فتحي أبو سهيل

بدأت معاناة الأسر السورية اقتصادياً تزداد مع دخول فصل الصيف وبدء موسم البقول التي تدخل ضمن قائمة المونة لفصل الشتاء القادم، وسط ارتفاع تكاليف الحياة إلى حوالي الضعف عن العام الماضي وخاصة فيما يتعلق بالخضار والبقول.

وصُدم السوريون هذا العام بأسعار الخضراوات والبقول، فبعد البطاطا والبندورة والخيار، وصلت أسعار الأنواع البقول الضرورية للمونة مثل البازلاء والفول إلى حدود غير مناسبة لميزانية الأسر، وبات التفكير بالإستغناء عنها أو خفض الكمية المعتادة، أو البحث عن بدائل أمراً ملحاً.

معضلة

تقول أم سامي وهي ربة أسرة من 6 أشخاص “من المفترض أن نقوم بتموين البازيلاء والفول هذه الفترة، ونحن معتادون على تموين حوالي 50 كيلو بازلاء و30 كيلو فول، لكن ارتفاع أسعارهما حال دون قدرتنا على تموين شيء حالياً، بانتظار انخفاض السعر نهاية الموسم علنا نستطيع”.

وتابعت “المشكلة بتأجيل مونة الفول والبازيلاء للشهر القادم أو الذي يليه، هو تدني جودتها إضافة إلى دخول موسم خضار وبقول جديدة ضمن قائمة المونة، وبالتالي تراكم القيمة التي يترتب علينا دفعها مرة واحدة مايجعل الأمر أكثر صعوبة”.

باتجاه المعلبات

بدوره قال أبو ابراهيم وهو أب لـ 4 أولاد، إ”ن المونة هذا الشهر قد تكون مستحيلة، فقد أحتاج أكثر من نصف راتبي الشهري للبازيلاء وحدها، علماً أن الراتب  دون مونة غير كافي للطعام والشراب وباقي الإحتياجات، فأنا حالياً أعتمد على بعض المساعدات من المنظمات الدولية”.

وأضاف “لا أعلم إن كنت سأستطيع الإستغناء نهائياً عن مونة البازيلاء والفول، لكن وإن اضطررت لذلك، سألجأ في الشتاء إلى شراء المعلبات رغم ارتفاع ثمنها فقد يكون هذا الحل الأسهل، على الأقل سأدفع ثمن الطبخة وحدها حينما أريد، دون دفع مبلغ كبير مرة واحدة “.

وفي جولة لموقع #الحل_السوري على بعض الأسواق في #دمشق، تبين أن كيلو البازيلاء وصل لسعر الـ 400 #ليرة_سورية تقريباً وقد يرتفع وينخفض تبعاً للجودة، بينما تراوح سعر كيلو الفول بين 200 و250 ليرة سورية، وخلال الجولة لفت أحد الباعة إلى أن موسم الخيار البلدي قد بدأ لكن السعر تراوح مابين 400 و450 ليرة، وهذا السعر غير مناسب نهائياً للتخليل (صناعة المخلل).

وأيضاً، تقوم بعض الأسر بتيبيس الكوسا والباذنجان، لكن أسعار هاتين الثمرتين كان صادماً أيضاً، فقد سجل كيلو الكوسا حوالي 300 – 350 ليرة سورية، والباذنجان بين 250 و 300 ليرة.

21 ألف ليرة!

وبحسب استطلاع لبعض الأسر المكونة من 5 – 6 أشخاص، تبين أن حاجتهم من البازيلاء لموسم الشتاء وسطياً حوالي 40 كيلو، ومن الفول 25 كيلو، وعلى ذلك، من المفترض أن تنفق الأسرة كأدنى تقدير على مونة البازيلاء وحدها 16 ألف ليرة سورية، وعلى الفول 5 آلاف ليرة تقريباً، أي 21 الف ليرة للبازيلاء والفول فقط علماً أن متوسط راتب الموظف السوري يتراوح بين 30 و40 ألف ليرة، مايعني أن مونة البازيلاء والفول فقط تحتاج أكثر من 3 أرباع راتب شريحة واسعة من الموظفين.

فكرة المعلبات صعبة التطبيق

تفوق أسعار البقول والخضار المعلبة أسعارها طازجةً، فقد وصل سعر ورق العنب 300غ إلى حوالي 650 ليرة، والفاصولياء الخضراء 400غ إلى 650 ليرة، والملوخية 400غ إلى 650 ليرة، وسجل الفول الأخضر 300غ (أقل من نصف كيلو) سعر 650 ليرة، والبازيلاء 700 ليرة للـ 800غ أي أقل من كيلوغرام، والـ 200غ بـ 250 ليرة.

وتعتمد فكرة المونة على أن تحصل الأسرة على سلعة رخيصة الثمن في موسمها لاستهلاكها خلال فصل الشتاء بعد انقطاعها من السوق، لكن ارتفاع الأسعار الكبير، شوه الفكرة من أساسها.

مالسبب؟

رئيس اتحاد غرف الزراعة التابعة للنظام محمد كشتو، برر ارتفاع أسعار الخضار والبقول هذا العام بإرتفاع التكلفة “لأن الخضراوات تحتاج للري الأمر الذي يفرض استخدام المشتقات النفطية لتوليد الطاقة في ظل ارتفاع أسعار البذور والأسمدة” على حد تعبيره.

وبدورها أكدت مصادر من لجنة سوق الهال لموقع الحل، أن أسباب ارتفاع أسعار الخضار هذا العام “هي مصادرة الجمارك لكل الكميات الواردة من أماكن سيطرة المعارضة، إضافة إلى فرض ضريبة مرتفعة على شحن الخضار من أرضها باسم ضريبة (الترفيق)، مع الأخذ بعين الاعتبار أزمة المحروقات ورفع أسعار المازوت والمشتقات النفطية بشكل عام، وأسعار الأسمدة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.