محمد عوض

يفارق بعض الأطفال حديثو الولادة في بعض المشافي السورية الحياة بسبب تردي الخدمات الطبية والإهمال، واليوم تبرز ظاهرة جديدة تودي بحياة الكثيرين من هؤلاء الأطفال، تتمثل في الحاضنة اليدوية.

أبو سامر (موظف في دمشق) استقبل مولده الثاني قبل فترة، ليتوفى بعد يومين والسبب كما يشرح أبو سامر لموقع الحل السوري، إصابة طفله باليرقان وحاجته إلى حاضنة، حيث فوجئ الأب بأن الحاضنة التي وضع فيها طفله تعمل بشكل يدوي لمنح الأوكسيجين.

ويتابع أبو سامر “في اليوم الأول سارت الأمور على ما يرام، لكن لشدة تعبي غفوت قليلاً، وتوقف الأوكسجين عن الطفل ما تسبب بوفاته”.

طفلان من 10 يتوفيان

من مشفى الأطفال في #دمشق تحدث أحد الأطباء (لم يفصح عن اسمه لأسباب أمنية) عن الموضوع قائلاً “هناك قلة في عدد الحاضنات ليس فقط في مشفى الأطفال، وإنما كل المشافي الحكومية التي يوجد فيها قسم توليد”، مضيفاً “قلة عدد الحاضنات وقدوم النازحين من المحافظات الأخرى زادت نسبة الضغط، ما دفع إدارة المشافي لإخراج الحاضنات التي تعتمد على التنفس اليدوي وإعادة تشغيلها، وهو أمر خطير كون توقف الاوكسجين عن الطفل يعرضه للموت”.
وأوضح الطبيب “يمكن القول إن حالتين من أصل 10 ممن يستخدمون الحاضنة اليدوية يتعرضون للموت”، مؤكداً أن “وزارة الصحة في حكومة النظام لا تنشر أرقام عن هذا الموضوع كونها إدانة لها، إضافةً إلى أن من يقوم بالعمل على التنفس اليدوي لحاضنة الطفل هم الأهل وليس الممرضين”.

تصريح رسمي

مدير عام الهيئة العامة لمشفى الأطفال التابع للنظام مازن حداد وفي تصريح سابق لوسائل إعلام محلية قال “إن المستشفى مجهز بـ 63 حاضنة تستقبل الأطفال حديثي الولادة إلى عمر الشهر، والمشكلة التي تواجه المستشفى هي أن الحواضن غالباً تكون مشغولة 100%، فلا يستطيع المشفى دائماً تأمين حاضنات لأكثر من 62 طفل”.

وبحسب حداد، “المشكلة هي بتجهيز كافة المشافي العامة والخاصة، حيث يجب أن يتم تجهيز كافة المستوصفات والمشافي التي تحتوي على قسم توليد بعدد أكبر من الحاضنات، وذلك للتخفيف قليلاً عن مشفى الأطفال”.

القطاع الخاص أسعار فلكية

طبيب الأطفال خالد حمودة وفي تصريح لموقع الحل السوري قال “عجز المشافي الحكومة في الحواضن سببه الضغط من المحافظات الأخرى جراء نزوح الآلاف من العائلات من المناطق الساخنة إلى العاصمة دمشق”، مضيفاً “قلة المورد المالي للعائلة يدفعها للاتجاه إلى المشفى الحكومي كونها مجانية”.

وعن أسعار الحاضنات في المشافي الخاصة قالت الطبيب “إن سعر الحاضنة للّيلة الواحدة يصل إلى 50 ألف ليرة سورية، وأحياناً بعض الأطفال يحتاجون أن يبقوا في في الحاضنة مدة أسبوعين”.

تكلفة مرتفعة

بحسب كلام الطبيب (حمودة)، الطفل يكلف حوالي 700 ألف ليرة سورية إن بقي في الحاضنة لمدة أسبوعين، وهو ما يعادل راتب موظف لحوالي 25 شهراً، لذا فمن الطبيعي أن تلجأ الأسر إلى المشافي الحكومية والمستوصفات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة