نزار حسن

بعد الخسائر التي تعرض لها تنظيم الدولة الإسلامية #داعش في #الرقة، وانحساره في الجيوب القليلة المتبقية في أحياء المدينة، ثبت استخدامه للمدنيين المتبقين تحت سلطته كدروع بشرية لكي يعيق تقدم قوات سوريا الديمقراطية #قسد في المدينة، حيث عمد الأول إلى زرع الألغام الأرضية في منازل سكان الأحياء وهم في داخلها، والمفخخات المتفجرة والعبوات الناسفة على الطرق الرئيسية والفرعية في المدينة، لمنع تسلل عناصر #قسد إلى نقاط تمركزه، وإعاقة حركة المدنيّين الذين يحاولون الفرار من مناطق سيطرته.

يروي محمد صالح (أحد الفارين من أحياء سيطرة داعش بالرقة) لموقع الحل، “التنظيم زرع ألغام كثيرة بين المنازل في حي النهضة الذي أعيش فيه خلال الأيام الأخيرة التي كنت فيها بداخله، وذلك بعد اقتراب #قسد من السيطرة عليه، علماً أن بعض المنازل لايزال يعيش بها مدنيون وغالبيتهم نازحون من مدن أخرى” على حد قوله.

وأضاف: “إن عناصر #داعش كانوا يستخدموننا كدروع بشرية، ولم يكتفوا بزراعة الألغام فحسب، بل قاموا بنشر قنّاصيهم على أسطح المنازل لمنع خروج أي شخص من داخل الأحياء”.

وأكمل “إن الألغام التي زرعها التنظيم تتسبب بقتل وجرح المدنيين أثناء محاولتهم الهروب من الاشتباكات والقصف المستمر من قبل طيران التحالف الذي لا يميز بين المدنيين وعناصر التنظيم” على حد تعبيره.

رحلة الموت

وقال عصام حداد (مدني نازح من حي البدو الواقع تحت سيطرة التنظيم بالرقة) لموقع الحل، “في ظل المعارك العنيفة التي تتعرض لها المدينة وغارات طيران التحالف، لم أكن أفكر بالخروج من منزلي في حارة البدو، لكن تضييق التنظيم المستمر، وممارساته أجبرتنا على الفرار، حيث إنه كان يستخدم أسطح المنازل كمنصات لإطلاق طائراته التي تحمل صاروخين، لاستهداف نقاط تمركز قوات #قسد، مع العلم أن طيران التحالف كان يرصد مكان إطلاق الطائرات ويقوم سريعاً بقصفه، إلا أن التنظيم يصر على استخدام منازل المدنيين، ويمنع قاطني البيوت من المغادرة، إضافة لمصادرة مؤنهم واحتكارها لنفسه ومنعها عن السكان، في ظل الحصار الخانق”.

وأكمل “اتخذت قرار الخروج وعائلتي فجراً، وأثناء عبورنا إلى نقاط تمركز قوات #قسد، انفجر لغم بأحد المدنيين، ولم نستطع العودة للتأكد من موته بسبب قدوم عناصر تنظيم #داعش للتأكد من مصدر الصوت، خوفاً من تسلل أحد عناصر #قسد، وأكملنا المسير إلى مخيم عين عيسى شمال مدينة الرقة”.

الأوضاع المعيشية في أحياء سيطرة داعش

عن ذلك قال سعيد الغضبان، (من سكان حي التوسعية بمناطق سيطرة التنظيم بالرقة) لموقع الحل، “إن الأوضاع المعيشية في مناطق نفوذ التنظيم سيئة للغاية في ظل انقطاع الكهرباء والماء وشح في المواد الغذائية، ما دفعنا إلى غلي الحشائش أكلها، نجتمع نحن وسكان الحي بأحد المنازل، حيث إن كل عائلة تجلب ما يتوفر لديها من الطعام لنتشاركه، وأغلب الأحيان يكون طعامنا حساء الحشائش”، مشيراً إلى أن أهالي الحي لا يستطيعون مغادرته بسبب تفخيخ مخارج الحي ومداخله من قبل عناصر #داعش، بينما طيران التحالف يقوم بقصف الحي بشكل شبه يومي، يختتم المصدر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.