نازحون عادوا مؤخرا إلى مناطقهم: أفضل السكن فوق ركام بيتي على النزوح

نازحون عادوا مؤخرا إلى مناطقهم: أفضل السكن فوق ركام بيتي على النزوح

سليمان مطر – ريف دمشق

عادت مؤخراً مئات الأسر إلى مدن وأحياء #دمشق و #ريفها، بعد تطبيق اتفاقيات مصالحة فيها، وسيطرة قوات النظام عليها بشكل كامل، وإنهاء الصراعات المسلحة فيها، إضافةً لتحسين الواقع الخدمي فيها بشكل كبير،  حيث تسعى حكومة النظام لإعادة الحياة إلى كافة المناطق التي كانت تشهد مواجهات عسكرية، أو تظهر إعلامياً مدى حرصها على ذلك.

الناشط الإعلامي عز الدين محمد ذكر لموقع الحل السوري أنّه و”بعد تطبيق اتفاق المصالحة في حي #برزة شهد الحي عودة عشرات الأسر التي نزحت منه بعد سيطرة المعارضة عليه واندلاع مواجهات عسكرية بينها وبين #قوات_النظام، كون المنطقة باتت تتعرض لقصف وضغوط أمنية كبيرة، إلّا أنّ معظم هذه الأسر قامت بتأمين منازلها ومغادرة الحي لحين إنهاء بعض الإجراءات المتعلقة بالسماح للمدنيين بالعودة إلى منطقة البساتين، التي خرجوا منها بسبب الحملة العسكرية التي نفذتها قوات النظام عليها قبل تطبيق اتفاق المصالحة”.

محمد أضاف أن “الحي يشهد الحي ضغطاً سكانياً كبيراً، بسبب عودة الأسر إليه وعدم السماح لهم بالعودة إلى منطقة البساتين التي تخفف كثيراً من هذا الضغط”، لافتا إلى أنّ “قوات النظام اعتقلت عدداً من الشبان والنساء مؤخراً في الحي، بسبب تلقيهم مكالمات هاتفية من محافظة إدلب، التي خرجت إليها مئات الأسر من الحي ضمن اتفاق المصالحة”.

فيما تحدث الناشط حسام محمود عن عودة عدد من الأسر التي نزحت من #الزبداني و #مضايا بسبب الحصار الذي فرضته قوات النظام قبل سيطرتها عليهما وإخراج المعارضة ضمن الاتفاق المعروف باتفاق المدن الأربع ( #كفريا ، #الفوعة، مضايا، الزبداني )، “حيث عادت قرابة 50 أسرة إلى المنطقة، بعد تحسن الواقع الخدمي فيها، وإصلاح السوق في مضايا، حيث يشكل ذلك دعماً اقتصادياً لسكان المنطقة” وفق المصدر.

وأوضح الناشط أنّ “الواقع الخدمي تحسن بشكل كبير مع إصلاح البنى التحتية وتخديم المنطقة بالكهرباء والماء بشكل جيد”، مضيفاً أنّ المشكلة الوحيدة التي تواجه المدنيين هي “تسجيل بعض الاعتقالات بحق المدنيين بشكل تعسفي، إضافة لاستمرار قوات النظام باحتجاز النساء اللاتي عدن من محافظة #إدلب بعد خروجهن منها ضمن الاتفاق الأخير، حيث لا يزال توقيف النساء مستمراً في إحدى مدارس مدينة #قدسيا في #ريف_دمشق، على الرغم من تعهد لجنة المصالحة في مضايا بأنّ فترة بقائهن في المدرسة هي يومين فقط لإجراءات تتعلق بتسوية أوضاعهن قبل السماح لهن بالعودة إلى مضايا”.

وفي مدينة #التل المجاورة “تم تسجيل عودة مئات الأسر بعد اتفاق المصالحة، كما أكدّ الناشط حازم القلموني أنّ “عشرات الشبان عادوا بعد خروجهم إلى #إدلب، وتمت تسوية أوضاع بعضهم، فيما تم اعتقال البقية، كما أنّ فرض انتساب الشبان لفصيل درع القلمون المساند لقوات النظام يعتبر من أكبر المشاكل التي تواجه المدنيين بعد عودتهم إلى المدينة، حيث يتم تهديد الشبان بالسوق إلى الخدمة العسكرية مع قوات النظام حتى وإن كانوا يملكون تأجيلات دراسية أو إدارية”.

وذكرت لبنى ياسين (إحدى العائدات إلى مدينة #معضمية_الشام ) في حديث لموقع الحل السوري، أنّ ما دفعها للعودة إلى مدينتها بعد اتفاق المصالحة، ليس الواقع الخدمي الذي تم تحسينه بشكل كبير، بل بسبب الضغط الكبير الذي كانت تواجهه خلال نزوحها في إحدى بلدات ريف دمشق، حيث رفع أصحاب المنازل إيجارات السكن، وفقدت عملها في أحد المحال التجارية بعد تعرضها للابتزاز من مالكه”، معربة عن قناعتها بالعودة “حتى ولو أنها ستسكن في خيمة فوق ركام منزلها”، على حد تعبيرها.

واتفقت جميع المصادر  التي أفادت موقع الحل في المناطق المختلفة من دمشق وريفها أنّ أسباب عودة المدنيين إلى مناطق سيطرة قوات النظام، تبدأ من “الضغوط المعيشية، وغلاء الأسعار وعدم إيجاد فرص عمل، وتنتهي بعدم التأقلم في المناطق التي ينتقلون إليها، بسبب تردي الأوضاع الأمنية والخدمية فيها، لأسباب مختلفة أبرزها الاقتتال الدائر بين فصائل المعارضة المسلحة”.

وفي المقابل تسعى حكومة النظام لإظهار المناطق التي عادت لسيطرتها بصورة ممتازة خدمياً ومعيشياً عبر وسائل إعلامها، وتهتم بها بشكل كبير من خلال إرسال محافظ ريف دمشق ووزراء معنيين بمهمات رسمية إليها لتفقدها وتخديمها بما يحتاج السكان.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة