ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها أن الثوار المقاتلين المتواجدين بالقرب من مرتفعات #الجولان في #سوريا يتلقون مساعدات إنسانية ومادية مقدمة من #إسرائيل، وقد شارك كل من روري جونز من تل أبيب ونُعَم رايدان من #بيروت وسهى معيّا من #عمّان في إعداده.

حيث يؤكد التقرير أن إسرائيل تزوّد الثوار السوريين المتواجدين بالقرب من حدودها في مرتفعات الجولان وبشكل منتظم خلال سنوات الحرب بالمساعدات المادية والطبية بالإضافة إلى الغذاء والوقود، بهدف إقامة منطقة عازلة تتواجد فيها قوّات صديقة.

وبحسب مقابلات أُجريت مع عدد من المقاتلين السوريين، فإن الجيش الإسرائيلي على اتصال منتظم مع المجموعات المسلحة لتقديم المساعدات لقادتهم لمساعدتهم في دفع رواتب المقاتلين وشراء الأسلحة والذخيرة. وأكّد شخص متطلع على العملية الإسرائيلية أن إسرائيل أنشأت وحدة عسكرية تشرف على الدعم في #سوريا بالإضافة إلى تخصيصها ميزانية محددة لتلك المساعدات.

وقد صرّحت إسرائيل أنها أقدمت على معالجة حوالي 3000 مصاب من السوريين في مستشفياتها منذ العام 2013 معظمهم من المقاتلين، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية خلال فصل الشتاء من غذاء ولباس إلى المدنيين المتواجدين بالقرب من الحدود. غير أن المقابلات التي أجريت مع الثوار وأشخاص متطلعين على الفكر الإسرائيلي أفضوا إلى أن التدخل الإسرائيلي في البلاد أعمق وأكثر تنسيقاً مما كان متعارفاً عليه في السابق.

وفي لقاء للصحيفة مع معتصم الجولاني، الناطق باسم مجموعة ” فرسان الجولان” الثائرة قال: “وقفت إسرائيل إلى جانبنا بشكل بطولي، فما كنّا قادرين على النجاح لولا مساعدتها”.

وبحسب التقرير، فإن إسرائيل تهدف إلى إبقاء المقاتلين من حلفاء الأسد المدعومين من قبل #إيران مثل #حزب_الله اللبناني على بعد 45 ميلاً من حدودها على مرتفعات الجولان.

لكن دعمها للثوار يهدد بتصعيد التوتر مع حكومة #الأسد والتي اتهمت إسرائيل منذ وقت طويل بمساعدتها للجماعات الثائرة. وقد قال الأسد أن إسرائيل تدعم الجماعات الثائرة وتطلق غارات جوية على الأراضي السورية لتقويض قبضته على السلطة، في حين تؤكد إسرائيل أنها لا تؤيد أية نتائج في هذه الحرب.

وكانت إسرائيل قد احتلت جزءاً من هضبة الجولان السورية في حرب 1967 وضمتها لاحقاً لأراضيها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبحسب أبو صهيب، قائد مجموعة “فرسان الجولان”، فإن مجموعته تتلقى 5000 $ شهرياً وبشكل منتظم من إسرائيل. وأن مجموعته غير مرتبطة بالجيش السوري الحر المدعوم من قبل الغرب، كما أنهم لا يتلقون تمويلاً أو سلاحاً غربياً.

ولم يجيب الجيش الإسرائيلي على الأسئلة الموجهة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لمعرفة حقيقة تقديم المساعدات المادية أو التعامل بشكل مباشر مع قادة الثوار في منطقة الجولان واكتفى بالقول أنه فقط “ملتزم بتأمين حدود إسرائيل ومنع إنشاء خلايا إرهابية وقوات معادية.. بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين الذين يعيشون في المنطقة”.

وأكد شخص مطّلع أن المساعدات المادية تنتقل عبر الحدود بحجة أنها مساعدات إنسانية، لكن الثوار الذين تمت مقابلتهم أكدوا أنهم يستخدمونها لدفع رواتب المقاتلين وشراء الأسلحة والذخائر، الأمر الذي لم يعلق عليه الجيش الإسرائيلي.

لقد لعبت إيران وحزب الله اللبناني دوراً رئيسياً في مساندة قوات الأسد، ذلك بالإضافة إلى التدخل العسكري الروسي الهام، ما أعطى النظام اليد العليا في الحرب متعددة الجوانب.

في حين تخشى إسرائيل من أن تسيطر إيران _ نظراً إلى تصاعد دورها في الحرب _  على قطاع من الأراضي في سوريا والعراق يمكنها من استخدامه لنقل الأسلحة إلى قواعد عسكرية في جنوب لبنان والجانب السوري من الجولان.

اتهم المسؤولون الإسرائيليون النظام السوري وحلفائه الإيرانيين والشيعة مرات عدّة بالتخطيط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل من الجانب السوري من الجولان، وعلى النقيض فقد أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الثوار في تلك المنطقة لم يحاولوا الهجوم أبداً.

وقد تدخل الجيش الإسرائيلي في الحرب السورية من خلال شن ضربات جوية لوقف شحنات الأسلحة الإيرانية المشكوك في توجهها إلى حزب الله في لبنان.

من جانبها لقّبت إسرائيل عملية الجولان الحالية بسياسة “حسن الجوا”  ما أكده إيهود ياعري وهو محلل سياسي وزميل في معهد واشنطن متطلع على الدعم الإسرائيلي للجيوش الشعبية السورية والذي بدأ في ظل وزير الدفاع السابق موشيه يعلون ومستمر في عهد خليفته أفيغدور ليبرمان.

وأكد شخص مطلع أن العملية لا تزيد عن كونها مسألة مصالح, حيث تقدم إسرائيل الدعم الإنساني وتحصل في المقابل على منطقة عازلة تبلغ مساحتها ما يقارب 125 ميلاً مربعاً للميليشيات التي تدافع عن نفسها.

وبحسب مقاتلين، فإن فرسان الجولان هي المجموعة الثائرة الرئيسية التي تنسق مع إسرائيل، حيث أجرت أول تواصل لها مع الجيش الإسرائيلي عام 2013 وسرعان ما بدأ الأخير بإرسال المساعدات المالية والإنسانية للمجموعة.

وبحسب السيد الجولاني، فإن المجموعة أطلقت هجوماً واحداً فقط ضد قوات النظام في محافظة #القنيطرة الجنوبية والتي تحيط بالجانب السوري للجولان. كما قال أن مقاتليه حملوا رفاقهم المصابين إلى نقطة حدودية حيث قوبلوا من قبل جنود إسرائيليون يتحدثون العربية. وطلب أقرباء المصابين للمساعدة فاستجابوا بسرعة وأرسلوا سيارات الإسعاف لنقل المصابين. وأضاف: كانت تلك نقطة التحول التي فتحت طريق التواصل بين إسرائيل والمجموعة المعتدلة من مقاتلي المعارضة.

بالنسبة للجولاني، كان ذلك الاتصال حلو ومر في الوقت ذاته. فقد توفى قبل فترة وجيزة من ذلك ابن عمه متأثراً بشظية فتحت معدته، فبحسب رأيه كان يمكنه النجاة لو تلقى العلاج وأجري له عمل جراحي.

وبحسب أبو صهيب وثوار آخرين، فإن فرسان الجولان التي تتخذ من محافظة القنيطرة مقراً لها تضم نحو 400 مقاتل، متحالفين مع أربعة جماعات ثائرة أخرى تتواجد في الجولان وتتلقى أيضاً مساعدات إسرائيلية، وأن بعض هذه الجماعات تنتمي إلى الجيش السوري الحر أو تتلقى تمويلاً وسلاحاً غربياً.

وأكد المقاتلون وجود ما يقارب 800 ثائر عبر أكثر من 12 قرية في تلك المنطقة حيث يعيش آلاف المدنيين أيضاً، وأضافوا أن العديد من الثوار والمدنيين في هذه المنطقة يعتمدون على مستوى معين من الدعم الإسرائيلي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.