مع إلغاء #الحكومة_الأمريكية الدعم المقدم للمعارضة السورية المعتدلة، نشرت مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية مقالاً للكاتب فيصل إيتان، تناول فيه أسباب ونتائج هذا القرار، فجاء:

ألغت إدارة #ترامب هذا الأسبوع ما يسمى برنامجاً سرياً قديماً لدعم الثوار السوريين الذين يخوضون حرباً ضد نظام #بشار_الأسد، الخطوة التي أثارت ضجة في صفوف معارضي الأسد في حين أن هذا التطور بحد ذاته لم يكن مفاجئاً. وعلاوة على ذلك، فإنه من غير الصحيح كما أصر البعض أن يُنظر إلى هذا الإلغاء على أنه تنازل مجاني لروسيا، فقرار مثل هذا أُتُخذ إثر سنوات من الاستراتيجية الأمريكية المدروسة وأهداف ترامب الخاصة المنصوصة لا يمكن أن يكون تنازلاً. ومن المؤكد أن ترامب يتمنى لهذا القرار أن يجعل من روسيا أكثر تعاوناً لتحقيق وقف إطلاق النار بين النظام والمتمردين. ولكن في حال لم يحدث ذلك، أو في حال فشل القرار في تحقيق التهدئة في سوريا _ وهي النتيجة الأكثر احتمالاً _ فإن ذلك لن يغير من الوضع الاستراتيجي الموحش للمعارضة السورية، وهو أمراً قد يكون مقبولاً لدى الولايات المتحدة.

ويحسب المقال، فإن هذا القرار “يمثل نقطة النهاية المنطقية لسنوات من التقدم في السياسة الأمريكية”، فهذه الجهود التي بذلت في ظل إدارة باراك أوباما كانت دائماً على خلاف مع أهداف أمريكا الأوسع نطاقاً، وهو التوتر الذي اعترف به ترامب منذ فترة طويلة ويتصرف الآن بناءاً عليه.

وأشار المقال إلى أن أوباما قد سمح للبرنامج السري الذي تديره وكالة الإستخبارات المركزية في أوائل العام 2013، وقامت منذ ذلك الحين بتدريب وتسليح الآلاف من الثوار الذين حاربوا قوات النظام والجماعات المتطرفة على حدّ سواء. كما أوضح المقال أن هذا الدعم تضمن إمداد الثوار بالذخيرة والأسلحة الخفيفة، كما تضمن دعماً مادياً ليتمكن قادتهم من الحفاظ على مقاتليهم وضم آخرين إلى صفوفهم. وقد كان المتلقون للمساعدات الأمريكية قد كافحوا بالفعل ضد نظام الأسد والجماعات الجهادية. وبالتالي فإن إنهاء هذا البرنامج يعني تقييد نشاطات المعارضة غير المتطرفة المنتشرة شمال سوريا.

كما أوضح أن هدف أوباما من هذا البرنامج لم يكن الإطاحة بالأسد أو إضعافه، إنما أراد الضغط عليه لإقناعه بالقبول بحل سياسي مع الحفاظ على استقرار النظام وعدم زعزعته. وعندما دخلت الحرب كل من #إيران و #روسيا بشكل خاص، أدركت إدارة أوباما أن الضغط على الأسد  يتطلب تصعيد برنامج الثوار السري، كما كان أوباما مدركاً للمخاطر التي تنطوي على البرنامج بما في ذلك الصراع المحتمل مع روسيا.

وقد حدث العكس فعلياً، وأدى تدخل روسيا إلى اتفاق مع #الأردن الذي لعب دوراً محورياً في دعم الثوار. واتفقت روسيا على وقف القتال في الجنوب السوري حيث كان المتمردون المدعومون من الولايات المتحدة أكثر نجاحاً. كما أشار المقال إلى أن الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة خاضت حروباً متقطعة مع النظام.

وأوضح ترامب مع حلول وقت تنصيبه رئيساً عدم تحمسه للبرنامج السري لدعم الثوار قائلاً: “ليس لدينا أية فكرة عن هؤلاء الناس”، واقترح أن تركز الولايات المتحدة بدلاً من ذلك على تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار المقال إلى وجود فارق بسيط بين رؤية كل من أوباما وترامب لهذا البرنامج، وأنه يتعلق بروسيا، فيرى ترامب أن بإمكان روسيا إنهاء الحرب في سوريا بينما لم يتفق أوباما كثيراً مع هذا الرأي.

لا يمكن للثوار السوريين شن حرب ضد نظام الأسد مع غياب الدعم الأمريكي، ما يضع مصير جنوب سوريا، الواقع حالياً تحت سيطرة المعارضة، تحت رحمة روسيا التي تعهدت بوقف إطلاق النار.

ونقل المقال تأكيد #دمشق عدم تسامحها مع المعارضين المتواجدين بالقرب من العاصمة مشبهة إياهم بالورم السرطاني الذي قد يتضخم ليشكل تهديداً أمنياً خطيراً عليها.

واختتم المقال بالقول أن الأسد وحلفائه سوف يستغلون نقطة الضعف الجديدة للثوار لتدمير المجموعات الضعيفة والسيطرة على مزيد من الأراضي، الأمر الذي ما كان ليتقبله أوباما ولا ترامب اليوم.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة