حمزة فراتي

حصار خناق يعيشه المدنيون في مناطق سيطرة #داعش في محافظة #دير_الزور، في ظل إجبارهم من قبل التنظيم على البقاء في المنطقة، وعدم السماح لهم بالخروج مطلقاً، فالتنظيم أصدر قرار تضمن قتل كل شخص يحاول الهروب خارج حدود سيطرته، في ظل الهجمة “الصليبة” التي يتعرض لها وفق وصفه فيما يستمر القصف من قبل مختلف أسلحة طيران القوى المعادية للتنظيم.

كل ما سبق فرض على أهالي المنطقة حصاراً قاتلاً ومصيراً مجهولاً بانتظارهم، في ظل الخسارات المتتالية التي تلقاها التنظيم سواء بفقدانه لمدينة #الموصل المعقل لأهم لديه في العراق، وخساراته لأجزاء كبيرة من مدينة #الرقة عاصمة التنظيم في سوريا، إضافة للصفعة الأخيرة التي تلقاها التنظيم من النظام السوري والمتمثلة بكسر الحصار الذي فرضه التنظيم لثلاثة أعوام متتالية على مناطق النظام في مدينة دير الزور، فالنظام السوري تمكن من تحقيق تقدم باتجاه القرى المحاذية للمطار العسكري وأيضاً غربي المدينة على مقربة من اللواء 137.

عن ذلك تحدث محمد علي من سكان مدينة الميادين لموقع الحل قائلاً “إن الوضع الراهن الذي نعيشه في المدينة، من قتل يومي نتيجة القصف العشوائي الذي لا يميز بين أحد، وقطع الطرق من قبل التنظيم باتجاه جميع الطرق باتجاه المدن السورية الأخرى.. وضعنا بات شبيهاً لما عاناه قاطنو أحياء النظام في المدينة أثناء حصار التنظيم لهم، فكل شيء بات مفقوداً، وإن وجد فبعشرة أضعاف سعره، والتنظيم يمنعنا من مغادرة المنطقة تحت طائلة العقوبة التي وصلت للقتل، والجوع بدأ يفتك بالبعض، وبوادر كارثة إنسانية ستحل بالمنطقة في الأيام المقبلة بدأت تظهر” على حد تعبيره.

وأضاف المصدر “إن لتحرير مدينة الموصل العراقية أثر سلبي علينا نحن قاطني أحياء سيطرة التنظيم من الناحية الطبية وخصوصاً ذوي الأمراض المزمنة كمرضى القلب والكلى والسرطان، فقد كانت المدينة وجهتهم للعلاج، لتوافر مستلزماتهم العلاجية بها، فمشافيها كانت مجهزة بشكل جيد وتقدم الأدوية اللازمة لهم، وهذا سبب كاف ليمنع به التنظيم أي مريض من الذهاب خارج مناطقه للعلاج”.

دمار منتظر

يتلقف الأهالي أخبار التحركات العسكرية للفصائل المعارضة للتنظيم في ظل ما يجري من تسارع للأحداث بالمنطقة، بحذر، ويعتبر أبو عمر وهو مدرّس سابق ومالك أحد البقاليات في ريف دير الزور الشرقي، أنه “بات من شبه المؤكد أن تتزعم قوات النظام والمليشيات الموالية لها، الهجوم البري على المنطقة من جهة الشامية في ظل التصعيد الجوي من قبل الطيران الحربي النظامي وحليفه الروسي، وسيطرته على أماكن حساسة بالقرب من المطار العسكري كانت تحت سطيرة التنظيم”.

“بينما تترأس الهجوم البري الآخر، من جهة الجزيرة، قوات سوريا الديمقراطية #قسد والمدعومة دولياً من التحالف، ومجملاً فالجميع هنا يتحدث عن الحرب ودمار منتظر “.

ويقول صالح جاسر، أحد ناشطي مدينة ديرالزور، “نحن وقود هذه الحرب التي بدأت عواقبها تظهر على وجوه الأهالي وفي حياتهم”.

 مصير مجهول ينتظر أهالي ريف ديرالزور

 ارتفعت الأسعار ضمن مناطق سيطرة التنظيم إلى عشرة أضعاف، بحسب صالح، بينما لجأ الأهالي إلى تخزين بعض المواد خوفًا من الأيام القادمة، في حين هرب المئات من الشباب والعائلات، بعد فرض التنظيم قرار التجنيد الإجباري، وإرغامهم على حمل السلاح إلى جانبه.. “ننتظر بطوابير طويلة كل يوم على أبواب الحسبة، علنا نأخذ إذنًا للخروج من المدينة التي باتت بمثابة قبر ندفن به يومياً نحنا وعوائلنا، بينما يحاول العديد من الشبان وبعض العائلات استخدام طرق تهريب، للحصول على فرصة الخلاص من هذا الجحيم”.

صوت خافت لمتابعة مايجري للنمفة

أحاديث سرية في “عاصمة الخلافة” عن الرابح والخاسر، وتحليل لما يجري وما سينتج عنه، يوازيه في المقابل حشد مستمر من قبل التنظيم، كما وصف مصعب الخلوف (من سكان ريف دير الزور الغربي) حيث يستخدم التنظيم جميع وسائله فهو يحاول حشد الناس عبر المنابر والوسائل الإعلامية التي يمتلكها معتمدًا على التحريض الديني والعرقي “بشكل متقن”، وفق الخلوف، الذي اعتبر أن إعلام التنظيم “بات رائجًا بين الأهالي حاليًا، إذ تنتشر لافتات التنظيم، ويصل خطابه إلى كل بيت عبر أثير إذاعة البيان التي يمتلكها التنظيم”.

سمير الموسى (من سكان أحياء سيطرة التنظيم في المدينة)، أوضح أن التنظيم “يحاصر الأهالي ويمنع كل ما يبث ضده، ولهذا السبب منعت أجهزة الستالايت”، لافتاً إلى أن الأهالي يعتمدون على موجات الراديو المتابعة للأخبار التي تتعلق بمدينتهم التي أصبحت حديث وسائل الإعلام بالفترة الأخيرة “ولكن بصوت خافت “.

يرى سمير، أن الأهالي سيعيشون “سيناريو معارك مدينة الموصل العراقية” أي الدخول في حالة قتال شوارع، ما “سيتسب بكوارث للمنطقة” على حد تعبيره.

يضم ريف دير الزور، آلاف العائلات النازحة، فضلًا عمن بقي من سكانها، وأوضح (ط.ع) أن “تكتيكات التنظيم زادت من فزع الأهالي خشية استخدامهم دروعاً بشرية، حيث يتوزع عناصر التنظيم في جميع أحياء المنطقة، ووزعوا آلياتهم وذخائرهم بين المناطق والمدنيين بشكل متعمد ومنظم”.

زيادة الخسائر البشرية سيكون في مصلحة التنظيم، كما يؤكد (ط.ع)، “إذ سيستخدمها في توسيع قاعدته الشعبية وزيادة التعاطف معه، وهذا ما سيحقق له مكاسب من وجه نظره”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.