علياء مالك، مواطنة أمريكية من أصل سوري، محامية وصحفية وكاتبة، عادت إلى #سوريا لتعيش الأجواء القديمة للعائلة، وتقابل عدداً من الأقرباء، فتدعم مذكراتها التي جمعتها في كتاب بعنوان “الوطن الذي كان بلادنا” والذي تتبّعت من خلاله جذور عائلتها حتى وصلت إلى الامبراطورية العثمانية، فحكت قصتهم ضمن سياق تاريخ سوريا المضطرب.

الكتاب سيكون في متناول الأيدي بتاريخ 15 نيسان، ذلك بحسب ما ورد في تقرير أعده كريستيان تكاكي ونشرته الـ يو إس نيوز.

في العام 2011.. يبدو أن الوقت كان مناسباً لرغبة مالك القديمة في الكتابة عن عائلتها في سوريا. فانتقلت إلى وسط #دمشق لتعيش في شقة جدها القديمة. فقد كانت العاصمة السورية آمنة من القصف مقارنةً مع #حمص أو #حلب، إلا أن ذلك لم يكن يعني عدم وجود تهديدات، فقد “كان من الممكن أن تتعرض للاختطاف من قبل الثوار. وإذا ما تواجهت مع نظام #الأسد فقد يعني ذلك تعرضها للاعتقال أو ما هو أسوأ من ذلك”.

ووسط هذه المخاطر، بحثت مالك واسترجعت ذكريات الأقارب والأصدقاء لتضمن حفظ تاريخ العائلة وتقاليدها .

كانت توقعات أسرتها مقلقة بشأن تواجدها في سوريا، ماذا لو قُتلت في تفجير؟ أو اختطفت واحتجزت طلباً للفدية؟ لم تكن الولايات المتحدة ستدفع الفديات.  لكن مالك البالغة من العمر 42 عاماً اتخذت قرارها.. “أردت البقاء هناك لأشهد ما يحدث ولأكتب عنه ” قالت بعد أن قضت حياتها على هوامش الحياة الأمريكية، فقد آمنت بصدق أن الناس يواجهون حدثاً يحتاج الكتابة عنه.

تمنح مذكراتها سمة الهيبة والوقار للشخصيات التي تتحدث عنها، مثل والد جدها عبد الجواد وجدتها سلمى، السمة التي تتميز هي أيضاً بها، لكن قدرتها على استخلاص الماضي هي مهارة استخدمتها مالك في مهنها الثلاث، فبحسب رأي زميلتها الكاتبة سوزان درّاج _ كاتبة عربية أمريكية تقيم في فوينكس في بالتيمور _  التي قالت عن كتابها: “اعتقد أنه رائع جداً”. إنها تتمتع باستقامة الصحفي ومهارات البحث وهي تجمع بين هذه الصفات وتوازنها مع إبداع الكاتب.

ترترعت مالك في بالتيمور وتوسون لأبوين سوريين قدما إلى الولايات المتحدة في السبعينات من القرن الماضي. يتحدث الأطفال إلى والدتهم بالعربية. لقد تغذوا على الطعام العربي وكانوا يمضون عطل نهاية الأسبوع مع أصدقاء من الكنيسة المحلية السورية.

وبالعودة إلى ماضي مالك، نجد أنها استشعرت الكتابة من قبل، فقد صادف أبواها مؤخراً مقالاً كتبته عام 1982 تقارن من خلاله الاحتلال الإسرائيلي للبنان مع حركة حقوق المواطنين في الولايات المتحدة.

يبدأ الكتاب سرده في قرية سورية حيث ولد جدّها كفرد من الإمبراطورية العثمانية عام 1889. استقصت في كتابها بعضاً من الصعوبات التي واجهها عبد الجواد، أحد ملاكي الأراضي الأثرياء الذي قدّم المال للمساعدة في تمويل الثورات المعادية للفرنسيين بعد الحرب العالمية الأولى. “هل كان هؤلاء أبطال قوميين كما تدعي عائلتها في كثير من الأحيان؟ أم أنهم انتهازيين وصناع مال فقط؟ أم كلاهما سوياً؟”.

كانت على اتصال بعائلتها عبر سكايب، فكانت تتصل بأختها رنا لكن لا تتحدثان عن السياسة تحسباً للمتابعات الاستخباراتية، تتذكر مالك في الكتاب تحذيرات أمها التي التقتها في دمشق عام 2011: “كوني حذرة مما سوف تقولينه، واحتفظي بأفكاركِ لنفسكِ”.

ينقل “الوطن الذي كان بلادنا” الألم خلال الصراع المستمر لست سنوات على التوالي وتنتقد النظام بشدة في شرحها للأكاذيب والتأثيرات السلبية المقيتة، وفي القمع الوحشي للمعارضة. فكتبت مثلاً: “ثورة عام 2011 بدأت بعد قيام مجموعة من الصبية بكتابة بعض الشعارات الثورية، فعذّبهم النظام بحرق جسدهم وقلع أظافرهم “.

وبحسب مؤيد دراج، لا تخشى مالك من “نشر الغسيل المتسخ أمام العالم ليروه” إنها كجسر بين هذين العالمين، فتكتب عن المنطقة بطريقة توضيحية لا عاطفية.

تطرقت في نهاية كتابها إلى أوربا.. دليل المهاجرين واللاجئين، وإلى الأسباب المعيشية والخاصة التي دفعتهم للهجرة. مستفيدة من تجربة عائلتها الخاصة في الهجرة إلى الولايات المتحدة.

أوصلت رنا مالك كتاب أختها إلى بارنز ونوبل بعد بضعة أيام من إصداره خلال الشهر الماضي. وترى أن هناك فصولاً تحتوي مخاطر وتفاصيل لم تكن تدركها رنا في ذلك الوقت. فقد تم اعتقال إحدى السيدات اللاتي قابلتهن مالك في كتابها المعروف باسم “القرنفل” بعد يوم من لقاءهما. وقد نشر أقرباؤها إشاعات عنها بأنها جاسوسة، وفقاً لما أوردت في الكتاب، لكن مالك أشارت بأنها تمتلك وثيقة جعلتها أكثر أماناً في سوريا: “جواز سفر أمريكي”.

وأنهت مالك كتابها بالقول: “أود أن أعيد النبض لقلبي بالعودة إلى بلدي، لكني لا أعلم إن كان مرحباً بي”. وبحسب التقرير فإن كلماتها تلك قد تسترعي انتباه نظام الأسد، ويقطع بذلك كتابها الجديد صلتها بالبلد الذي وصفته بالموطن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.