ورد مارديني _ ريف دمشق
صعوبات كبيرة تواجه القطاع الطبي في الغوطة الشرقية بريف #دمشق، من نقص كبير في الأدوية، والكوادر الطبية، وفقدان اللقاحات الذي سبب انتشار مرض #الحصبة، ونقص مناعة شديد عند الأطفال، كما تم تسجيل عدة حالات مرضية بداء الفم واليد والقدم في منطقة #المرج بالغوطة، وهو ناتج عن فيروسات معدية.

الخبير الصحي في المجلس المحلي لمدينة #دوما، أسعد خبية قال لموقع الحل السوري إن “استمرار النظام بمنع إدخال اللقاحات إلى الغوطة الشرقية أدى لانتشار الأمراض المعدية والأوبئة، التي يكافح انتشارها بالتطعيم مثل الحصبة والجدري والكزاز والنكاف والتهاب الكبد والسل وشلل الأطفال” حسب قوله.

وأضاف خبية إن آخر دفعة لقاحات دخلت إلى الغوطة الشرقية كانت في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول من العام الفائت، حيث تم إدخال 55 ألف جرعة شلل أطفال، وتم تلقيح كامل الأطفال من عمر يوم وحتى 5 سنوات، أما باقي اللقاحات الروتينية، فلم تغطي إلا نصف عدد الأطفال من عمر يوم إلى سنة ونصف، وهناك عدد كبير من “الأطفال المتسربين” حسب خبية.

من جانبه أكد الطبيب أنس أبو ياسر من منطقة المرج في الغوطة الشرقية، لموقع الحل أن مرضاً جديداً بدأ ينتشر في منطقة المرج وهو “داء الفم واليد والقدم”، وتم تشخيصه على يد طبيب أخصائي أمراض إنتانية، حيث يسبب ظهور قروح في الفم وطفحٍ جلديٍ على اليدين والقدمين، ويصيب الرضع والأطفال دون خمس سنوات، ومن الممكن أن يصيب البالغين أحيانًا، وتسببه عدد من الفايروسات المعوية، أكثرها شيوعاً هو فيروس “كوكساكي أ”.

وأوضح الطبيب أبو ياسر أن المرض معدٍ، حيث ينتقل الفايروس إلى الآخرين من خلال استنشاق الهواء الذي يحمل الفيروس، أو لمس الأشياء والسطوح الملوثة بالفايروس، وتحدث العدوى نتيجة التماس المباشر مع الشخص المريض، كما تظهر أعراضه من خلال حمى وصداع وفقدان للشهية، مع طفح جلدي على شكل بقع حمراء مسطحة أو ناتئة على راحتي اليدين، وأخمص القدمين وتحت الحفاض، ومن الممكن انتشارها إلى المرفقين والركبتين، ثم تتحول البقع إلى بثور رمادية مع قاعدة حمراء وفق المختص.

كما لفت إلى أن العلاج يشمل استعمال مسكنات الألم وخافضات الحرارة والإكثار من شرب السوائل، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار لمنع حدوث التجفاف، مشيراً إلى أن مرض الحصبة الفيروسي انتشر مؤخراً في الغوطة الشرقية، بسبب فقدان اللقاحات المضادة، وسوء التغذية والإقامة في أماكن غير معدة للسكن.

وناشد الطبيب، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والصليب والهلال الأحمر الدوليين، للضغط على النظام، من أجل سماح بإدخال اللقاحات إلى الغوطة خوفاً من انتشار المرض بشكل أكبر بين الأطفال.

فيما وصفت السيدة نور الزين من مدينة #سقبا، معاناتها مع ابنتها الرضيعة، لموقع الحل “إن ابنتي تبلغ من العمر ثلاثة شهور، وهي لا تملك أي مناعة للمرض، ودائماً تعاني من الزكام والسعال والحساسية، مع سوء تغذية شديد أثر على نموها، وهي ليست الرضيعة الوحيدة في الغوطة، وإنما هناك آلاف الأطفال ينتظرون لقاحاتهم بفارغ الصبر” حسب وصفها.

من جهته أعلن المكتب الطبي في مدينة دوما التابع لمشفى ريف دمشق التخصصي قبل أيام، عن بدء نفاذ المواد الضرورية لإجراء جلسات التحال الدموي لمرضى القصور الكلوي في الغوطة الشرقية.

وجاء في البيان، إن “عدد المرضى الذين يخضعون لعملية غسيل الكلى بالمشفى التخصصي 31 مريضاً، وهم بحاجة إلى إجراء حوالي 250 جلسة غسيل شهرياً، وآخر دفعة تم تزويد المركز بها لعمليات الغسيل كانت في  15 تشرين الأول من العام الفائت، وكان عدد المرضى 18 مريضاً فقط”.

وأفاد البيان أن “قسم التحال الدموي يعتمد في مستهلكاته من أدوية وأجهزة على ما تدخله منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الأمم المتحدة وبالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري”.

بينما قالت أم محمد الدوماني، إحدى المريضات، لموقع الحل السوري إن “نقص الأدوية يؤثر بشدة على علاجي، حيث أحتاج يومياً لسبعة أدوية، ولم أتمكن إلا من تأمين أربعة أدوية فقط، وهذا ينعكس سلبياً على حياتي، ويزيدني تعباً وألماً، لذلك أتمنى إدخال الأدوية والأجهزة الطبية الخاصة لعلاجنا، لأن حياتنا مهددة بالموت إذا لم نستطع تأمين الدواء” حسب قولها.

والجدير بالذكر أن مريضاً بالقصور الكلوي توفي بتاريخ 20 من الشهر الجاري، حيث احتاج جلسة تحال إسعافية بسبب اعتلال دماغي يوريميائي بعد تدهور وظيفة الكليتين، وعجز المشفى عن إجراء جلسات التحال الدموي له، بسبب عدم سماح النظام بإدخال مواد وأدوية غسيل الكلى إلى الغوطة الشرقية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.