نشرت صحيفة ذا تايمز تقريراً عن حالات زواج الفتيات السوريات في #تركيا من رجال أتراك متزوجين مسبقاً من تركيات. وعن مجريات تلك الزيجات ومصير الفتيات، حيث كتب لويز كالاغان تقريراً مستشهداً ببعض المطلعين على مثل تلك العمليات، حيث يتزوج المسن التركي فتاة سورية صغيرة السن كزوجة ثانية ليعاشرها بضعة أشهر من ثم يتخلى عنها، لتواجه مستقبلها المدمر لوحدها أو مع عائلتها فكتب في بداية تقريره:

“جاء المسن التركي إلى الخطّاب السوري سارداً المواصفات التي يرغبها في زوجته الثانية: يجب أن تكون ذات عينين خضراوين، طويلة القامة وبيضاء البشرة ولا تزيد عن عمر السابعة عشر. وصرّح بأنه دفّيع.. فهو مستعد لدفع أكثر من ألفي جنيه إسترليني إذا ما حصل على العروس المرغوبة.. لكنه لم يخطط للبقاء متزوجاً فترة طويلة، فهو مثل العديد من الرجال الأتراك الذين يبتاعون مراهقات سوريات من اللاجئات في بلادهم كزوجة ثانية، وعندما يشعرون بالتعب منها يطلقونها ببساطة”.

وعن طبيعة عملهم، يقول الخطّاب محمد أبو جعفر والذي يتواجد في فندق على الحدود التركية السورية: “الرجل يريد أن يقضي وقتاً ممتعاً، وعائلة العروس تريد المال، بهذا الشكل يتم عملنا”.

يعيش حوالي 3 مليون لاجئ سوري في تركيا إثر ست سنوات من رحى الحرب الأهلية الدائرة. فالكثيرين ليس لديهم الحق في العمل من أجل الحصول على سكن. فتتحول بعض العائلات مثل أبو جعفر إلى وسطاء مختصين في الزواج، حيث يزوجون بناتهم إلى أتراك كزوجة ثانية مقابل مهر لا يزيد عن 1200 جنيه إسترليني، وفق ما يرد.

وبحسب أبو جعفر: “إذا كانت الفتاة جميلة جداً، يمكن للخاطب أن يدفع 2500 جنيه إسترليني لها”. وأضاف إن أصغر عملية زواج سمع بها كانت من فتاة بعمر الثالثة عشر.

يذكر أن تعدد الزوجات في تركيا غير قانوني كما لا تعترف بها النقابات قانوناً، ما يحرم النساء من حقوقهن ومن الحماية القانونية. كما أن أغلب هذه الزيجات تبقى طي الكتمان حيث توضع العروس الجديدة في شقة منفصلة بعيدة عن أسرة الزوج. وتنتهي معظم هذه الزيجات بهروب الفتيات أو بالتخلي عنهن من قبل الزوج.

إحدى ضحايا هذا النوع من الزواج تروي للصحيفة تجربتها فتقول نور البالغة من العمر 23 عاماً إن زوجها لم يخدعها فقط بزواج مزيف، إنما خدعها أيضاً في مستقبلها الجديد الذي رسمته لها ولعائلتها في #كندا، بالإضافة إلى فشلها في الحصول على علاجٍ طبي لمكافحة إصابتها بالعمى.

فقد قُدّمت إلى رجل تركي شاب بشكل سريع ومستعجل حيث وعد بأن يتزوجها. قالت بأنها أحبته، كما أنه أحبها. كان والداها بحاجة ماسة إلى تزويجها لأنهم قلقون بشأنها كونها امرأة عزباء فقال والدها: “رأينا كيف ينظر الرجال إليها في الشارع وأدركنا أنه من الواجب رحيلها، ومن الجيد أنها وصلت إلى رجل تركي”.

تلقت عائلة نور أخباراً بأنهم وابنتهم نور حصلوا على اللجوء في كندا، لكنهم رفضوه بسبب زواج ابنتهم.

أصّر زوج نور على إقامة حفل زفاف على الطريقة الإسلامية وليس بحسب إجراءات البلدية حيث لن يكون ملتزماً أمام القانون بزوجته، في حين وعد بإتمام ومعالجة الأوراق القانونية بمجرد أن يقيم الزوجان في منزل الزوجية الجديد في العاصمة #أنقرة، لكنها سرعان ما وجدت نفسها حبيسة المنزل وتتعرض للمعاملة السيئة والضرب من حماتها حيث تمنعها من الاستحمام أو التحدث إلى عائلتها.

كان زوجها قد وعدها أيضاً بإيجاد سبيل لعلاج قرنية عينها المشوهة والتي قد تعرضها لفقدان البصر في أي لحظة، ولكن بعيداً عن علاجها الطبي، فقد تعب منها الزوج بعد بضعة أشهر من الزواج وأرسلها إلى بيت أبيها. حلم كندا ذهب في مهب الريح كما أن عينها الزرقاء اليمنى منتفخة ومن حال سيء إلى أسوأ.

عن تلك التجربة تقول نور: “لا أعرف حتى الآن ما إذا كان يريد الزواج مني لفترة طويلة وقد غيّر رأيه لاحقاً، أم أنه منذ البداية كان ينوي الزواج لبضعة أشهر فقط”. وتضيف: “أنا أفكر بذلك باستمرار، لكني على يقين أنني لن أتزوج ثانية بعد الآن”.

وبالرغم من إدراك بعض الزوجات اللاتي يتزوجن كزوجة ثانية يدركن أن زواجهن سوف يكون قصير الأمد، بل وربما يتزوجن أكثر من مرة من أجل كسب المال ومساعدة عائلاتهن، إلا أن الكثيرات مثل نور يعتقدن أنه زواج الدهر كما يعرف.

أما عن رأي أبو جعفر بهذه الزيجات فيقول مستهجناً: “معظم الرجال كاذبون،  يقولون إنهم أغنياء وبأن هذا الزواج أبدي”، ويضيف: “أعتقد أن أغلب البنات يصدقونهم، لكن سرعان ما يكتشفن أن أزواجهن ليسوا أغنياء جداً، كما أعتقد أن 50 % منهن يتعرضن للضرب”.

وبسبب طبيعة هذه الزيجات السرية، لا يكشف إلا عن القليل من حجم هذه الممارسات. لكن المنظمات غير الحكومية العاملة في المناطق الحدودية التركية مع سوريا تقول إنها منتشرة بين المجتمعات السورية الفقيرة ومخيمات اللاجئين بشكل خاص.

أما أبو جعفر الذي استخدم اسماً مستعاراً وطلب عدم الكشف عن هويته فقال: “إن مثل هذا النوع من الزواج يتم من رجال أتراك عادةً ما يكونون بسن يقارب الـ 40 عاماً من العمر، يرغبون بالزواج من فتاة سورية يتراوح عمرها بين الـ 15 والـ 25. ولا يهم ما إذا كانت تتكلم التركية أم لا، المهم فقط كيف تبدو”.

وبمجرد التخلص من أزواجهن، تعود بعض النساء إلى ديارهن، في حين ترفض بعض الأسر عودتهن فلا يبقى ليدهن خياراً سوى اللجوء إلى العمل الجنسي.

ووصف أحد العاملين في المنظمات غير الحكومية السورية في تركيا الأمر رافضاً الكشف عن هويته بالقول: “إنها مشكلة كبيرة” وأضاف: “تشعر الفتيات في بعض الأحيان بالكثير من العار، فيقررن عدم العودة إلى منزل ذويهم. يتجهن إلى الملاهي الليلية لكسب المال من الرجال هناك.. فيصبحن تائهات”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.