نشرت صحيفة Buzz Feed   تقريراً مطولاً عن دور #الولايات_المتحدة في الحرب السورية ضد #داعش خلال معركة #الرقة وما بعدها، أعد التقرير مراسلها من الرقة بورزو  دراهي حيث أجرى لقاءات مع مسؤولين أمريكيين وقادة قوات الدفاع الذاتي فكتب:

زادت إدارة #ترامب من التدخل العسكري والسياسي الأمريكي في الشمال السوري، حيث قدمت الدعم الجوي والأرضي للقوات المحلية المتواجدة في المباني المهجورة في ضواحي الرقة والرامية للإطاحة بداعش من عاصمة خلافتها المعلنة.. الرقة.

وأقام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة _ بإدارة دونالد ترامب _ تنسيقاً موثقاً مع “مجموعة من الميليشيات والقبائل والتي أطلقت على نفسها اسم #قوات_سوريا_الديمقراطية بقيادتها الكردية”.

وبحسب التقرير فإن وفداً رفيع المستوى من وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة زار أطراف مدينة الرقة لتنسيق الجهود الرامية إلى مساعدة المدنيين وتأمين مستقبل المدينة فور ما يتم التخلص من داعش. كما حقق دبلوماسيون أمريكيون حضوراً شبه دائم بالقرب من مدينة #كوباني في الشمال السوري.

وأوضح مقاتلون من قوات الدفاع الذاتي أن الولايات المتحدة ومسؤولين أمنيين غربيين أسروا مقاتلين من تنظيم داعش، جميعهم موجودون في سجن بالقرب من كوباني، وتجرى معهم تحقيقات لجمع معلومات عن الجهاديين ومخططاتهم المستقبلية، وارتباطاتهم بالمقاتلين الآخرين في الشرق الأوسط والغرب. وقد زادت جهود ترامب من شعبيته في صفوف الأكراد الميالين لتحقيق الحكم الذاتي، وراح البعض يصفه براعي مشروعهم لبناء مقاطعة حكم ذاتي.

وعن سير المعارك قال: معارك ضارية يقودها آلاف العشرات من الميليشيات السورية متعددة الأعراق والأديان بقيادة كردية يكافحون للوصول إلى مدينة الرقة وتخليصها من تنظيم داعش. يحقق التحالف غطاءً جوياً في حين تزحف قوات سوريا الديمقراطية براً. وأشار التقرير إلى أن القوات الكردية تعمل على تطهير الأراضي والمباني من الألغام وترسل إحداثيات تلك المواقع المطهرة إلى خبراء ليتم تعيينها باللون الأصفر على الخريطة على أنها آمنة. كما يصادفهم بعض القناصة الذين يعرقلون تقدمهم وبنفس الطريقة ترسل إحداثيات الموقع إلى الخبراء ومنهم إلى القوات الأمريكية لتقوم طائراتهم بقصف الموقع والتخلص من القناصة.

وبحسب التقرير، فإن تغلغل الولايات المتحدة في حربها ضد داعش في سوريا تغير بشكل ملحوظ منذ تسلم ترامب للسلطة، ويعو ذلك إلى أنه أقل قلقاً بشأن إزعاج شريك حلف شمال الأطلسي #تركيا عما كان عليه الحال مع أوباما، ذلك عن طريق العمل بشكل أكبر مع الأكراد في سوريا.

كما فوضت إدارة ترامب مزيداً من السلطة للقادة العسكريين على الأرض مما أعطاهم فرصة أكبر للتصرف بسرعة ضد مواقع داعش. وفي حديث المبعوث الخاص للولايات المتحدة بريت ماكجورك للصحافة قال: “تسارعت هذه الحملة بشكل كبير على مدى الأشهر الستة الماضية “، وفي حديثه عن الحرب ضد داعش في سوريا والعراق قال: “كان تنظيم داعش يخطط قبل حوالي ستة أشهر لشن هجمات كبيرة في الرقة ضد الولايات المتحدة باستخدام البنية التحتية للمدينة. لكنهم اليوم يقاتلون في سبيل بقائهم”.

كما أشار التقرير إلى أن 80 % من هجمات داعش ضد قوات الدفاع الذاتية تأتي من خلال ألغام مزروعة مسبقاً. وأشار مسؤول أمريكي إلى أن المعركة في الرقة ليست أسوأ مما كنا نتوقع، كما يقدر أن الأمر قد يستغرق شهرين قبل أن يتم تطهير الرقة من داعش، حيث ستبدأ الجهود الحاسمة في مطاردة مسلحي التنظيم إلى مدن كالميادين ودير الزور والبوكمال. وأكد التقرير أن الولايات المتحدة متحفظة جداً على ما تقوم به فعلياً على الأرض في سوريا، فترفض الإفصاح عن ذلك علناً، كما لم تفصح عن عدد مقاتليها المتواجدين في المعركة.

وأشار أحد القادة الأكراد إلى أن التنوع الموجود في قوات سوريا الديمقراطية يشكل عاملاً أساسياً لنجاح عملية الرقة في المستقبل، فالرجال الذين يقودهم يشكلون فسيفساء سوريا فهم من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين وقال إنهم يشكلون عائلة واحدة، هم مثل الأخوة.

وأوضح مسؤول أمريكي إلى أن المساعدة الأكثر أهمية التي تقدمها الولايات المتحدة وقوات الدفاع الذاتي هي مساعدتهم في العودة إلى الحياة الطبيعية في أسرع وقت ممكن. حيث بإمكانهم في بعض الأحيان العودة إلى منازلهم في غضون أيام من تحريرها، كما تقوم مجموعات المساعدات بإعادة فتح أكواخ صغيرة على جانب الطريق لبيع المياه المعبأة في زجاجات كما تبيع المواد الغذائية المعلبة ومواد التنظيف وحليب الأطفال. كما أوضح التقرير أن قوات الدفاع الذاتي كانت أول من يقوم بإيصال المياه والمعونات إلى الأسر قبل وصوت مجموعات المساعدات.

وفي لقاء مع مسؤول أمريكي رفيع المستوى خلال زيارته إلى مخيم عين العيسى قال: “هناك الكثير من حالات النزوح، فقد هربت الأسر من داعش إلى هنا لنقوم بدورنا بتقديم المساعدات الإنسانية لحماية المدنيين، فالتحدي الأكبر هو حصولهم على المواد الغذائية والماء ومواد التنظيف”، وأضاف: “لو كنت هنا قبل شهرين لوجدت الناس تنام على الطرقات”.

ويوضح التقرير أن الحرب مع داعش ستنتهي قريباً، لكن المشاكل الرئيسية ستبدأ بعد تحرير المدينة.

ونقلاً عن قائد كردي لم يفقد أياً من مقاتليه خلال أشهر من القتال ضد تنظيم داعش قال إن المعركة تسير على ما يرام. وأوضح أنه بالرغم من الإصابات التي تعرض لها مقاتلوه والتي كانت كارثية في بعض الأحيان، إلا أنه لم يفقد أي منهم بعد، ويعود ذلك إلى خبرتهم وتلقيهم للتدريبات الكافية. مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المقاتلين المدربين يعتبرون عديمي الخبرة في المعركة مما يتسبب في وقوع أعداد كبيرة من الضحايا وقال: “إنهم يصبحون شهداءً لأنهم لا يحمون أنفسهم ولا يتبعون الأوامر. إنهم غير مدربين بشكل جيد ولا حتى بالغين. فالبعض منهم يبلغ من العمر 18 عاماً فكيف لهم الحصول على خبرة سنوات ليخوضوا مثل هذه المعركة؟ وأوضح أن قادة هؤلاء الشبان هم من يتحمل المسؤولية”.

ولا تزال الشراكة الأمريكية مع قوات الدفاع الذاتي محرجة من الناحية الدبلوماسية. فقد قال الجنرال الأمريكي ريمون توماس إن “قوات الدفاع الذاتي تضم في طياتها جبهة لوحدات حماية الشعب الموالية لمؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان القابع الآن في السجون التركية، حيث ينظر إليه الأتراك كنظرة الأمريكيين لأسامة بن لادن. حيث يهدف فكر أوجلان إلى الكونفدرالية الديمقراطية، وهو نوع من الاشتراكية اللامركزية، وهو ما تتوجه إليه روج آفا اليوم”.

ويبقى السؤال الأهم لدى الكثيرين عمّ إذا كانت الميليشيات التي يقودها الكرد تسعى إلى ضم الرقة أو أية مناطق عربية أخرى تسترجعها من داعش إلى روج آفا؟! في حين يرى الكثيرون أن الشعب في الرقة هو من سيقرر أي الرايات سوف ترفرف فوق المدينة بعد خروج مسلحي تنظيم داعش منها، سواء كانت ألوان علم النظام السوري أو علم روج آفا غير الرسمي أو راية ما قبل بشار الأسد والتي يفضلها العرب المعارضين والتي اعتبروها راية الثورة.

يرى القائد أوميد من المجلس العسكري السرياني _ وهي ميليشيات مسيحية مكونة من ألف رجل وتشكل جزءاً من قوات الدفاع الذاتي _ أن روج آفا هي السبيل الوحيد لمنحهم بعضاً من حقوقهم في إقليم يضم ثلاث مجموعات و ديانات مختلفة.

ويرى التقرير أن السلطات الكردية في الشمال السوري قد تكون حميدة أكثر من أعدائها لكنها أيضاً متهمة بانتهاكها لحقوق الإنسان والتطهير العرقي. وأضاف: بالنسبة لنا لن تنتهي الحرب بهزيمة داعش.

يشعر الكثير من السوريين في الشمال بالقلق من كيفية قيام جارتهم تركيا بمحاصرة روج آفا وأحياناً قصف مواقع داخلها، حيث من غير المنطقي معاملة المنطقة كما تعامل حزب العمال الكردستاني. كما يستاء الكثيرون من فرض روج آفا خدمة عسكرية إلزامية مدتها تسعة أشهر على جميع الرجال المتراوحة أعمارهم بين 18 و 30 عاماً، بما في ذلك 40 يوماً من تلقينهم دروساً في نظريات أوجلان الغامضة وإيديولوجية حزب العمال الكردستاني.

وبحسب سولين، وهي مقاتلة في قوات الدفاع الذاتي تبلغ من العمر 24 عاماً ومؤيدة قوية لأوجلان، فإن الحرب بنظرها لن تنتهي مع هزيمة داعش، إنما تبدأ الحرب الإيديولوجية حينها حيث عليهم تغيير عقلية المجتمع وإعادة ترتيبه من جديد. فهذا هو التحدي الحقيقي الذي ينتظرهم.

وعن رؤيتها للحياة قالت: ليس لدي أهداف في الحياة سوى المجهود الحربي. فبالكاد أتذكر ما كانت عليه الحياة قبل أن أصبح مقاتلة. وأضافت: نحن لا نفكر في المستقبل. إنها حياة قتالية، حياتك هي القتال والقتال بالنسبة لي هو الحياة المثالية.. سوف نقاتل حتى نحصل على حريتنا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.