حمزة فراتي

لا يعتبر الخارج من مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية #داعش بدير الزور آمناً على نفسه، حتى يصل لأقرب مدينة خارجة عن سيطرة التنظيم، #الحسكة مثلاً والتي باتت وجهة مئات الفارين من مناطق الرقة ودير الزور مؤخراً، فالمشي في الطريق التي يربط بين حدود تلك المدينة وبين مناطق #داعش، أشبه بالمشي على سلك شائك يُقطَع بصاحبه في أية لحظة.

كثرة الألغام التي نشرها التنظيم على مداخل ومخارج المدينة من جهة، واستغلال المهربين ومخاطر الطريق من جهة أخرى، جعل كل شخص هارباً من دير الزور، مشروع قتيل برحلة الموت تلك.

يروي حسن علاوي (من دير الزور وأحد الواصلين لمدينة الحسكة) لموقع الحل، عن رحلة مأساته بالوصول، فقال “إن المحافظة على أولادي الذين طلبهم التنظيم للتجنيد الإجباري، إضافة لسياسته المعروفة بالتضييق المستمرة، والاستهداف العشوائي من قبل الطيران الحربي سواء التحالف الدولي أو النظام وحليفه الروسي على المدينة، كل ذلك دفعني للهروب والمخاطرة بالخروج من المنطقة، بأسرع وقت ممكن”.

وأردف العلاوي، “بدأنا المسير بعد أن اتفقت مع أحد المهربين على مبلغ 4500 دولار على كل فرد من عائلتي المؤلفة من زوجتي وأولادي الخمسة، لإخراجنا من مناطق سيطرة التنظيم بدير الزور إلى محافظة الحسكة، لم تكن أوضاعي المادية تسمح بدفع ذلك المبلغ فقد قمت ببيع أثاث منزلي ومساعدة قريب لي من خارج القطر، قمت بتأمين ثمن رحلة الموت التي بدأت بالمسير على الأقدام لمسافة تقدر بأكثر من 10 كم بظروف صعبة جداً، ولا نعلم متى سنصل وهل بالفعل قد نصل، وشعور الخوف يراودني خشية استهدافنا من قبل طيران التحالف الدولي لاعتقاده أننا عناصر من التنظيم، ثم وصلنا إلى منطقة تسمى #وادي_الرمل الذي حوّله داعش لحقل من الألغام تسبب بمقتل العشرات من الهاربين” على حد قوله.

أضاف المصد “بعد يأس وجوع وعطش شديد كاد أن يفتك بنا، وصلنا إلى أحد حواجز قوات الحماية الكردية في قرية رجم الصليبي جنوب مدينة #الشدادي، مكثنا 8 أيام في العراء مع مئات النازحين، حيث تم استهدافنا أكثر من مره بقذائف الهاون من قبل #داعش، والتي أصابت سواتر الحاجز، ونُقلنا بعدها إلى #مخيم_الهول عن طريق سيارات تابعة للمقاتلين الكورد، والذي يوجد فيه عشرات النازحين من أهالي دير الزور فقد بعضهم عدداً من أفراد عائلته نتيجة الألغام المتواجدة في الطريق الترابي”.

كمين #لداعش يفشل خروج 50 مدنياً

 يقول أحمد الخلف (واحد من الذين اعتقلهم التنظيم أثناء محاولته الهرب من ريف دير الزور الغربي ) لموقع الحل “كنا قرابة خمسين شخصاً حيث اتفقنا مع المهرب المسؤول عن رحلة تهريبنا، مقابل 150 ألف ليرة عن كل شخص وضمننا عوائل، بدوره قام بتقسيمنا إلى خمس سيارات، وبعد الانطلاق وقطعنا مسافةً طويلة، وعند اقترابنا من ناحية أبو خشب الواقعة تحت سيطرة #قسد، فوجئنا بكمين لعناصر من التنظيم، قاموا باعتقالنا على الفور ونقلنا شبان ورجال إلى مركز الحسبة بالريف الغربي حيث أخضعنا لدورة شرعية مغلقة مدتها 10 أيام، إضافة لدفعنا غرامة مالية 25 ألف ليرة عن كل شخص، بينما لم نعرف مصير السائقين لأن الجناح الأمني هو من قام بآخذهم، فالتنظيم يقتل أي شخص يساعد بتهريب الناس خارج مناطق سيطرته” على حد قوله.

الموت عطشاً يفتك بالهاربين

 أبو إحسان (أحد أقارب العائلة التي ماتت عطشاً في بادية الميادين) تحدث لموقع الحل، عما حدث معهم، فقال “إن الأوضاع السيئة التي تمر بها مدينة الميادين من قصف مستمر، والذي نتج عنه عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، دفع بعائلة أحد أقربائي بالخروج باتجاه مدينة الحسكة، حيث اتفقوا مع صاحب سيارة أجرة على تهريبهم مقابل مبلغ مالي قدره 400 ألف ليرة، مقابل تهريب رجل وسيدتين وطفلة”.. تابع أبو إحسان “صاحب السيارة (المهرب) قام بإيصالهم إلى منطقة صحراوية، وأخبرهم أنه على بعد 500 متر فقط يوجد حاجز لقوات الحماية الكردية، حيث أنه لا يستطيع الاقتراب أكثر، ثم تركهم، وبدأت العائلة المسير باتجاه الحاجز القريب على حد قول المهرب، ليقطعوا مسافة 30 كيلومتراً بدون ماء تحت شمس حارقة وحر الشديد، في هذه الأثناء لم تستطع الطفلة يمامة التي تبلغ من العمر ثلاثة أعوام مقاومة الطقس فماتت، ثم ولنقص السوائل في الجسد وإصابتها بانهيار عصبي ماتت الأم وهي حامل في الشهر الخامس، وبعدها بقليل نتيجة الصدمة والعطش الشديد توفيت جدة يمامة، حيث بقي والد الطفلة يلفظ أنفاسه الأخيرة لتجده دورية تابعة #لقسد وتم نقله مع الجثث إلى أقرب نقطة سيطرة لهم..

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.