تحت أزيز القصف والمعارك.. آلاف المدنيين ينزحون من مناطق داعش إلى إدلب

تحت أزيز القصف والمعارك.. آلاف المدنيين ينزحون من مناطق داعش إلى إدلب

محمد وسام – موقع الحل

يعاني النازحون الوافدون من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (#داعش) جراء المعارك الدائرة في مناطق دير الزور وريف حماة، أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة خلال محاولات وصولهم إلى مخيّمات عشوائية في ريفي #إدلب و #حلب.

على طول الطريق الواصل بين قرية #كفرلوسين (30كم شمال مدينة إدلب) ومدينة #إدلب، هنالك عشرات العوائل الهاربة من مناطق تنظيم داعش في دير الزور تنتشر على أطراف الطرقات وضمن الأراضي الزراعية، يقيم معظمها في خيم أو في العراء ضمن المزارع أو في السيارات الكبيرة, حيث يعيش النازحون هناك منذ أسابيع أوضاعاً إنسانيةً بالغةً في الصعوبة.

وفي محيط قرية كفرلوسين  أنشئ مخيّماً صغيراً لإيواء نحو خمسين عائلة من مدينة دير الزور، إلا أن المخيّم يفتقد لأبسط مقومات العيش ويحتوي على عدد قليل من الخيم، ما يضطر الرجال إلى النوم في العراء بالقرب من الخيم، وذلك لإفساح المجال للنساء والأطفال للنوم داخل الخيم المتوفرة.

وفي حديث لموقع الحل قال حسام أبو محمد وهو مسؤول مخيّم كفر لوسين إن “المخيّم تم إنشاؤه قبل نحو شهر بجهود محليّة من قبل بعض أهالي القرية على أطرافها، بشكل عاجل، لإيواء بعض العوائل القادمة من حماة و #ديرالزور.

وعن الخدمات المتوفرة داخله أشار أبو محمد إلى أن “المخيم بحاجة إلى معظم الخدمات الأساسية، داعيّاً كافة المنظمات الإنسانية إلى تقديم يد العون إلى تلك العائلات عبر نقلهم إلى مخيّمات مخدّمة أو تخديم ذلك المخيم الذي بات يحوي نحو 130 عائلة بينهم 251 طفلاً منقطعين عن اللقاحات الدورية، حيث يحتاج المخيّم إلى خدمات صحيّة لا سيما مع استمرار توافد العائلات النازحة بشكل يومي”.

في خيمةٍ صغير في محيط قرية كفر لوسين يسكن أبو يمان  مع أسرته وأطفاله السبعة الذين نزحوا جميعاً من بلدة التبني بريف دير الزور هرباً من القصف الروسي, دون أدنى مستلزمات العيش فالأسرة خرجت من مسكنها دون أن تتمكن من اصطحاب أمتعتها بسبب غزارة القصف الجوي والاشتباكات بين قوّات النظام وتنظيم داعش.

يروي أبو يمان لموقع الح قصة نزوحه ويقول “هذه المرة الأولى التي اضطر فيها للنزوح, كنت أتمنى لو أني استطيع البقاء في منزلي لأرعى أطفالي, لكن كثافة القصف والاشتباكات أجبرتنا على النزوح, لم نعد نستطيع البقاء في المنزل الاشتباكات والقذائف وصلت إلى منطقتنا”.

من جانبه يقول أبو جمال إنه “خرج من بيته على عجل ولم يجلب معه شيء, وكان خروجه من محافظة دير الزور عن طريق مهربين يتقاضون مبالغ باهظة تصل إلى 200 دولارا أميركيا على الشخص الواحد لإيصاله إلى حدود مدينة الرقة، حيث يمنع التنظيم في المدنيين من الخروج من مناطق سيطرته، ويقيم الرجل الآن في خيمة صغيرة مع أسرته ويعاني يومياً في البحث عن الطعام والشراب في هذه المنطقة غير المأهولة”.

وعن سبب اختياره لمدينة إدلب كوجهة أولى للنزوح يقول أبو يمان إنه “أراد مكاناً آمناً له ولعائلته، فجميع مدن وبلدات دير الزور امتداداً إلى مدينة الرقة وريفها لا تزال تشهد معارك متصاعدة مع تنظيم داعش ناهيك عن القصف الجوي الذي لا يكاد يهداً على كثير من تلك المناطق”.

حال هاتين العائلتين، كحال المئات من العائلات التي غادرت منازلها إما بسبب المواجهات العسكرية أو القصف المتواصل على مدنهم وأحيائهم, ناهيك عن ممارسات داعش المتواصلة بحق المدنيين من قتل وفرض بالقوة لقوانين لم يعتد عليها الأهالي من قبل و”إعدام كل من أعلن انتمائه سابقاً لفصائل المعارضة بتهم من قبيل الكفر والردة”.

ويتخوف النازحون من البقاء في المخيمات العشوائية لا سيما عند بدء فصل الشتاء حيث ناشدت العوائل النازحة جميع المنظمات المعنية،  بالتحرك الفوري لإغاثة نحو 150 عائلة، فضلاً عن العوائل التي لا تزال تتوافد بشكل مستمر من مدينة دير الزور وريف حماه الشرقي حيث لا تزال السيطرة لتنظيم داعش.

لا يدري معظم النازحين في المخيم أين ستكون محطة نزوحهم المقبلة، يقول عمر المهسي (أب لأربعة أطفال) إنه يحتاج لأساسيات الحياة ويضيف “نحتاج لمراكز صحيّة لتلقيح أطفالنا، نحتاج خيم إضافية لمقاومة فصل الشتاء، بالتأكيد سيكون الوضع صعب جداً خلال الأشهر المقبلة”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.