حمزة فراتي

“الأحياء الأموات” وصف أطلق على المعتقلين في السجون تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، هذا الوصف شاع نظراً لما يتعرض له المعتقلون من أصناف التعذيب الشديد سواء النفسي أو الجسدي، حيث أنهم مغيبون طالما هم موجودون داخل معتقلات وغياهب التنظيم حتى يخرجوا إلى الحياة مرة أخرى إن كتب لهم ذلك.

هم أكثر من يعيشون الألم والمعاناة والوجع في ظل ظروف غاية الصعوبة، فإلى جانب كل ما يتعرضون له بداخل تلك الحجرات المظلمة من شتى أنواع الذل والقهر من قبل داعش، فإنهم معرضون أيضاً للاستهداف العشوائي لهم من قبل مجمل أنواع الطيران الذي يقصف المنطقة كطيران النظام والطيران الروسي وطيران التحالف الدولي.

معتقلون تجاوزت مدة اعتقالهم عامين دون معرفة مصيرهم من قبل ذويهم ولا يعطي التنظيم أية معلومات أو تأكيد بقتلهم أو بقائهم أحياءً، فالانتظار المر مع بصيص أمل صغير هو ما يملكه ذوي أولئك المغيبين.

والدة صلاح الدين عابدين البالغ من العمر 21 عاماً (من ريف #دير_الزور الشرقي) والذي تجاوزت مدة اعتقاله عامين ولايزال، تحدثت لموقع الحل بالقول “ولدى لم يقم بفعل أو جرم يستحق أن أحرم منه كل هذه الفترة، ولا أعلم إن كان على قيد الحياة أو تم قتله، فجرمه بنظر التنظيم أنه يحمل كاميرا ولابتوب، وأنه حاول الهروب باتجاه #تركيا، فهوا مرتد أو كافر لحوزته تلك الأمور ولا يفضل العيش بكنف دولة الخلافة المزعومة، حيث تم اعتقاله في بلدة #الزر على حاجز تابع للتنظيم، بعد أن قام العناصر بتفتيش الركاب كافة فوجدوا معه لابتوب وكاميرا، لينعته أحد العناصر بالكافر ويسحبه مباشرة من السيارة إلى سيارتهم الخاصة، ومنذ تلك اللحظة إلى يومنا هذا لا نعلم عنه شيئاً، لم نفلح بأخذ أية معلومة عنه من أي أحد منهم، ولم نترك وسيلة أو جهة للتواصل لمعرفه مصيره، وكل ذلك باء بالفشل، ولكن ثقتي كبيرة بعودة ابني إلي على الرغم من كل شيء، فأنا أدعوا الله بكل فرض صلاة ليرده إلينا سالماً”.

( ص،ع ) وهو من سكان مدينة #البوكمال ووالد أحد المعتقلين لدى داعش، فضل عدم ذكر اسمه حرصاً على حياة ابنه المعتقل، فحسب آخر خبر وصل إليه في سجن حاجز مدرسة الزراعة بمدينة البوكمال نفسها، ولم يتأكد من مدى دقة هذه المعلومة كونها من أحد عناصر التنظيم الذين فروا مؤخراً نتيجة الأوضاع المتردية التي يعيشها الأخير، “فإن السجن الذي تم احتجاز ابنه به تم استهدافه من قبل طيران التحالف الدولي ولم يخرج منه أحداً على قيد الحياة”.. تابع الوالد: “ابني معتقل منذ قرابة عام، بتهمة التواصل مع جهات غربية، حيث اعتقله التنظيم من مقهى انترنت أثناء تحدثه مع أحد أقربائنا في دولة أوربية، حيث ركبت تهمة له هي العمالة الخارجية بحسب أمنني التنظيم”.

تابع المصدر “ما يجعلني أتمسك قليلاً ببقاء ولدي على قيد الحياة، هو قيام التنظيم بنقل السجون المعروفة من قبل العامة وتبديلها خلال الفترة الأخيرة لتجنب استهدافها من قبل الطيران الحربي وعمليات إنزال التحالف الدولي، فسجن حاجز مدرسة الزراعة من أكثر السجون المعروفة في المدينة”.

عامر خويلد (أحد سكان ريف دير الزور الغربي) وأخ لمعتقل لدى التنظيم منذ قرابة عام ونصف يقول “إن التنظيم قام باعتقال أخي خالد وهو طالب حقوق عند حاجز قرية #التبني أثناء محاولته الدخول لأحياء النظام، حيث قام عناصر الحاجز بشتمه وتوجيه الاتهامات له بأنه مرتد وخائن عندما شاهدوا بطاقته الجامعية، حيث تم نقله إلى نقطة أمنية قريبة من الحاجز، والآن تصلنا أنباء متضاربة حول إعدامه بنفس اللحظة وأنباء أخرى أنه لازال على قيد الحياة، ولا نزال ننتظر إلى يومنا هذا عودته، فوالدتي قد توفت لشده حزنها وعدم تحملها الأخبار المتواردة عن مصير خالد”.

ناشط حقوقي فضل عدم ذكر اسمه أكد أن هناك عدد من السجناء تم توثيق أسمائهم من معتقلي داعش في دير الزور ومنهم “فؤاد الأحمد، وطبيبة الأسنان رؤى ذياب، وشادي الجوالة، وعبد الكريم المحسن وغيرهم الكثيرون.. يعتقد التنظيم أنه يقوم بترهيب السوريين عبر اختطاف واعتقال أبنائهم، وإخفائهم في مصيرٍ مجهول”.

ويطرح الناشط الحقوقي مبادرة برسم دول التحالف وشركائهم على الأرض أن تضمن حياة المعتقلين والمختطفين لدى داعش، و “خصوصاً بعد قيامهم باستهداف مقرات للأخير التي يحتوي بعضها على عشرات المعتقلين المدنيين، آخرها سجن في مدينة الميادين قُتل بداخله عشرات المعتقلين ممن لا ذنب لهم” يختتم المصدر.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.