ورد مارديني – ريف دمشق

قبرٌ مغطى بالزهور، وسماءٌ صافيةٌ دون طائراتٍ حربية، ودبابةٌ يرفرف عليها علم الثورة السورية، وطفلٌ يحمل لوحةً كُتب عليها، “والداي، اشتقت لكما”، هذه بعض من رسومات الأطفال الأيتام التي قدموها في حصة الرسم مع معلمهم في دار ( #دوحة_أمل ) للأيتام في #الغوطة_الشرقية بريف #دمشق.
افتتح الدار أبوابه في الواحد والثلاثين من شهر كانون الثاني، بدعم وتمويل من #بيت_الزكاة_الكويتي، وبإشراف هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات، ويهدف إلى تقديم الرعاية التربوية والسكنية والاجتماعية للأيتام، لحمايتهم من الضياع وخلق جيل متعلم ومثقف، ومستعد للخوض في غمار الحياة.

مدير الدار، محمد جهاد، قال لموقع #الحل_السوري إن “اسم دوحة أمل مشتق من الشجرة العظمية، التي لها فروع، والقصد من ذلك أن تكون الدار بمثابة الشجرة التي تظل أطفالنا، وشددنا على موضوع عدم ذكر كلمة ميتم حرصاً على مشاعر الأطفال الأيتام، وستعمل الدوحة على دعمهم نفسياً وتعليمياً، بالإضافة إلى النشاطات العملية والترفيهية” حسب قوله.
كما لفت جهاد أن الدار استوعبت ثلاثين طفلاً من الذكور، و “تم اختيارهم حسب صعوبة ظروفهم، مع التركيز على الأطفال الذي فقدوا والديهم في الحرب، والكثير منهم اضطروا لترك مدارسهم، والبحث عن عمل يعينهم على أمور حياتهم، لذلك هيأنا لهم برنامجاً تربوياً متميزاً، يعدّهم ليكونوا نخبة في مجتمعهم، وبعضهم وجد صعوبة في التأقلم مع الوضع الجديد، فكان لا بد من التروي والهدوء، حتى يستعد الطفل نفسياً لتقبل البيئة الجديدة التي انتقلوا إليها’’ حسب وصفه.

مدير المشاريع في مؤسسة #عدالة، علاء أبو جعفر، أوضح لموقع الحل أن “الدار يضم ثلاثة أقسام، قسم المنامة وقسم المدرسة وقسم الدعم النفسي والألعاب، ويحتوي قسم المنامة على خمس غرف نوم، وصالونين، ومطبخ وقاعة طعام، وغرفة غسيل، وحمامات، وغرفة مربيات مزودة بنظام مراقبة، ونظام حريق، ونظام صوت وشاشات عرض، ونظام تعقيم مياه وطاقة بديلة، وتتواجد مع الأطفال ست مربيات لمتابعة شؤون الأيتام، وتكون بمثابة أم الطفل، حيث يناديها (ماما)، مع مناوبة لثلاث مربيات كل ليلة”.


وتابع أبو جعفر إن القسم الثاني “يضم ثلاث قاعات للدراسة، وقاعة معلوماتية، وغرفة للإدارة، ومصلى للأنشطة الإثرائية، وباحة ومستوصف وغرفة وسائل تعليمية، وبوفيه وصالون لاستقبال الضيوف من أهالي الأطفال”.
وأضاف أن “الأعمار التي سيستقبلها الدار بين 6 و9 سنوات، وسنداوم على رعايتهم حتى يصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وسنخصص لهم يومين في الأسبوع لزبارة أهلهم وأقاربهم” حسب قوله، مشيراً إلى أن ‘تأسيس الدار كان فرصة عمل للعديد من أصحاب المهن، واستفادوا منه بشكل كبير، و “كل شبر في الدار تمت دراسته من كل الجوانب وفق معايير دولية، وبإشراف مهندسين مختصين”.

شرحت المربية ياسمين الشامي، طبيعة عملها في الدار لموقع الحل ” نحاول أن نحتوي الخلل العاطفي عند الأطفال من خلال تعاملنا ووجودنا معهم، ولاحظت العديد من المشاكل النفسية لديهم، كالعدوانية بسبب فقدان العاطفة، بالإضافة إلى المشاكل الدراسية، وبرأيي إذا تمكنا كمربيات من احتواء الطفل بالاحتياجات العاطفية التي كان يعيشها، سنتدارك باقي المشاكل بسهولة” حسب وصفها.

ثلاثون طفلاً تم احتضانهم ورعايتهم في دوحة أمل، من أصل أكثر من 15 ألف طفل يتيم في الغوطة الشرقية، ينتظرون ما يبدد ظلمة واقعهم المأساوي، ويمنحهم واقعاً أجمل، يليق بطفولتهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.