في الواشنطن بوست: كيف تحاول إسرائيل جذب قلوب السوريين على الحدود؟ وكيف تؤسس منطقة آمنة؟

في الواشنطن بوست: كيف تحاول إسرائيل جذب قلوب السوريين على الحدود؟ وكيف تؤسس منطقة آمنة؟

“تعاطفت #إسرائيل مع السوريين المقيمين بالقرب من حدودها خلال الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم، فاستقبلت الجرحى والمصابين لتلقي العلاج، فتطور الأمر بها إلى إرسال مساعدات مادية شهرية بالإضافة إلى المواد الغذائية واللباس. واليوم تستقبل المرضى من الأطفال أيضاً، كل ذلك تحت غطاء ما سمته برنامج (الجوار الصالح)، وفي سبيل كسب ود الأهالي المقيمين على الجانب السوري من هضبة #الجولان وخلق منطقة عازلة آمنة بين الجماعات المسلحة وإسرائيل.. فيبقى #حزب_الله اللبناني العدو الأول لإسرائيل بعيداً عن حدودها”.. بهذا تفتتح الواشنطن بوست تقريرها عن “الجوار الصالح” وأهدافه والذي أعده لوفيداي موريس وتحدث فيه عن مجريات الأمور عبر الحدود بين السوريين وإسرائيل وعن الأهداف الضمنية لهذا التودد فكتب:

“إنها الرابعة والنصف صباحاً في مرتفعات الجولان عندما يبدأ الأطفال السوريون المرضى وأمهاتهم بالعبور إلى إسرائيل. هناك طفلة بعمر السنة تعاني من الحول في عينيها، وآخر بعمر السنتين مصاب بعيب خلقي يمنعه عن المشي. وتعاني عائلة طفلة بعمر الـ 12 سنة من القلق بشأن عدم نموها، وطفل لديه طفح جلدي، وآخر مصاب بسعال حاد..

يخرج الأطفال المرضى أسبوعياً ضمن مجموعات يتم تفتيشها قبل الدخول إلى إسرائيل. حيث يُسمح لهم بالدخول في إطار برنامج الجوار الصالح، الذي بدأ أولاً في معالجة المقاتلين والمدنيين المصابين خلال الأيام الأولى للحرب الأهلية في بلادهم، لكنه توسع ليصبح أكثر تعقيداً، حيث يتم إرسال الوقود والمواد الغذائية والإمدادات إلى سوريا”.

ويركز المسؤولون الإسرائيليون وفق التقرير على الجانب الإنساني للبرنامج، لكن الهدف الرئيسي من هذا البرنامج هو “إنشاء منطقة ودية داخل سوريا لتكون بمثابة حصن ضد حزب الله الشيعي اللبناني والعدو لإسرائيل”.

تابعت إسرائيل بقلق شديد اتخاذ الأسد اليد العليا في الحرب السورية مساندة حزب الله وإيران اللذين يبنيان وجودهما عبر الحدود.. لكن تسيطر الجماعات المتمردة السنية في الوقت الراهن، على الأقل على الجانب السوري من حدود الـ 45 ميل بين البلدين، وتأمل إسرائيل أن تبقيها على هذا النحو وفق ما يرد.

وعن بداية عمليات إسعاف المصابين قال الجنرال إيلي بن مير، رئيس قسم البحث والتحليل في قوات المخابرات التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي: “كانت العملية أولاً تتعلق بالجانب الأخلاقي. أصيب الناس بجراح على الجانب الآخر من الحدود، جاؤوا إلى حدودنا وكانوا على وشك الموت”. وأضاف: “ثم أدت المساعدات إلى الكثير من الأمور الأخرى”.

وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن بداية عمليات المساعدة كانت عام 2013، وأن إسرائيل قدمت الخدمات الطبية لأكثر من 3000 سوري مصاب حتى الآن، وأن العدد في تزايد مستمر بالرغم من وجود طبيب سورياً على الجانب الآخر من الحدود.

ومع استمرار القتال على طول الحدود، بدأت إسرائيل بتقديم الرعاية الطبية لأمراض أكثر روتينية، حيث تم نقل أكثر من 600 طفل سوري إلى المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج خلال العام الماضي.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن إسرائيل نقلت 360 طناً من المواد الغذائية، وحوالي 120000 غالون من البنزين و50 طناً من الملابس وكميات كبيرة من العقاقير والأدوية، فضلاً عن المولدات الكهربائية وأنابيب المياه ومواد البناء.

وبحسب بن مير، “كان يتوجب على إسرائيل إثبات وجودها إلى جانب الجماعات المتواجدة على حدودها من الجانب السوري، وإلا لكان غيرهم قام بتلك المهمة. مؤكداً أن الجانب الإنساني هو ما دفعهم لتقديم هذه المساعدات، وأضاف أنها سرعان ما تضخمت وتوسعت أكثر حيث كان لا بد من أن تجذب قلوبهم وعقولهم”.

رسمياً، حافظت إسرائيل على موقفٍ محايد حيال الحرب في سوريا، لكنها تدخلت بطريقة تخدم مصالحها وتحميها. وطوال فترة الصراع نُسبت الاغتيالات والغارات الجوية في سوريا إلى إسرائيل، في حين نادراً ما اعترفت الحكومة الإسرائيلية بها علناً.

ووفق التقرير “يشبه هذا البرنامج ما قدمته إسرائيل للبنانيين خلال الحرب الأهلية الدائرة عام 1975، حيث أكد آنذاك وزير الدفاع شيمون بيريز على الجانب الإنساني حيث قدمت إسرائيل المساعدات للاجئين اللبنانيين وأرسلت مساعدات إلى جنوب البلاد بدون وجود أية قيود”.

وعلى عكس الدول المجاورة لسوريا، فإن إسرائيل لم تستقبل لاجئين، بالرغم من أنها وافقت مؤخراً على قبول 100 يتيم سوري. جدير بالذكر أن إسرائيل في حالة حرب مع جارتها الشمالية منذ حوالي 70 عاماً.

تستقل عائلات الأطفال المرضى حافلة لنقلهم إلى مستشفى تقع على ضفاف بحيرة طبرية في رحلة تستغرق حوالي ساعة. وبحسب ما ذكره موظفون في المستشفى فإن المرضى السوريين لهم الأولوية.

بعد إجراء الفحوصات، يبقى الأطفال في المستشفى إلى حين حلول المساء لبدء رحلة العودة. ومن كان منهم بحاجة إلى الرعاية الصحية يبقى فترة أطول.

“كنت مترددة في بدء الأمر من المجيء إلى إسرائيل”، قالت والدة الطفلة التي تأمل أن يتمكن الأطباء الإسرائيليون من معالجة حول ابنتها، وأضافت: “لا يمكننا الحصول على العلاج إلا في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهذا أمر خطير جداً. ففي عائلتي شهداء وسجناء، وكل من أخي وأبي مطلوبان”.

وكانت فتاة تبلغ السابعة من العمر في رحلتها الثالثة إلى إسرائيل لتلقي العلاج بشأن مشاكل ناجمة عن غارة جوية أودت بحياة شقيقها التوأم قبل ثلاثة أعوام. وقالت والدتها أن أحد القادة المحليين نصحها بالذهاب إلى إسرائيل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.