جوان علي – القامشلي

منذ حوالي أسبوع كانت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، قد بدأت بنقل مقرها إلى بلدة عين عيسى؛ التي تقع على مفترق طرق يربط مدينة #الرقة بمدن؛ الحسكة، تل أبيض، كوباني (عين عرب)، ومنبج.
قبل ذلك كانت البلدة قد شهدت اجتماعا بين مجلس الرقة المدني و قيادات من #التحالف الدولي، وصفه المضيفون بأنه “بداية اعتراف 73 دولة يشكلها التحالف بهم”. هكذا تذهب المؤشرات والوقائع يوما بعد آخر، إلى تزايد أهمية هذه البلدة بالنسبة لمشروع “فيدرالية الشمال السوري”، لكونها تعتبر صلة الوصل بين مختلف مناطق الشمال السوري، وبوابة لضم الرقة إلى مشروع “الفيدرالية” المزمع الانتهاء من خطوات تأسيسه بداية العام 2018.

قبل أيام كان مصدر (فضل عدم الكشف عن اسمه) قد كشف للحل السوري أن “بلدة عين عيسى، رشحت لتكون أنسب مكان لبناء مؤسسات النظام الفيدرالي”، واللافت أن الزيارة الميدانية للمدينة توضح أن “لا حركة إعمار في البلدة سوى تلك التي بدأتها مؤخرا قوات سوريا الديمقراطية في أكثر من موقع”.

حاليا يتخذ مجلس الرقة المدني البلدة مقرا مؤقتاً وفيها عقد أهم اجتماعاته مع قيادات من التحالف الدولي قبل اسابيع؛ قدم فيه الضيوف وعودا لمضيفيهم بـ “إرسال مساعدات كبيرة ومتنوعة؛ ستزداد باضطراد مع اقتراب انتهاء معركة الرقة، هذا ما أكده نائب رئيس المجلس المدني للرقة عبدالله العريان للحل قائلا، “التحالف الدولي قدم مساعدات غذائية كبيرة جدا لنا، بالإضافة إلى المساعدات الطبية ، لكن أهم مساعدة وعدنا بتقديمها هي المعدات الهندسية لإزالة الأنقاض وإعادة بناء البنية التحتية للمدينة”.

وفي حين يتحدث مسؤولو مجلس الرقة المدني عن “استكمال استعداداتهم لإدارة الرقة فور انتهاء المعارك في المدينة وتسلمها من قوات سوريا الديمقراطية، يتطلع المجلس إلى أن يحوز اعتراف وثقة القبائل والعشائر في المنطقة وهو ما يزال يمارس نشاطه في عين عيسى، هذا الأمر ترجمه المجلس أول أمس لدى  إطلاق سراح أول دفعة من شبان الرقة وريفها من المتهمين بالتعامل مع تنظيم داعش في أوقات سابقة”.

حيث قام المجلس وبعد توسط وتعاون مع عدد من وجهاء العشائر في الرقة بـ “إطلاق سراح 23 معتقلا كدفعة أولى ستتبعها دفعات على ما أكد عمر علوش (عضو مجلس الرقة المدني) أثناء المؤتمر الصحفي، حينها أضاف المسؤول أن هذه خطوة الإفراج لم تأتي كعفو عام بل خطوة تأتي ضمن مشروع إعادة بناء سوريا الجديدة”.

قبل ذلك كان مصطفى بالي (مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية كان قد قال للحل إن “سجناء داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية من السوريين والذين لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين، سيمكن للفعاليات الاجتماعية التوسط لإطلاق سراحهم وضمان عودتهم إلى حياتهم الطبيعية”.

من جانبه كان أحد المفرج عنهم(أحمد ابراهيم الابراهيم) للحل أنه “سجن لمدة شهر ونصف لدى الأسايش بسبب اتهامه بالتعامل مع داعش وبعد خضوعه لدورة شرعية دامت 15 يوما”.

وبعد مرور شهرين على بدء معركتها، ومع إعلان قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على أكثر من 50% من مدينة الرقة، حذرت أمس إلهام أحمد (الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية) من سيطرة قوات النظام على مدينة الرقة” مشيرة إلى أن “الشركاء في التحالف الدولي شددوا في آخر لقاءاتهم على ضرورة أن يدير الرقة مجلسها المحلي المنتخب والذي سيكون جزءًا من الفيدرالية”.

هكذا يبدو أن الصراع على الرقة وما بعدها يكشف في جانب منه أهمية بلدة عين عيسى وما قد تلعبه من دور في التطورات اللاحقة على الساحة السياسية، إضافة إلى دورها في الجانب العسكري بحكم التواجد العسكري الأمريكي فيها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.