يُعدُّ المصابون بالأمراض المزمنة من أكثر المتضررين الآن في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية #داعش بدير الزور حالياً، فإذا وُجد الأطباء فقدت المعدات، وإن وجدت المعدات فقدت الأدوية.

ويُعرّف المختصون الأمراض المزمنة بأنها “مجموعة من الأمراض التي لا تنتقل عن طريق العدوى، وهي تتطور لدى الشخص في عملية بطيئة وعلى مدار فترة طويلة نسبياً، وتضم هذ الأمراض 4 مجموعات رئيسية، هي أمراض القلب والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وداء السكري”.

ويشير الدكتور أبو منتصر الحسين مدير إحدى المشافي الميدانية بريف دير الزور الشرقي، في حديث خاص للموقع الحل، إلى جملة من المصاعب التي يعانيها أصحاب الأمراض المزمنة الآن، وأهمها الأدوية، وفي مقدمتها أدوية الصرع حيث يؤدي عدم وجودها عند المريض إلى حدوث ما يعرف بـ”نوبات الصرع”، بالإضافة إلى النقص الشديد في الأدوية المثبّطة للمناعة (مرضى زراعة الكِلْية) وعدم وجود هذه الأدوية يعرّض المريض “لرفض نسيجي للكِلْية المزروعة منذ سنوات الزرع وبالتالي تكون النتائج كارثية”.

أضاف المصدر “إن الحصار الذي نعيشه الآن في مناطقنا من قبل التنظيم، ومنعه أي شخص كان ومهما كانت حالته الصحية من الخروج من المنطقة، زاد الوضع مأساوية، فخلال الشهرين الماضيين توفي خمسة أشخاص مصابين بأمراض القلب من ريف دير الزور، نتيجة فقدان أدوية كانوا يستخدمونها بشكل يومي وصعوبة إيصالها للمنطقة وعجز غالبيتهم عن تأمين سعرها”.

أما أبو خالد (60 عاماً) والذي يعاني من مرض #السكر فتحدث لموقع الحل عن مأساته قائلاً إنه يضطر إلى انتظار الدور في المشافي الميدانية بمدينة #البوكمال للحصول على دوائه مجاناً، ويضيف “كل شهر أو شهرين أحصل على علاجي، وفي حال عدم الحصول على الدواء أضطر إلى شرائه بأسعار مرتفعة لكن في الوضع الراهن لم يعد متوفراً كما في السابق .. انتظر والموت بأي لحظة لأنني لم أعد قادراً على تأمين ثمن الدواء”.

تتسبب الأمراض المزمنة بملايين الوفيات سنوياً في الكثير من دول العالم، وتحْدث معظمها في الدول الفقيرة والنامية، وتلعب عدة عوامل دوراً في ارتفاع نسب هذا النوع من الأمراض، مثل غياب التوعية الصحية وضعف التأمين الصحي وعدم كفاية برامج الرعاية الصحية ونقص التنمية وارتفاع معدلات الفقر.

وفي ظل المعارك التي يخوضها التنظيم الآن مع قوات النظام في محيط مدينة دير الزور والتي تنعكس أضرارها سلباً على المدنيين في مناطق سيطرته نتيجة ردّات فعل النظام عليهم متمثلاً بقصف مدفعي وجوي لا يميز فيه بين مشفى أو مستوصف وبين مقر لداعش، بالإضافة إلى الحصار الذي يفرضه على أحياء مدينة الزور والذي توفي نتيجته عشرات من الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، بسبب الصعوبة الفائقة في الحصول على العلاج المناسب وتراجع كل الخدمات الطبية والاجتماعية بداخل تلك الأحياء، فالنظام يشارك التنظيم في الحصار حيث يمنع خروج المرضى إلا بوساطة ودفع مبلغ كبير لأحد الضباط المسؤولين، بحسب يزن الصالح (ممرض بإحدى المشافي الواقعة بمناطق سيطرة النظام).

ويشير الطبيب سليم الحميد (طبيب في داخل أحياء سيطرة التنظيم بالميدنة) إلى معاناة مرضى السرطان والتهاب الكبد الوبائي، ذاكراً أن المشافي في وقت سابق كانت تضطر لترحيل المريض مباشرة إلى #تركيا لمعالجته في المشافي الحكومية هناك، لكن في الوضع الراهن وبعد خسارة التنظيم لمدينة #الموصل فإن “مصير هؤلاء المرضى بات معروفاً للكل في ظل الحصار الراهن الذي نعيشه.. حيث لا دواء”.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.