نزار حسن

مرحلة الانحسار والتراجع هي المرحلة الحالية التي يمر بها تنظيم الدولة الإسلامية #داعش في #سوريا وخصوصاً مع خسارته لمناطق شاسعة كانت تحت سيطرته، وآخرها فقدانه حوالي 80 % من مدينة #الرقة التي جعل منها عاصمة له.

ولّد تراجع التنظيم شروخاً كثيرةً في بنيته أهمها الانشقاقات المتتالية لقادة وأمراء، منهم من كان لهم ثقلهم في التنظيم، الأمر الذي دفعه بإصدار أمر بقتل أي شخص يحاول الفرار من مناطق سيطرته بالرقة مهما كان منصبه ونفوذه.

وقال يحيى الحاج محمد (أحد سكان أحياء سيطرة التنظيم بمدينة الرقة) لموقع الحل، إن التنظيم “تمكن عبر راصديه (مخبريه) من إلقاء القبض على أبو خزيمة التونسي (مسؤول أمني) ومعه 7 عناصر من الجنسية التونسية، كانوا يخططون للفرار باتجاه الحدود التركية، بعد يأسهم من الوضع الحالي، وتقدم قوات سوريا الديمقراطية #قسد وسيطرتها على أجزاء واسعة من المدينة، بل وباتت على وشك السيطرة عليها بالكامل، حيث قامت دورية تابعه للتنظيم باعتقالهم، من منزل أبو خزيمة في نفس الليلة التي كان من المقرر خروجهم فيها، حيث تم إعدامهم في صباح اليوم التالي، على مرأى من بعض الأهالي الذي لا زالوا متواجدين في المنطقة، وبحضور عدداً كبيراً من عناصر الدواوين كافة “، على حد قوله.

وأضاف المصدر إن قاضي المحكمة الشرعية التابعة لتنظيم #داعش في الرقة، أصدر خلال الفترة الأخيرة، والتي يعيش خلالها الأخير معركته الآنية مع قسد، حكماً بالقتل الفوري لأي منتسب له، يتم اعتقاله متلبساً في محاولة منه الهرب خارج حدود سيطرته، على حد تعبيره.

وهذا ما حدث مع أبو دجانة التدمري، وهو مسؤول أمني في المدينة، وهو سوري الجنسية، حيث قام التنظيم بإعدامه في أرضه، أثناء محاولته الخروج من حي (المشلب) قبيل سقوطه بوقت قصير بيد قوات سوريا الديمقراطية، حيث كان برفقته عنصران، وبحوزتهم مبالغ مالية كبيرة تجاوزت 50 ألف #دولار، بحسب المصدر ذاته.

وأشار حاج محمد، أن قرار الإعدام لم يشمل عناصر التنظيم فحسب، بل تعدّاه إلى من يقوم بتسهيل أمورهم في الخروج من المنطقة (المهربين)، حيث قام الجهاز الأمني التابع للتنظيم، بإلقاء القبض على ثلاثة مهربين، أثناء تواجدهم وسياراتهم في حي الرشيد، في محاولة منهم تهريب أربعة عائلات لقادة من التنظيم، باتجاه مناطق ريف حلب الشمالي، حيث تم قتلهم على الفور، بداخل سياراتهم، بحسب المصدر.

وأضاف المصدر إن التنظيم قام بإلقاء القبض على أحد المهربين الذين يقومون بتهريب عناصره مقابل مبالغ مالية طائلة خارج مدينة الرقة، واعترف المهرب على أبو البراء الأنصاري (أمير مجموعة اقتحام) وعدة عناصر في التنظيم يتعاملون معه، حيث قام الأخير باعتقالهم جميعاً على الفور، وتم تنفيذ حكم الإعدام بهم رمياً بالرصاص.

وأكد المصدر، أن الهدف من عمليات الإعدام والقتل، التي ينفذها التنظيم بشكل شبه يومي، أمام العامة هو التخفيف من عمليات الاستسلام والانشقاق والفرار بأعداد ليست قليلة من المعارك الأخيرة بين صفوف عناصرها، على حد تعبيره.

إعدامات لعناصر داعش بريف الرقة

بالنسبة للإعدامات بريف المدينة، قال جاسم العلي (ناشط إعلامي من ريف مدينة الرقة) لموقع الحل، إن التنظيم أعدم 8 من عناصره من جنسيات مختلفة، بتهمة “التولي يوم الزحف” إضافة لنيتهم الفرار باتجاه الأراضي التركية، مشيراً إلى أن الأخير قام بإعدام أكثر من 20 عنصراً وقيادياً للتنظيم في المدينة، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد اعترافهم بمحاولة الفرار من المدينة إثر اقتراب قسد من السيطرة عليها

أضاف المصدر، إن التنظيم يسعى لإرعاب مقاتليه وإجبارهم على الثبات في مواقعهم رغم الخلافات والنزاعات بين قيادات التنظيم نتيجة لنقص في الغذاء والعتاد من جهة وتواصل تقدم قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى حيث بسط الأخير سيطرته على ما يقارب 80 % من مساحة مدينة الرقة، على حد وصفه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.