حمزة فراتي

ازدادت عمليات الانشقاقات والهروب بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، نتيجة الوضع الذي يمر فيه التنظيم حالياً من خسارات متتالية في #الرقة من جهة وفي #دير_الزور من جهة أخرى، بل ووصلت عمليات الانشقاقات لمرحلة متقدمة، حيث أصبحت تلك العمليات تتم بإشراف مباشر من بعض عناصره الذين لايزالون تحت سيطرته، وذلك مقابل مبالغ كبيرة، يدفعها العنصر الذي يريد الهروب، بحسب مكانته ومنصبه.

بعض من الهاربين تم اعتقالهم في مناطق الشمال السوري، على يد فصائل معارضة للتنظيم، وأثناء التحقيق معهم اعترفوا، بأنهم استطاعوا الخروج من دير الزور أو الرقة، بتنسيق مع عناصر من التنظيم نفسه، بعد دفعهم مبالغ مالية تراوحت بين 2000-4000 آلاف دولار.

وتحدث قصي العلي (من أبناء دير الزور وهو مقاتل بفصيل معارض لداعش في مدينة إعزاز) لموقع الحل، إنه خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الحالي، تم اعتقال أكثر من ثمانية عناصر للتنظيم قادمين من دير الزور، آخرهم ثلاثة من ذوي الجنسية المغربية، كانوا يحملون هويات شخصية مزورة على أنهم من مدينة #البوكمال، ولكن لهجتهم ووجود عناصر من مدينة البوكمال على الحاجز، وتحت الضغط والتهديد، اعترفوا مباشرة أنهم من المغرب، وهربوا من دير الزور بعد دفعهم مبلغ 6 آلاف دولار لأبو حفص الكويتي (عنصر في الحسبة بمدينة #الميادين) الذي سهل أمر خروجهم بواسطة سمسار آخر من المنطقة نفسها، حيث تكفل بطريقة خروجهم كونه من أبناء المنطقة وعلى دراية تامة، بكافة مداخل ومخارج المدينة، على حد قول المصدر.

وتابع العلي، “إن عناصر أخرى من التنظيم (مهاجرون وأنصار) شغل بعضهم مناصب كبرى، تمكنوا من اجتياز كافة الحواجز، وصولاً لتركيا، وذلك بتسهيلات كبيرة قُدمت لهم سواء من عناصر في التنظيم نفسه إن كان في الرقة أو في دير الزور مقابل مبالغ مالية كبيرة، أو في مناطق سيطرتنا نحن أيضاً، حيث يوجد تواطئ كبير من قادة الفصائل والعناصر في الشمال السوري كافة، والذين وجدوا مورد رزق كبير لهم في عمليات التهريب تلك، متناسيين السجل الإجرامي لهؤلاء أثناء تواجدهم تحت سلطة التنظيم في مناطقنا، حيث كانوا سبباً كبيراً بمأساة أهالينا الآن، إن كان في الرقة أو في دير الزور” على حد تعبيره.

الطبيب نصر الشمري المعروف بـ “جحجاح” من ناحية البصيرة بريف دير الزور الشرقي، كان آخر أولئك، حيث هرب أيضاً بعد قيامه بدفع مبلغ تجاوز 10000 آلاف دولار توزعت بين سماسرة التنظيم نفسه بدير الزور وبين عناصر قوات معارضة بمدينة إعزاز، “فقد نسي هؤلاء أن الشمري كان أحد أخطر أمنيي التنظيم في المجال الطبي، وشقيقاه الذين شاركا بحرب الإبادة التي حصلت في الشعيطات، ويمتلك كل منهم سبية أيزيدية، وصهراه من الجنسية التونسية، ويشغل أحدهما منصب أمير الركاز والآخر منصب أمير عسكري بأحد قطاعات المطار، بالإضافة إلى والده الذي يعد من كبار أمنني التنظيم في المنطقة” بحسب العلي.

آراء متضاربة لعناصر داعش تجاه من استطاع الهرب منهم

يرى بعض من عناصر التنظيم الذين لا زالوا في مناطق سيطرته، أن هروب أي عنصر من أراضي سيطرة التنظيم في الوقت الحالي، هو خيانة عظمى يستحق القتل عليها، فمن وجهة نظرهم أن التنظيم هو الممثل الشرعي والوحيد لدين الإسلام، وعقوبة كل معارض له وكل عنصر هرب أو يحاول الهرب هو ومن ساعده في ذلك، هو القتل ذبحاً، على مرأى الجميع ليكونوا عبرة لغيرهم من الخونة وفق ما يرد عبر وسائل إعلام التنظيم.

بينما يرى البعض الآخر منهم، أنهم قد تورطوا في جرائم قتل ونهب بحق المدنيين غالبيتها وثقت بفيديوهات، إضافة لأسمائهم وصورهم المنتشرة والمعممة على كافة الحواجز أو في البلدان الأخرى، وأن خروجهم أشبه بالمستحيل، وبعض منهم اعتبر خروجه من المنطقة هو بمثابة الانتحار والتهلكة وخاصة العناصر من جنسيات مختلفة، والذي اقترن بقائهم واستمرارهم أحياء ببقاء التنظيم واستمراريته، بحسب عبد الرحمن الموسى (أحد سكان مدينة الميادين وقريب لأحد عناصر التنظيم).

يقول الموسى “إن أمنني التنظيم اعتقلوا أربعة عناصر في مدينة العشارة بينهم أبو العبد الأنصاري، أثناء اجتماعهم في بيت الأخير، للخروج من المنطقة، حيث قام أحد من أقربائه بالوشاية عليهم للأمنيين، الذي داهموا المنزل أثناء قيامهم بالتجهيز للهروب، وبعد التحقيق معهم، اعترف أبو العبد (من سكان مدينة العشارة) عن قيام المدعو أبو لقمان المغربي في جهاز الحسبة بمدينة الميادين (مغربي الجنسية وزوجته من المدينة ذاتها)، بأخذ مبلغ مالي منه قدره 2000 دولار مقابل إعطائهم إذن للخروج بحجة الذهاب لمدينة الرقة، وتم تنفيذ حكم الإعدام بحق العناصر الأربعة، بينما لاذ أبو لقمان بالفرار عند سماعه بخبر اعتقالهم، حيث وضع التنظيم مكافأة مالية، لأي شخص يدلي بمعلومة عنه أو عن مكان تواجده”.

ولفت الموسى إلى أن “عناصر التنظيم فقدوا السيطرة والقيادة، بسبب مقتل أغلب قادتهم بضربات طيران #التحالف_الدولي أو  اعتقالهم بالإنزالات التي يقوم فيها الأخير بشكل متكرر في المنطقة”، مشيراً إلى أن “أغلب العناصر المحلية التي انتمت للتنظيم في أوج ظهوره، اختفت وتوجهت إلى الشمال السوري ومن ثم هربت إلى تركيا”.

ولفت المصدر إلى أن “الدواعش تركوا مقراتهم المكشوفة ويتنقلون بين البيوت، بعد الاستيلاء عليها بحجة خروج أهلها منها، لجعلها مقرات انتقالية لهم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.