قهوة ببذور التمر والحمص لخفض سعرها.. والكيلو يرتفع من 350 إلى 4 آلاف ليرة

قهوة ببذور التمر والحمص لخفض سعرها.. والكيلو يرتفع من 350 إلى 4 آلاف ليرة

حسام صالح

بقي البن البرازيلي المشروب الأكثر شهرة ورواجاً في سوق الاستهلاك السورية  حتى 2011، حيث لم يكن يتعدى سعر الكيلو منه 350 ليرة سورية، وكغيره من المواد المستوردة، تأثر سعره بارتفاعات الدولار المتتالية، ليصل سعر الكيلو من بعض أصنافه لـ 4 آلاف ليرة سورية.

أصبحت مادة البن أو (القهوة) من الأصناف التي يحاول السوريون التعود على عدم وجودها في منازلهم، وأصبحت مرهونة بانخفاض سعر الدولار وفتح باب الاستيراد، بعد أن انخفض عدد المستوردين للمادة من 300 إلى 30 مستورداً فقط، (بحسب غرفة صناعة دمشق).

بالعودة إلى الزمن، ولمعرفة سلسلة التطورات التي طرأت على البن خلال ست سنوات ماضية، نجد أن سعر الكيلو لم يتجاوز في عام 2011 حاجز 350 ليرة ليرتفع في نهاية العام لـ400 ليرة، وفي عام 2012 تدرجت المادة صعوداً، ووصل سعر الكيلو إلى 650 ليرة، وفي نهاية العام ارتفع 100 ليرة وأصبح يباع بـ750 ليرة.

أما العام 2013، فكان المفصلي في الأسعار، حيث قفر مع الارتفاع المفاجئ للدولار وترواح سعر الكيلو بين 900 و 1000 ليرة، ليستمر في العام 2014 بالصعود، ووصل سعر الكيلو لـ1350 ليرة، ليتأرجح في العام 2015 بين 1700 و 2000 ليرة للكيلو الواحد.

ومع مطلع العام المنصرم، تضاعف سعر البن ليصل وسطياً إلى 3000 آلاف ليرة للكيلو، مع وجود أنواع متعددة، ثم وصل سعر الكيلو منها لـ5 آلاف ليرة سورية، ليصبح الشراء بالأوقية هو الرائج، وهبطت مرتبة القهوة في أوليات المشروبات السورية، ليصبح تأمين ربطة الخبز وطعام اليوم في مقدمة الأولويات.

هذه الارتفاعات التي أصبحت “لاتطاق”، وفتحت باب الغش من قبل العديد من التجار في سبيل إيجاد حركة مبيع في منتجاتهم بأسعار يعتبرونها مقبولة لدى الشارع السوري، فلجأ تجار البن إلى خلط المادة بمواد أخرى كالحمص أو بذور التمر وغيرها من المواد التي لايمكن معرفتها أو اكتشافها، خاصة بعد أن يتم طحنها، فأصبحت هناك أنواع غير معروفة من القهوة يباع الكليو منها بـ 500 ليرة فقط، في حين يبلغ سعر الكيلو من البن الأخضر المستورد بين 450 و 500 ليرة سورية (بحسب أحد تجار البن في سوق باب سريجة في العاصمة دمشق).

بالعودة إلى الوراء وحسب ما رصده موقع الحل، تشير الأرقام الصادرة عن مديرية التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد والخاصة بالمستوردات الفعلية لمادة البن الأخضر غير المحمص، أنه تم في عام 2010 استيراد 24340 طناً، وزادت الكمية في 2011 لتصل إلى 31884 طناً لتعود في 2012 إلى 24770 طناً.

ومع مطلع العام 2013 بلغت الكمية المستوردة 25438 لتنخفض بشكل ملحوظ في 2014 إلى عتبة  14074 طناً ، ثم تعاود تسجيل ارتفاع طفيف في 2015 وعليه بلغت كمية المستوردات 17357 طناً، لكن عام 2016 أرغم الكمية على الهبوط حد 12476 طناً، وبهذا يكون إجمالي الكميات المستوردة خلال السنوات المذكورة 150,343 طناً، وبقيمة إجمالية تقدر بـ 218,271,497 يورو.

وتبقى مادة البن هي الأكثر تأثراً ببورصة الدولار ارتفاعاً وانخفاضاً، والتي تحولت من سلعة اعتاد السوريون على شرائها ضمن احتياجاتهم الأساسية إلى مادة كمالية، يقتصر وجودها على المناسبات والأعياد لدى الكثير من الأسر، وانتشار ثقافة الشراء بـ” الغرامات” أو “الغلوة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.