منار حدّاد – الحل

بات شرب المياه الباردة في حرارة فصل الصيف يتطلّب تكلفة منفصلة، تضاف إلى سلسلة التكاليف اليومية المرتفعة في رحلة الصراع مع تأمين لقمة المعيشة.

وبات للوح المياه المجمّدة المعروف محلياً باسم “قالب الثلج” أسعار خاصة تتأرجح على سلّم الدولار، ولدى الشاغلين في هذه المهنة همومهم في تأمين المواد الأساسية للإنتاج، حيث ارتفع سعر لوح الثلج بشكلٍ غير مسبوق، حتى بات أي سوري يعيد حساباته قبل شراء هذا اللوح والذي تنحصر مهمّته في تأمين المياه الباردة، ولا سيما مع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، واللافت أن هذه المشكلة في مناطق #النظام و #المعارضة السورية على حدٍّ سواء.

بورصة الثلج

طرح موقع “الحل السوري” أسئلة على سكّان في عدّة مناطق داخل سوريا، ومنها العاصمة السورية #دمشق ومدينة #حلب ومناطق في ريفي #حماة و #إدلب، حول أسعار قوالب الثلج.

في دمشق، تبيع أسواقها ثلاثة أحجام من ألواح الثلج، الأول من فئة 10 كيلو غرام وكان سعره 900 ليرة، والثاني من فئة 5 كيلو غرام بسعر 450، والثالث من فئة 2 كيلو غرام بسعر 160 ليرة.

أما في مدينة حلب، فكانت الأسعار أعلى مما هي عليه في العاصمة دمشق، حيث بلغ سعر للوح من فئة 10 كيلو غرام 1000 ليرة سورية، واللوح من فئة 5 كيلو غرام 500 ليرة، واللوح من فئة 2 كيلو غرام 200 ليرة.

الأسعار أيضاً كانت مرتفعة بشكلٍ كبير في مناطق أخرى من الشمال السوري، حيث بلغ سعر لوح الثلج من فئة 10 كيلو غرام 1200 ليرة، و5 كيلو غرام 620 ليرة.

وبشكلٍ عام تأمين الثلج بات يتطلب مصروفاً حقيقياً ينفقه الأهالي إلى جانب المصاريف الأخرى كالطعام والشراب والمواصلات والاتصالات وغيرها، ما جعل واقع الحياة أصعب بالنسبة لهم.

ارتفاع كبير في الطلب

تقترب درجة الحرارة من 45 مئوية في بعض المناطق، وأشعة الشمس تلاحق وجوه السوريين الذين يحاولون التنقّل داخل العاصمة هرولةً وراء تأمين احتياجاتهم الأساسية.

يوضّب أحمد مسكون ألواح الثلج داخل الثلّاجة الكبيرة التي اشتراها واشترى لها مولّدة خاصة للحفاظ على المنتج خلال فترات انقطاع الكهرباء الطويلة داخل محلّه في حي باب سريجة الذي يبيع فيه المرطّبات أيضاً، فهو يقول إنه يبيع جميع ألواح الثلج خلال فترة انقطاع الكهرباء، في حين يخف المبيع عندما يكون وضع الكهرباء مستقرّاً.

وفي حديثٍ لـ “الحل السوري” أوضح مسكون أن الوضع الطبيعي أن تندثر هذه المهنة تماماً وألّا يكون لها أي وجود في سوريا، وذلك بسبب أنها قائمة فقط على أمرٍ بسيط وهو تجميد المياه لتأمين مياه شرب باردة، وهي مشكلة من الممكن أن يتم تأمينها بشكل فردي في كل منزل عبر وجود البرادات والثلاجات بكثافة في منازل السوريين، لكنه أشار إلى أن هناك عاملين أنتجا ازدياداً كبيراً في الطلب.

ويتمثل العامل الأول بحسب مسكون في انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ مستمر، ولفتراتٍ طويلة، تزامناً مع الحر الشديد الذي يضرب البلاد، ما يجعل السكّان يهرعون من منازلهم إلى محلات بيع الثلج لشرائه طمعاً بقليلٍ من المياه الباردة، أما العامل الثاني فهو التجمّعات السكانية الكبيرة غير النظامية التي أفرزها وجود النازحين ولا سيما في مناطق شارع الثورة والمرجة، حيث يتواجد عدد كبير من النازحين داخل فنادق من فئة نجمة واحدة لا تؤمّن البرادات، إضافةً لوجود أشخاص خيّموا في العراء منذ سنوات وهؤلاء جميعاً يطلبون ألواح الثلج وفق قوله.

وأشار إلى أن نسبة المبيعات زادت عن 300 لوح ثلج يومياً من الأوزان المختلفة، حيث يُباع معظمها في فترة الظهيرة الحارة التي غالباً ما تشهد انقطاعاً في التيار الكهربائي.

“تدبيرة حال”

يبدو أن فراس المقيم في منطقة الزاهرة بدمشق قد وجد حلّاً لمشكلة تأمين الثلج، فهو يقول خلال مقابلة مع موقع الحل السوري إنه يقوم باللجوء إلى جيرانه الذين يمتلكون مولّدة ضخمة ليضع عندهم عبوات مياه بهدف تجميدها والحصول على المياه الباردة، ويوضّح فراس أنه كان بصدد شراء مولّدة لهذا الغرض، لكن المولّدة القادرة على تشغيل الثلاجة يجب أن تكو 3 أمبير على الأقل حيث يكون سعرها باهظاً إضافةً إلى أنها تحتاج إلى كميات كبيرة من البنزين، لذلك فإنه أعكف عن الفكرة وتمكّن من كسب خدمة جيرانه أصحاب المولّدة الكبيرة طيلة فصل الصيف.

ويضيف فراس: “راتبي شهرياً 55 ألف ليرة، وإذا قُمت بشراء لوح ثلج سعة 5 كيلو يومياً فإني مضطر لدفع ما يُعادل 15 ألف ليرة كل شهر، وهذا المبلغ يمثّل أكثر من ربع راتبي الشهري”، موضحاً أنه كغيره من العائلات لا يستطيع إنفاق هذا المبلغ كله على مجرّد مياهٍ باردة.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة