سارة الحاج _ اللاذقية

لا تقل تكاليف الحياة المادية بالنسبة للعائلات التي تعيش في مخيمات النازحين الواقعة بريف #إدلب الغربي والقريبة من الشريط الحدودي مع #تركيا، عن تكاليف حياة العائلات التي تسكن في المنازل أو حتى عن مصروفهم قبل النزوح، ففي المخيمات تحتاج العائلات للكثير من الأمور التي كانت تستغني عنها في منازلها، على الرغم من أن المواد الإغاثية التي تقدمها المنظمات والجمعيات تعتبر من أكثر الأمور التي تساعد هذه العوائل تخفيف مصاريفهم.

تقول نجاح وليو النازحة من قرية أرض الوطى بريف #اللاذقية، والتي تقيم في مخيم #الدرية لموقع الحل السوري، أن مصروفها اليومي لا يقل عن أربعة آلاف #ليرة_سورية، تتوافر لديهم غالبية المواد الإغاثية، لكنها تحتاج لشراء الخبز والخضار واللحوم في بعض الأحيان، مؤكدةً أنها تستغني عنها في الكثير من الأوقات، معتبرةً الفواكه رفاهية.

تشير وليو وهي أم لأربع فتيات وزوج لمعتقل إلى أنها تقوم ببيع المواد الإغاثية الزائدة عن حاجة أسرتها، وتقوم بشراء المواد الأخرى التي يحتاجها للمنزل، فضلاً عن أنها تعمل كلما توفرت لها فرصة للعمل سواء في الأراضي الزراعية القريبة أو في داخل المخيم، وتقدم لها إحدى الجمعيات الخيرية مبلغاً شهرياً كدعم لأطفالها.

من جهتها قالت ريم الحسن النازحة من مدينة #جسر_الشغور، للحل أن أسرتها تحتاجون الكثير من الأمور التي لم يكن لها حاجة في المنزل، منها شراء المياه، فالمياه بعيدة عن أماكن خيمهم ولا توجد جهة تتكفل بدفع تكاليفها، فضلاً عن حاجتهم لمصاريف من أجل صب الأرضيات وتعمير أطراف الخيم، إضافة إلى اشتراكات الكهرباء الشهرية، التي تبلغ 6 آلاف ليرة.

مصروف ريم اليومي يتراوح بين ألفي ليرة كأدنى حد وعشرة آلاف في حال توفرت لها الإمكانية، تعتمد على راتب زوجها الذي يحصل عليه من مناطق النظام، وأغلب أيام الشهر تقضيها مدينةً للآخرين بالمال حتى يأتي مطلع الشهر لتسدد ما ترتب عليها.

وتتابع ريم أنها تصرف مبلغاً كبيراً على شراء الملابس، فأطفالها يحتاجون يومياً لتبديل ملابسهم أكثر من ثلاث مرات بسبب انتشار الأوساخ في المخيم، وصعوبة بقائهم داخله، مشيرةً إلى أنهم يحصلون على ألبسة توزع لهم كمساعدة لكنها غالباً لا تخدم حاجتهم فلذلك تقوم ببيعها أو استبدالها، تضيف النازحة أن جميع الأسعار تغيرت حيث ترتفع بشكل دائم فهي اليوم تستغني عن شراء اسطوانات الغاز والتي يبلغ سعرها 11 ألف ليرة، فتعتمد على الحطب لطبخ وقضاء حاجاتها.

أبو ياسر نازح آخر من قرية الدرة بجبل التركمان، يقول إنه يدفع إيجار خيمته ثلاثة آلاف ليرة شهرياً لأصحاب الأرض الذين سمحوا له ببنائها بالقرب من الحدود، معتبراً أنه مبلغ عادي مقارنةً بنازحين آخرين يدفعون شهرياً عشرة آلاف ليرة، متحدثا أن المصروف كبير جداً لكن الإغاثة تساعدهم ببعض الأمور وتخفف عنهم أعباء كبيرة، من خلال تأمينها معظم الغذاء على الأقل لهم.

وتابع النازح أنه يعمل بالبناء ومهنته لا يتوفر فيها العمل بشكل دائم فهو يعمل يوماً وينتظر توفر العمل أياماً ويحصل على ثلاثة آلاف ليرة كيومية لعمله، فيما لا يوجد مصدر دخل آخر له ولأسرته، موضحاً أنه في حال عدم توفر عمل له يعتمد على المواد الإغاثية فقط.

أضاف أبو ياسر أنه لا توجد أي عائلة في المخيمات يقل مصروفها عن خمسين ألف ليرة شهرياً، فالأطفال الذين يعيشون في الخيم أكثر عرضة للمرض بالتالي يحتاج الأهالي شراء الكثير من الأدوية والمواد الطبية، كذلك لا يوجد كهرباء لتشغيل البرادات وحفظ الطعام وهذا يستدعي الاستغناء عن الكثير من الأطعمة وخسارة كميات أخرى بسبب فسادها، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة، بعض النازحين يقومون بشراء قوالب الثلج أيضا خلال فصل الصيف لوضعها في مياه الشرب حيث يبلغ سعر القالب 200 ليرة.

يذكر أن مئات العائلات النازحة من مناطق متفرقة من الشمال السوري تعيش على الشريط الحدودي مع تركيا في ريف إدلب الغربي في مخيمات منظمة وبعضهم يسكن في خيم عشوائية، وتتواجد هذه المخيمات منذ أكثر من أربعة أعوام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة