بحسب مقالٍ نشرته السياسات الخارجية بتاريخ 14 شباط 2017 لـ صموئيل اوكفورد، فإن #الولايات_المتحدة “استخدمت مواداً سامةً في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في #سوريا ما أدى إلى انتشار مرض السرطان والعديد من التشوهات الخلقية”.

بالرغم من تعهد القوات الأمريكية بعدم استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب في ساحة المعركة في العراق وسوريا، إلا أن المسؤولين في الجيش الأمريكي “أكدوا إطلاق آلاف القنابل التي تحتويه أثناء غارتين نفذتهما قواتهم ضد شاحنات لنقل النفط في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا أواخر العام 2015. وتعتبر هذه الهجمات الاستخدام الأول لهذه الأسلحة منذ غزو #العراق عام 2003، حيث أثارت غضب المجتمع الدولي بسبب ما يترتب عليه من أمراض وتشوهات خلقية” حسب ما ورد.

وبحسب المتحدث باسم القيادة المركزية الرائد جوش جاك، فأن “طائرة A-10 تابعة للجيش الأمريكي أطلقت 5265 طلقة من العيار 30 مم الخارقة للدروع والتي تحتوي على اليورانيوم المنضب في الثاني عشر والسادس عشر من تشرين الثاني من العام 2015، مدمرةً بذلك حوالي 350 عربة في صحراء سوريا الشرقية”.

وفي وقت سابق من الحملة أكد كل من التحالف والمسؤولين الأمريكيين أن تلك الذخيرة “لم ولن تُستخدم في عملياتهم ضد الدولة الإسلامية. وفي آذار من العام 2015، أفاد نائب في البنتاغون أن هذه الحرب مملة، حيث لا يمكن لطائرات A-10 المنتشرة في المنطقة الحصول على الذخيرة التي تخترق الدروع والتي تحتوي على اليورانيوم حيث أن تنظيم الدولة لا يملك الدبابات ليتم اختراقها”.

ومن غير الواضح إذا ما كانت تلك الضربات وقعت بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان كما حدث عام 2003، حيث أُطلقت مئات الآلاف من القذائف خلال الغزو الأمريكي للعراق في مناطق مأهولة بالسكان ما أدى إلى استياء وخوف بين المدنيين وغضب على أعلى المستويات في حكومة #بغداد. كما أعربت الأمم المتحدة في تقرير لها عن قلقها الشديد إزاء الآثار الجانبية لهذا السلاح.

ويؤكد الخبراء أن استخدام الولايات المتحدة للسلاح بهذه الكميات أمر مثير للقلق في حين تؤكد الولايات على حقها في استخدامه.

وأوضح المقال أن الغارات الأمريكية كانت جزءاً من عمليات “المد والجذر الثانية ” التي هدفت إلى شلّ البنية التحتية التي اعتمدت عليها الدولة الإسلامية في كسب ملايين الدولارات من خلال بيع النفط.

وصرّح البنتاغون أن هجمات 16 تشرين الثاني كانت قرب مدينة #البوكمال التابعة لمحافظة #دير_الزور قرب الحدود مع العراق، وأنها أسفرت عن تدمير 116 شاحنة ناقلة للنفط.

وذكر المقال أن الولايات المتحدة أنكرت استخدامها لليورانيوم في سوريا بادئ الأمر، حيث تم توثيق استخدامه للمرة الأولى من قبل كاتب في وكالة  إيرن نيوز، لكنها مؤخراً صرحت باستخدامه.

وبالرغم من أن اليورانيوم المنضب أقل إشعاعاً من اليورانيوم الأصلي كونه بقايا تخصيب اليورانيوم 235، إلا أن وكالة حماية البيئة الأمريكية اعتبرته خطيراً جداً على صحة الإنسان إذا ما دخل جسده، مع العلم يمكنه التسرب إلى جسم الإنسان من خلال عملية التنفس.

وقد أكد الأطباء والناشطين أن الآثار الجانبية المترتبة على تعرض الإنسان لليورانيوم لم تثبت بعد بسبب قلة الأبحاث الشاملة عن الأمراض والمخاطر الصحية له في المناطق التي شهدت صراعات، ما أدى إلى ظهور فرضيات عدة عن إمكانية تسببه بالإصابة بأمراض السرطان، إضافة إلى التشوهات الخلقية.

وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2014 أن استخدام هكذا سلاح في مناطق سكنية له آثار نفسية عميقة ويؤدي إلى حالة من القلق.

من وجهة نظر القانون، صرح سيمي باين (أستاذ علم البيئة والباحث القانوني) أن على القانون الدولي أن يولي أهمية أكثر لهذه المسألة، ففي الوقت الذي نركز على بناء السلام في فترة ما بعد الصراع، يجب التركيز أيضاً على الحاجة الماسة لبيئة نظيفة.

يبقى السؤال الأهم هو كيف سيتم التعامل مع انتشار اليورانيوم المنضب في كامل المنطقة الشرقية في مرحلة ما بعد الدولة الإسلامية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.