سارة الحاج

تعيش حفيظة شريقي البالغة من العمر 50 عاماً مع ابنائها الأربعة كنازحة منذ عامين في قرية #الدرية الواقعة على الشريط الحدودي مع #تركيا، والتي تخضع لسيطرة قوات المعارضة، مسؤولةً عن أبنائها وعن عائلتها بعد أن تخلى عنها زوجها الذي فضل البقاء في مناطق النظام في مدينة #دمشق، لا يوجد أي معين لهم بحسب ما أكدت لموقع الحل.

تعمل شريقي على جمع الأعشاب والزعتر من الغابات القريبة من القرية، وتقوم ببيعها لكي تؤمن مصدر دخل لهم، تتحدث بأنها تذهب بشكل يومي منذ بداية حلول فصل الربيع، عند الساعة الثامنة صباحاً تقطع مسافة تمشي بها أكثر من ساعتين حتى تصل إلى مكان انتشار هذه الأعشاب، لتقوم بقطفها وجمعها وتعود عند الساعة الثانية ظهراً.

تصف العمل بأنه متعب وشاق، كذلك تعتبره خطيراً جداً لما يمكن أن تتعرض له في هذه الغابات وهي بمفردها، كما أنها في هذا العام لم تتمكن من العمل كما العام الماضي “فقد كان الموسم ضعيفاً جداً” ، وكانت تتخوف من أن تتعرض لإطلاق النار من قبل حرس الحدود التركية فالأماكن التي تذهب إليها تقع بالقرب من الشريط الحدودي، لذلك تخلت عن العمل في عدة مناطق خوفاً من هذا الأمر.

تختلف أسعار الأعشاب التي تقوم بجمعها فسعر كيلو الزعتر البري الأخضر 1200 #ليرة_سورية، أحياناً بيوم واحد تتمكن من جمع كيلو وأحياناً أخرى تحتاج لأكثر من يومين وذلك حسب الأماكن التي تذهب إليها وما تجده من زعتر فيها، حيث يستمر موسم الزعتر مدة شهرين فقط بعدها تبدأ العمل على جمع أعشاب من أنواع أخرى منها ما يعرف بالحويش وهي أعشاب تستخدم لصنع المعجنات والسلطات، ويبلغ سعر الكيلو الواحد 500 ليرة سورية.

تحتاج شريقي إلى أكثر من ألف ليرة يومياً كمصروف لأسرتها رغم أنها تستغني عن جميع الأمور التي “تدخل ضمن الترفيه” كالفواكه أو مصروف لأطفالها، لا تشتري إلا بعض المواد الغذائية والخبز، ولا تحصل على أي مساعدة أو مواد إغاثية من قبل أية منظمة، فهي تعتبر نازحة، لكنها تعيش في أحد منازل القرية القديمة، وهنا تقتصر المساعدات على العوائل التي تسكن في المخيمات بحسب قولها.

ما انتصار صطوف البالغة من العمر 52 عام فهي تعمل في المهنة ذاتها متحدية مرضها وما تعانيه من ألم في مفاصلها، تقول إنها مجبرة على هذا العمل فلا فرص أفضل، كما أنها اعتادت عليه، فهي تعمل بهذه المهنة منذ أكثر من عشرين عام “هو عمل يتوارثونه في القرية من الأجداد إلى الأبناء”، تؤكد بأنها تقوم بجمع الأعشاب البرية بحسب الطلب عليها، فبعض الأهالي يقومون بتوصيتها على نوع محدد وكمية معينة فتعمل على قطافها وبيعها، لا يكفي عملها هذا للمصروف الذي تحتاجه لكنه يسد بعض الحاجات، فهو يعتبر مساعداً لعمل زوجها وأولادها.. تعيش في بيتها لكن جميع أولادها باتوا مقيمين عندها في المنزل مع أطفالهم، هاربين من المواجهات والقصف في قراهم، موسم عملها قصير ينتهي مع بداية حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، بعدها تتوقف عن العمل كما أن حلول شهر رمضان سيمنعها أيضا من أن تتابع العمل لفترة أطول، لكنها تتمكن من جمع ما يقارب 150 ألف ليرة من خلال عملها لفترة شهرين متواصلين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.