فتحي أبو سهيل _ دمشق

تشهد حركة السير في مدينة دمشق شللاً بنسبة وصلت حد الـ 70% بحسب تقديرات غير رسمية، حيث بات الحصول على “تنكة” بنزين يتطلب المبيت أمام محطة الوقود يوماً كاملاً، ومن ثم الانتظار حتى يأتي الصهريج ويفرغ حمولته لمرة واحدة في اليوم، ما يعني انتهاء الكمية بسرعة نتيجة كثرة الطلب، وفق سائقين في العاصمة.

وخلال بجولة على عدة محطات وقود حكومية في دمشق، تبين أن محطة #حاميش امتنعت عن البيع يومين متتاليين منذ الأربعاء حتى صباح الجمعة، ثم تم توزيع البنزين بمعدل 20 لتر فقط لكل سيارة من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة ظهراً، وبعدها أغلقت المحطة أبوابها.

قرب محطة حاميش، التقى موقع الحل بعض السائقين الذين أكدوا انتظارهم في طابور مؤلف من مئات السيارات يوماً كاملاً دون جدوى، وفي اليوم التالي للانتظار، قام بعض السائقين الذين لم يحالفهم الحظ بالمبيت في طابور الدور يوماً آخر أملاً بأن يأتي الصهريج في أي لحظة.

محطات خاصة خارج الخدمة

وفي محطة الأزبكية، وصل طابور السيارات إلى مشفى لحياة، وأكد سائقون أنهم ينتظرون حوالي 8 إلى 9 ساعات للحصول على البنزين، وكان الحال ذاته في كازية المزة، أما المحطات الخاصة فقد أغلقت أبوابها لعدم تخصيصها بأي كمية من الوقود خلال الأزمة الحاصلة.

أزمة البنزين لم تنحصر فقط في دمشق، بل بدأت أولاً في #اللاذقية ثم #طرطوس فمعظم المحافظات حتى وصلت إلى دمشق، حيث أكدت مصادر مطلعة أن حكومة النظام لجأت إلى خفض عدد الطلبات لأقل من النصف في المحافظات و قرابة 25% في العاصمة في أول يوم من الأزمة، ثم انحسرت الكميات أكثر يوم الجمعة الماضي.

وأرجعت المصادر الأزمة الحاصلة إلى “توقف #إيران عن مد سوريا بالنفط منذ قرابة شهرين ونصف، وتأخر في وصول الناقلات بعد إبرام عقود عديدة لتوريد المادة” وهو ما أكده رئيس حكومة النظام بقوله أن “الدول الصديقة” توقفت عن توريد النفط إلى البلاد دون توضيح الأسباب.

وكانت بعض وسائل الإعلام السورية ترويج أن المشكلة الحاصلة بتوريد النفط هي فنية، فيما قالت وسائل أخرى أنها ناجمة عن عدم تسديد النظام فواتير متراكمة عليه.

في السوق السوداء

خلال يومين، وصل سعر تنكة البنزين في السوق السوداء إلى 8 آلاف ليرة سورية، مع صعوبة الحصول عليها لعدم توفر المادة بشكل أساسي، علماً أن سعر اللتر رسمياً هو 225 ليرة، في حين رافقت أزمة البنزين، أزمة في المازوت، ما دفع العديد من سائقي السرافيس إلى التوقف عن العمل، حيث وصل سعر لتر المازوت في السوق السوداء إلى 400 – 450 ليرة سورية، مع صعوبة تأمينه أيضاً، علماً أن سعر اللتر الرسمي هو 185 ليرة.

وسبق أزمتي البنزين والمازوت، أزمة في الكهرباء وزيادة في ساعات التقنين نتيجة عجز حكومة النظام عن تأمين الفيول ما أدى إلى انهيار الشبكة ظهر يوم الجمعة إثر قلة الكمية المولدة مقارنة بالاستهلاك، في حين كانت أولى أزمات المحروقات التي بدأت مع دخول فصل الشتاء ولم تشهد انفراجاً حتى اليوم، أزمة الغاز، حيث وصل سعر الجرة في السوق السوداء إلى 5000 ليرة سورية علماً أن سعرها الرسمي هو 2600 ليرة فقط.

“ابرة بنج”

وبعد موجة الاستياء التي عمت الشارع السوري، والشلل الذي أصاب حركة المواصلات، خرجت مصادر حكومية عبر صحيفة مقربة من النظام منذ يومين لتقول إن “باخرة محملة بنحو 11 ألف طن من البنزين ستصل قريباً إلى الساحل السوري ليتم تفريغها و توزيعها على المحطات”، وبدوره قال مدير فرع دمشق للشركة العامة للمحروقات “سادكوب” سيباي عزيز، الاسبوع الماضي، إن “دمشق ستشهد نهاية الأسبوع الجاري انفراجاً بالمازوت”.

ومنذ أشهر، كما سنوات الحرب السابقة، وعدت حكومة النظام بانفراجات في أزمة الكهرباء والغاز ومؤخراً أزمة البنزين والمازوت، لكن حتى لحظة إعداد هذا التقرير مازالت الأزمات سابقة الذكر قائمة دون أي انفراج، مادفع المواطنين لوصف تصريحات حكومة النظام بـ “إبر البنج”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة