سلطت صحيفة الدايلي بيست الضوء في مقال نشرته لكاتبه آدم راونسلي على حرب الطائرات بدون طيار المستعرة في سماء #سوريا. جاء المقال إثر إسقاط التحالف طائرة إيرانية بدون طيار في سماء سوريا .. فابتدئ مقاله بالقول:

أسقط التحالف الذي تقوده #الولايات_المتحدة طائرة بدون طيار تعود للطيران الإيراني والذي يعتبرها فخر أسطوله، ما أدى إلى إشعال حرب الطائرات الصغيرة بدون طيار والتي تشنها #إيران نيابة عن نظام #الأسد خلال السنوات الخمس الماضية.

وفي بيان صدر عن التحالف، أعلن فيه إسقاطه لطائرة بدون طيار موالية لنظام الأسد بعد أن قامت بدورها بإسقاط عدد من الذخيرة قرب قوات التحالف “التي تتدرب وتقاتل إلى جانب الثوار ضد #داعش في #التنف”.

وجاء في الوصف الأمريكي للطائرة الإيرانية أنها بحجم طائرة بريداتور الأمريكية، وتزامن إسقاطها مع بث #حزب_الله تسجيل فيديو تظهر فيه طائرة إيرانية بدون طيار تشبه طائرة MQ-1  بريداتور الأمريكية بالقرب من التنف قبل يوم من إسقاطها. كما أشار تقرير لـ CNN أن طائرة ” شاهد-129 ” هي الأكثر قوة في ترسانة طهران.

تعتبر طائرة ” شاهد-129 “، مثل معظم أسطول الطائرات بدون طيار الإيرانية، مماثلة لنظيراتها من الطائرات الغربية، حيث تجمع بين طائرات بريداتور الأمريكية وطائرات هيرمس 450 الإسرائيلية. وبحسب المقال فإن إيران مولعة بالترويج لنماذج مختلفة من الطائرات بدون طيار، وتدّعي بين الحين والآخر أنها قادرة على تنفيذ غارات جوية. ومع ذلك، فإن ” شاهد-129 ” القادرة على الطيران على ارتفاع متوسط لمسافات طويلة هي النموذج الإيراني الوحيد المعروف بقدرته على تنفيذ غارات جوية حيث بإمكانها حمل صواريخ أرض جو أو أنواع أخرى من القذائف.

هرعت إيران إلى مساندة نظام الأسد مطلع العام 2012 واستخدمت خلالها طائراتها بدون طيار وهو ذات العام الذي شهد إنتاج ” شاهد-129 ” حيث كان أول ظهور لها خلال عرض تدريبي لفيلق الحرس الثوري الإسلامي المعروف بالرسول الأعظم. لكن لم تظهر ” شاهد-129 ” في سوريا لمدة عامين متتاليين، مستخدمة خلالها طائراتها الاستطلاعية التكتيكية بدون طيار مثل ” أبابيل-3 ” و ” مهاجر-4 ” لتزويد النظام بمعلومات استخباراتية من خلال المراقبة والاستطلاع.

وبحسب المقال، بعد الإعلان عن دخولها سوق الإنتاج في أيلول من العام 2013، لم تظهر ” شاهد-129 ” في سماء سوريا حتى شهر نيسان من العام 2014 حيث ظهرت في صور التقطها الثوار شرقي الغوطة في ضواحي دمشق.

وبالرغم من إعلان التلفزيون الإيراني عام 2013 عن إمكانية حمل ” شاهد-129 ” لصواريخ أرض جو، إلا أنه لم يظهر ضمن الصور التي التقطها الثوار لـ ” شاهد-129″ المحلقة في سماء سوريا أي دليل واضح على وجود ذخائر مرفقة بها تحت جناحيها، مع وجود شائعات تفيد بأن إيران تواجه مشاكل في إنتاج الذخيرة.

عرف العالم حتى شباط 2016 أن ” شاهد-129 ” قادرة أن تقوم بدور طائرة مسلحة. وقد بث التلفزيون الإيراني لقطات للطائرة وهي تحلق فوق المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار في #حلب وتضرب أهدافاً فيها. وتُظهر مقاطع الفيديو التي حددها محلل السلاح الإيراني غالين رايت قذائف سديد وهي تستهدف مجموعة من المقاتلين كما تضرب مبنى في قرية حليصة، وتقدم الدعم الجوي للجيوش الشعبية المدعومة من قبل الحرس الثوري.

وبحسب المقال فإن من دواعي الاستغراب التزام إيران بالصمت نوعاً ما نحو عمليات “شاهد-129 ” في سوريا في الوقت الذي كان فيه أصحاب الطائرات بدون طيار الأخرى يبثون تحديثات متجددة حول استخدام طائراتهم الآلية في المعركة.

لكن التحالف كشف أن “شاهد-129″ كانت تسقط ذخائر على أهداف في التنف ما يظهر بأن لدى إيران القدرة على شن هجمات بهذه الطائرة ورجّح احتمال أنها استُخدمت لشن هجمات ضد أهداف للثوار منذ شباط 2016.

ولكن يرى الكاتب أن ذلك لا يكفي لتتويج إيران على أنها قوّة تملك سلاح طائرات بدون طيار، أو أن تتوج ” شاهد-129 ” على أنها تشكل تهديداً مفزعاً. وعندما ظهرت “شاهد-129” يوم الأربعاء في تسجيل فيديو بثّه حزب الله لها وهي تطارد طائرة البريداتور الأمريكية قال المعلّق: “بإمكاننا أن نسقطك في أي وقت، لكننا نشفق عليك”. لكن في الحقيقة لا تشكل ” شاهد-129″ ذلك الخطر لأنها لا تمتلك نظام أسلحة جو جو.

وما تزال عمليات “شاهد-129” في سوريا تظهر إيران على أنها تستطيع مواكبة بعض نظائرها في مجال توفير إمكانيات الطائرات المسلحة بدون طيار. وبالنظر إلى مسار التصادم الذي تبدو عليه كل من الولايات المتحدة وإيران في المنطقة، قد لا تكون تلك هي المرة الأخيرة التي تجتمع فيها الطائرات بدون طيار الأمريكية والإيرانية في سماء الشرق الأوسط.

وقد أشارت إيران إلى عدم قبولها بالوجود الأمريكي في المناطق التي كانت سابقاً تحت سيطرة داعش بينما ينهار التنظيم، وتحدّت الوجود الأمريكي بإرسالها جيوشاً شعبية مدعومة من قبل الحرس الثوري الإسلامي الإيراني (IRGC)  إلى مناطق قريبة من القوات الخاصة الأمريكية في منطقة التنف. وردّت بدورها الولايات المتحدة على ذلك بغارات جوية بين الحين والآخر ضد المجموعات، ما أدى إلى مخاوف من أن انهيار تنظيم داعش قد يخلق صراعاً على نطاق أوسع مع إيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة