حمزة فراتي

تتصدر محافظة #دير_الزور في الوقت الحالي المشهد الإعلامي، وسط تسابق أطراف عديدة للسيطرة عليها، في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية #داعش، وعلى أرض الواقع تبرز بوادر خلاف بين الأطراف  في تقدمها باتجاه السيطرة على مناطق دير الزور، فمن جهة جيش النظام السوري وداعميه في #موسكو و #طهران، ومن جهة أخرى القوى قوات سوريا الديموقراطية بمكونها الكردي الأساسي (وحدات حماية الشعب) وداعميها في #واشنطن. وفي بات مدنيو المحافظة ضحية بين تلك الأطراف وتحت سيطرة داعش الذي يواصل انتهاكاته بحقهم.

تعتبر معركة دير الزور بالمقاييس العسكرية والجغرافية والاقتصادية أكبلا المعارك على أرض سوريا اليوم، حيث  لا تكمن أهميتها في كونها المعركة الرئيسية ضد #داعش في سوريا فحسب، بل لخصوصية المحافظة والتعقيدات المرافقة للعملية العسكرية فيها، بحسب توفيق العبدالله (ناشط من مدينة ديرالزور) “جميع الأطراف هدفها واحد، وهو السيطرة على المحافظة التي لُقبت بخزان الثروات الباطنية والطبيعية” على حد وصفه.

خصوصية المحافظة

تقع دیر الزور على بعد 450 كيلومتراً من العاصمة #دمشق، وتأتي في المرتبة الثانية كأكبر المحافظات السورية في المساحة بعد حمص، إذ تبلغ مساحتها نحو 33 كيلومتراً مربعاً، وتشكل 17% من مساحة سوريا.

ولا تقتصر أهميتها الجغرافية على الداخل السوري فحسب، فهي ملاصقة لمحافظتين عراقيتين (نينوى والأنبار)، الأمر الذي يضفي عليها أهمية كبرى، إذ أنها المعبر الجغرافي الأهم بين سوريا و #العراق.

يضاف إلى ذلك الثروات الطبيعية في المحافظة من الزراعة (القمح والقطن والسمسم، إلى الثروة الملحية في منجم التبني)، وكذلك الثروة النفطية (حقول العمر والتنك والجفرة والورد والتيم والتي تعد من أكبر حقول النفط في سوريا)، فضلاً عن محطات النفط (T2 والخراطة) ومعامل الغاز.

فرضية التفاهم الروسي ـ الأمريكي بخصوص تقسيم المحافظة

وتحدث “ت، ع” (عقيد من دير الزور ومنشق عن قوات النظام سابقاً رفض الكشف عن اسمه لتواجده في مناطق سيطرة التنظيم بالمدينة)، لموقع الحل عن التقدم الذي أحرزته الأطراف في عموم المنطقة فقال “على الصعيد العسكري لا يزال وضع دير الزور يميل حالياً إلى فرضية التفاهم الروسي الأمريكي حول توزيع مناطق النفوذ والسيطرة غير المعلنة بشكل رسمي، ما يبقي شرق نهر الفرات تحت النفوذ الأمريكي، وغربه تحت النفوذ الروسي. على خلاف ما قام فيه الأخير من عبوره النهر وسيطرته على قرى هناك” على حد قوله.

وأما ميدانياً، فبعد كسر الحصار عن مدينة دير الزور، وتمكن قوات النظام والميليشيات الرديفة من الوصول إلى حامية المطار العسكري بعد يومين من إعلانها معركة “وثبة الأسد” التي أشرف عليها مباشرة قائد الفرقة 17 في جيش النظام، اللواء حسن محمد، تقدمت القوات المهاجمة أيضاً، على محوري هجوم، الأول من أطراف حي الصناعة ومنطقة الجرية، وهو المحور القريب للمطار، والمحاذي لجبل الثردة.

اكتفت مدفعية النظام وراجمات صواريخه، بتركيز التغطية النارية على جبل ثردة، ليتمكن مقاتلوه من كسر الحصار عنه، وفتح طريق ضيق في البداية، وإزالة حقول الألغام التي زرعها عناصر التنظيم قبيل انسحابه، إضافة لدخول القوة البرية والآليات إليه. فيعتبر جبل ثردة أهم المواقع الملاصقة للمدينة، إذ يشرف من الجهة الشرقية الشمالية على المطار ويحكمه نارياً، ويطل على المدينة من الجهة المقابلة غرباً.

وأردف المصدر قوات النظام “تكبدت عشرات القتلى والجرحى، قبل تمكنها من استرجاع  الجفرة وهرابش شرقي المدينة، لتتوقف عن أي هجوم بعدها، في محاولة لاستعادة أنفاسها بعد نحو أسبوعين من المعارك المستمرة في عمق البادية السورية، فبذلك يتمكن النظام مدعوماً بمليشيات  الموالية له والقوات الروسية، من فرض سيطرته على كامل ريف دير الزور الغربي، ومناطق قريبة من المطار العسكري، وهدفه إحراز المزيد من التقدم شرقاً باتجاه مدينة الميادين وصولاً إلى مدينة البوكمال القريبة من الحدود العراقية السورية” على حد قوله.

 تقدم قسد في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة دير الزور

“إن التقدم الكبير الذي أحرزه مجلس دير الزور العسكري المندرج تحت قيادة #قسد، باتجاه خط الجزيرة، بدأ انطلاقته من الحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، حيث وصلت كتائب البكارة التي يقودها ياسر الفياض (الدحلة) والمنضوية في المجلس العسكري، إلى مشارف مدينة دير الزور من الجهة الشمالية في منطقة الصالحية بعد معارك شرسة خاضتها مع عناصر التنظيم، مدعومة بغطاء جوي من قبل طيران التحالف الدولي، حيث تعد تلك المنطقة بوابة مدينة دير الزور الشمالية من جهة الجسر المعلق” وذلك بحسب إفادة العقيد (ت،ع).

وأضاف “مقاتلو المجلس العسكري تمكنوا أيضاً من السيطرة على منطقة الجحيف الاستراتيجية المرتفعة بعد انسحاب التنظيم منها، حيث أقاموا فيها عدة نقاط متقدمة تشرف على الطريق الغربي”.

ونوه المصدر بمنطقة الجحيف كونها تقطع طرق إمداد التنظيم، باتجاه جبهة مركدة ورويشد شرقاً، فيما يستميت الأخير، من أجل استعادة الطريق الذي يفصل بين أماكن سيطرته على ضفاف نهر الخابور.

وفي حديث مع “موقع الحل”  قال أحد عناصر مجلس دير الزور العسكري التابع لقسد، طالباً عدم ذكر اسمه، إن “كتائب البكارة المنضوية في المجلس العسكري سيطرت بشكل كامل على اللواء 113 وكتيبة النيران وجسر أبو خشب، وتقدمت إلى مشارف قرية الصالحية وسوق الغنم من الجهة الشمالية لدير الزور.

وأكد المصدر وجود “مقاومة عنيفة، خاصة من مطحنة حبوب دير الزور في الجهة الشمالية التي القريبة من اللواء 113، حيث قام داعش برصده بقناصات” على حد قوله.

وأضاف إن كتائب المجلس العسكري أصبحت على تخوم مدينة الصور، بعد تمكنها من السيطرة على حقل #كونيكو للغاز، وهدفها السيطرة على منطقتي الـ”7 كيلومترات” والصالحية، المجاورتين لضفة نهر الفرات الشرقية، والتي تفصله عن مناطق سيطرة قوات النظام بمدينة دير الزور، فلم يعد للتنظيم إلا قرى ومساحات محدودة بالريف الشرقي فقط، يتحصن بها الآن استعداداً للمعركة الكبرى والتي ستكون حاسمة لكل الأطراف، على حد تعبير المصدر.

ويرى العقيد (ت،ع)، أن “ما بين المعارك والتفاهمات الدولية والمحلية، يعيش أبناء محافظة ديرالزور أياماً عصيبة، حيث تشهد مناطق الاشتباك وقوع عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، نتيجة الاستهداف المباشر من قبل الطيران الحربي النظامي وحليفه الروسي، وطيران التحالف الدولي كذلك”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة