سارة الحاج _ ريف إدلب

أطلقت السلطات التركية قبل أيام سراح سبعة مزارعين من سكان قرية #هتيا السورية والواقعة على الحدود مع #تركيا والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وذلك بعد اعتقالهم مدة يومين على خلفية احتجاجهم ضد القوات التركية التي تقوم بجرف الأراضي في القرية، بهدف بناء جدار عازل ضمن الأراضي السورية.

وقال يامن صائب وهو أحد سكان القرية لموقع #الحل_السوري، أن سكان القرية قاموا باعتراض الجرافات التركية والآليات لمنعها من اقتلاع أشجارهم، ومنع بناء هذا الجدار العازل داخلها، لكن رد السلطات التركية جاء من خلال “استخدام الرصاص المطاطي والضرب مما أدى إلى وقوع إصابتين من أبناء القرية، فضلاً عن قيامهم بضرب النساء وكل من حاول اعتراض عمل الآليات واعتقال المزارعين.

وتابع المصدر أن تركيا تقوم حالياً في “التوغل” في أراضي القرية، وتتابع عملها في بناء الجدار العازل دون وجود أي جهة تستطيع منعها أو إيقاف هذا العمل .

من جهته قال أبو يحيى وهو أحد المزارعين الذي فقد أرضه جراء عملية “التوسع” التركية ضمن الأراضي السورية، إن “الأتراك يتحججون بأن هذه الأراضي هي للأتراك في الأصل، وأن السوريين استولوا عليها، بحسب رد بعض المسؤولين عليهم خلال اعتراضهم”، مؤكدا أنها “أراض قديمة توارثوها عن أجدادهم وجميعها مزروعة بأشجار الزيتون التي يعود عمرها لمئات السنين”.

وتابع أن هدف السلطات التركية “منح هذه الأراضي للفلاحين الأتراك والتوسع قدر المستطاع داخل الأراضي السورية، فضلا عن السيطرة على التلال والمرتفعات الجبلية المحاذية للحدود، بهدف رصد أي تحركات على الشريط الحدودي”، مؤكداً أنهم عملوا على طلب المساعدة من قبل الحكومة السورية المؤقتة لتواصل مع المسؤولين الأتراك من أجل التوقف عن جرف الأراضي و “ضمها إلى الجانب التركي”، لكن لم يجدوا أي نتيجة ملموسة على الأرض حتى الآن .

وأوضح المصدر أن المزارعين وبعد أن تأكدوا من عدم قدرتهم على منع الجهات التركية من العمل ومن الاستيلاء على أراضيهم، يقومون حاليا بقطع أشجارهم قبل وصول الجرافات التركية إليها.

في حين قال رئيس مجلس محافظة #إدلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة غسان حمو لموقع #الحل_السوري، إنهم استطاعوا الوصول إلى “حل” مع الجهات التركية، مؤكدا أن بناء الجدار العازل “يحقق الأهداف المشتركة لكلا البلدين”، وأوضح أن سبب التوسع في الأراضي السورية هو أنه خلال قيام السلطات التركية ببنائه “كان هناك أماكن لا يمكن إقامة جدار فيها بسبب طبيعة المنطقة الجبلية، لذلك تم وضعه في أراضي المزارعين بمنطقة هتيا، وهذا أدى إلى حدوث بعض المشاكل بين الأتراك والمزارعين في القرية”.

وأضاف أنه تم التوصل لحل لهذا الخلاف مع الجهات التركية عن طريق “إعطاء أذونات دخول للأهالي لمتابعة أمور أراضيهم الزراعية من حراثة وبذار، ولمّ محصولهم، ريثما تنتهي الحرب وتعود الأراضي إلى أهلها، كما أن مجلس المحافظة قام بتشكيل فريق لتوثيق كل الأراضي التي تم بناء الجدار فيها وتبعيتها”.

وأشار إلى أن مجلس محافظة إدلب يؤكد على ضرورة بناء هذا الجدار لما يشكله من عام “حماية” لكلا الطرفين السوري والتركي.

يذكر أن السلطات التركية بدأت ببناء الجدار العازل الذي يفصل بين الأراضي السورية التركية منذ حوالي ثلاثة أعوام، وذلك بهدف منع اجتياز حدودها بطريقة غير شرعية بحسب ما أعلنت السلطات التركية، وتتابع عملها في بناءه ليشمل كافة الشريط الحدودي الذي يبلغ 900 كيلو متر ويبلغ ارتفاعه مترين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة