعاته نحو الولايات المتحدة تبدو غير واقعية، فهو يريد منها تسليمه فتح الله غولن المتهم بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب، لكنه “لربما لاحظ أن المحاكم الأمريكية أقل طاعة من السلطة القضائية التركية”.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإن أهم ما في الأمر في علاقة اردوغان الحالية مع أمريكا، يتعلق فيما هو إذا حافظت #واشنطن على دعمها للمقاتلين الكرد السوريين في حملة تحرير #الرقة من #داعش. عندها من المحتمل أن تحتاج #تركيا إلى رهن جيشها لصالح معركة #الرقة كي تتمكن من التودد إلى ترامب.. هذه المسألة تطرح تساؤلاً مفاده كيف يمكن لتركيا مهاجمة دعم الولايات المتحدة للأكراد السوريين، إذا لم تلتزم في المشاركة في حملة الرقة؟ يختتم الكاتب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.