فتحي أبو سهيل – دمشق

لم يبدأ #رمضان هذا العام “بطبخة بيضة” كما اعتادت العديد من الأسر السورية، فطبخة #الشاكرية وحدها لـ 5 أشخاص وصلت تكلفتها إلى حوالي 5 آلاف #ليرة_سورية، دون أية إضافات أخرى للسفرة، وهكذا عزفت عن هذا الطقس الكثير من الأسر.

وتتوزع تكلفة طبق واحد وليوم واحد من “الشاكرية” على النحو التالي: كيلو لحم شقف عجل بسعر 4500، و2 كيلو لبن بـ 500 ليرة، ونصف كيلو أرز قصير 275 ليرة، لتكون التكلفة 5275 ليرة سورية، وعلى الرغم من ذلك،  هناك بعض الأسر الأخرى حافظت على الطقس لكن بتعديل جذري على المكونات، فبدلاً من اللحم، وضعوا البطاطا لتنخفض التكلفة حوالي 4000 ليرة سورية مقابل الحفاظ على عادة موروثة.

بدون تمر

ومن الطقوس الرمضانية الأصيلة التي خرجت عن سفرة الكثير من السوريين، بدء الإفطار بحبات التمر، حيث وصل سعر كيلو التمر “النخب” إلى 800 ليرة، والأعلى جودة بقليل بـ 1300 وعالي الجودة بـ 3500.

ليست الشاكرية وحدها والتمر اللذان خرجا عن موائد السوريين غير المقتدرين هذا العام، فكذلك المحاشي وشيخ المحشي والمشاوي، وورق العنب الذي وصل سعر الكيلو منه هذا العام إلى 1500 ليرة، إضافة إلى كل الطبخات التي تعتمد على اللحوم.

الفول  والتسقية طبقان أساسيان

وخلافاً للمعتاد، حينما كان طبق الفول المدمس و”التسقية” مقبلات على السفرة، أضحى طبق الفول رئيسياً لكثير من الأسر، حيث تصل تكلفة إعداده لـ 5 أشخاص إلى أكثر من 3000 ليرة سورية، حيث بلغ سعر كيلو الفول 400 ليرة، ويحتاج الـ 5 أفراد لحوالي 2 كيلو ونصف بسعر 1000 ليرة، وزيت زيتون بـ 1500 ليرة، وبندورة مع بقدونس بـحوالي 400 ليرة، ومخلل بـ 400 ليرة، لتصل التكلفة إلى 3300 ليرة لطبق الفول وحده، لكن بقيت أسر أخرى تضع طبق فول صغير جداً كتشكيلة، حيث أكد أحد باعة الفول والحمص أن  إقبال الناس على شراء الفول هذا العام  بـ 100 و150 ليرة أكثر من الإقبال على شراء الكيلو.

الحلويات منسية والعصائر “بودرة”

أيضاً، الإقبال على الحلويات انخفض جداً هذا العام، وباتت مكلفة جداً كوجبة تحلية يومية، حيث وصل سعر العصملية إلى 2200 والهريسة إلى 1000 ليرة، والبتي فور إلى 1800 ليرة، والوربات بالفستق إلى 250 ليرة للوربة، والوربة بقشطة بـ 100 ليرة، ولو فرضنا أن الأسرة من 5 أشخاص ستختار الأرخص وهي الوربات بالقشطة، ستنفق يومياً 500 ليرة سورية ما يعني 15 ألف ليرة في الشهر فقط على الوربات، وعلى هذا بات هؤلاء يستعيضون عن الحلويات بالمثلجات الجاهزة أو “الفرط”.

وبما أن موسم البرتقال قد انتهى تقريباً، بالتزامن مع ارتفاع أسعار العصير الطبيعي الذي وصل إلى 1000 ليرة للتر ونصف من كوكتيل الفواكه، فقد اتجه السوريون بالغالب إلى المشروبات الصناعية “البودرة” أو “الأصنص”، حيث بلغ سعر أصنص العصير الصغير 280 ليرة، وظرف الشراب 70 ليرة، وعبوة بوزن 2500 غرام من بودرة الشراب بـ 3150 ليرة.

الجمعة مفقودة

هذا بالنسبة للسفرة الرمضانية، والتعديلات التي طرأت عليها هذا العام نتيجة ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة، لكن هناك عادات رمضانية اختلفت جذرياً عن السابق، ومنها “العزائم” والتي باتت مكلفة جداً، فبالكاد تستطيع الأسرة إطعام أفرادها.

ولم يعد التفاف الأسرة بكامل أفرادها حول مائدة الافطار واجباً، نتيجة عمل الشبان لوقت متأخر، فمنهم من بات يفطر في عمله، عدا عن أن أغلب أفراد الأسر وخاصة الشبان موجودمن خارج البلاد ومنهم من سحب لخدمة الاحتياط، ومنهم من قتل خلال الحرب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.