عروض تنزيلات “خلبية” وموسم “خيبات الأمل”.. أسعار الملابس تفرغ الأسواق من الزبائن

عروض تنزيلات “خلبية” وموسم “خيبات الأمل”.. أسعار الملابس تفرغ الأسواق من الزبائن

فتحي أبو سهيل – دمشق

بدأ موسم التنزيلات على الملابس الشتوية منذ 20 كانون الثاني، وهو مستمر حتى أواخر شهر آذار، لكن السوق السورية لا توحي بوجود شيء مشجع للمواطنين حسبما يبدو حتى الآن، فمن كانوا ينتظرون موسم التنزيلات لشراء مستلزمات الشتاء القادم بأسعار أقل، نتيجة الوضع الاقتصادي السيء، يصفون الموسم الحالي بـ “موسم خيبات الأمل نتيجة العروض الخلبية”.

موقع الحل السوري تجول في بعض أسواق العاصمة #دمشق التي لا تشهد إقبالاً يذكر، فكان الوضع “مأساوياً” بالنسبة للتجار والمواطنين على حد سواء، فقد اشتكى تجار من عدم وجود زبائن كما العام الماضي، واقتصرت بعض المحال على متوسط خمسة زبائن في اليوم فقط، على الرغم من العروض التي أعلنوا عنها، لكن كان للمواطنين الكثير من التحفظات على تلك “العروض”، مؤكدين وجود “استغلال كبير فاق المعتاد” فشكاوى التجار “غير منطقية أو حقيقية” برأي المستهلك، فقد كانوا “يقبلون بأرباح تفوق الـ 100%، وفي موسم التنزيلات يحققون أرباحاً تصل حتى 80% لكن بعضهم بقي يحقق النسبة الأولى ذاتها”.

بضائع قديمة

قام باعة بعرض قطع متفرقة “قطعة واحدة من كل موديل”، تعاقبت عليها التنزيلات منذ 3 سنوات ولم يتم تصريفها، وهذه البضائع الوحيدة التي كان سعرها مقبولاً بعض الشيء بالمقارنة مع الأسعار الرائجة في الموسم، حيث تراوح سعر هذه القطع “بناطيل وقمصان وكنزات” ما بين 2000 و 3500 ليرة سورية.

وأكد مواطنون في سوق الحمرا، أن الأسعار بقيت هي ذاتها كما كانت ضمن الموسم الشتوي، وكل ما فعله التجار هو “إما وضع سعر مرتفع فوق السعر القديم وشطبه بالقلم، لإيهام الزبائن بأن هذه القطع دخلت ضمن الحسومات، أو قاموا بتخفيض الأسعار بنسب قليلة وتحديد السعر على أنه غير قابل للتفاوض، علماً أن المبلغ المحسوم، كان الزبون قادراً على تحقيقه بالمفاصلة”.

جولة

تراوح سعر الجاكيت في سوق الحمرا ما بين 13 و25 ألف، والبنطال ما بين 6 و10 آلاف ليرة، والكنزة ما بين 5 و9 آلاف ليرة سورية، والحذاء ما بين 6 آلاف و 15 ألف حسب النوع، وهو ما لا يختلف عن أسعار بداية الموسم الشتوي الحالي.

في الشعلان، كان الحال ذاته، لكن الأسعار فاقت حدود المنطق في بعض المحال وفقاً للجولة التي قام بها موقع الحل السوري، حيث وصل سعر الجاكيت في محل بعض المحال إلى 40 ألف ليرة سورية، بحجة أن سعره قبل التنزيلات كان 80 ألف ليرة سورية، بينما تراوح سعر البنطال ما بين الـ 20 والـ 25 الف والكنزات كذلك.

فقدان 75% من الإقبال

في سوق الصالحية، لم يكن الحال بأفضل، حيث فقد السوق حوالي 75% من زبائنه مقارنة بالموسم السابق خلال العام الماضي وفقاً لأحد الباعة، الذي اضطر لتوقيف عمل أحد “الشديدة” الذي يعتمد عليهم في العمل خارج الصالة، لجذب الزبائن، نتيجة ضعف المدخول اليومي على حد تعبيره.

ويلاحظ فقدان الملابس ذات المنشأ الأجنبي في الأسواق كالبضائع التركية والصينية، واقتصار أغلب البضائع على المنشأ الوطني، حتى في المحلات ذات الأسماء المعروفة ببيع المستورد.

قطع صغيرة بأسعار مرتفعة

وبخصوص ملابس الأطفال، فقد كانت الأغلى سعراً مقارنة بحجم القطع الخاصة بالكبار، فقد تراوح سعر البنطال بين 5 و8 آلاف، والجاكيت بين 9 و15 ألف وقد تصل للـ 20 ألف، والكنزة بين 4 و7 آلاف، والحذاء بين 4 و8 آلاف.

وتعتبر الأسعار في سوق الصناعة “كراج الست”، وهو سوق شعبي، مقبولة نوعاً ما بالنسبة للمواطنين، لم تكن هناك أي إعلانات عن تنزيلات، وقد حدد أصحاب المحلات أسعارهم رافضين “المفاصلة”، وتراوح سعر الجاكيت بين 11  و18 ألف ليرة، والبنطال والكنزة والقميص بين 5 و7 آلاف، وقد تزيد الأسعار عن ذلك تبعاً للقطعة والمحل.

وحول واقعية العروض في السوق، قال رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني  في تصريحات صحفية، إن “بعض المحال في الأسواق يقومون بتنزيلات وهمية من خلال خفض أسعار عدد قليل من البضائع والإعلان عن تنزيلات بأرقام كبيرة لجذب المستهلكين”، محذراً المواطنين من “الإعلانات المضللة”.

الوزارة تعترف

ورغم كل تلك التجاوزات، ضبطت مديرية التجارة وحماية المستهلك في دمشق فقط 25 محلاً ، قاموا بتنزيلات وهمية، بحسب ما صرح به معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام، جمال الدين شعيب.

وأشار شعيب إلى أن الوزارة تقوم بالتدقيق وأخذ عينات من المحلات التي تعلن عن تنزيلات تفوق الـ 60%” لأنها برأيه “غير منطقية”، معترفاً أن “البعض يقوم برفع سعر المنتج الأصلي للحصول على السعر الذي يريده بعد التنزيلات”.

وتؤخذ العينات من المحال وتتم دراستها من قبل لجنة مختصة تضم ممثلين عن غرف التجارة والحرفيين لمعرفة إذا كانت التنزيلات حقيقية والأسعار مطابقة، ومن المفترض أن تكون المخالفة غرامة من 25 ألف حتى 150 ألف ليرة ويمكن إغلاق المحل المخالف من أيام حتى الشهر، لكن دوريات حماية المستهلك، وإن وجدت في الأسواق، تكتفي “بالرشوة” من صاحب المحل، دون مخالفته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة