محمد وسام – موقع الحل

ساهم التصعيد العسكري على محافظة #إدلب خلال الأسابيع القليلة الماضية، في إيقاف عشرات المشاريع التي كان يعتزم إقامتها شباب #سوريين في الشمال السوري، لا سيما بعد الهدوء النسبي التي شهدته المنطقة خلال التسعة أشهرٍ الماضية على خلفية اتفاق خفض التّصعيد في عدّة مدن #سوريّة

فالحملة العسكرية التي قادتها قوّات #النظام وبدعم مباشر من سلاح الجو الروسي شلّت الحركة المدنيّة في مختلف بلدات ريفي #إدلب وحلب، فضلاً عن تدمير المرافق الحيويّة والمستشفيات، خاصة في بعض المناطق التي تركز عليها القصف الجوّي والمدفعي خلال الفترة السابقة

يتحدث الشاب الثلاثيني حسام أبو الخل عن مشروعه الذي بدأ في تأسيسه مطلع شهر #تموز الماضي، وهو عبارة عن مطعم أثري في بناء تحت الأرض على أطراف مدينة #جرجناز قرب الحدود السورية التركية، إذ كان يعتزم الشاب افتتاحه بداية فصل الشتاء، إلا أن افتتاح المشروع تأجل إلى وقت غير معلوم وفق ما قال حسام في حديث لموقع الحل

ويضيف أبو الخل “لا أعلم متى سأكمل تجهيز المشروع”، وبحسرة يؤكد أنه بذل الكثير من الجهد وصرف أموال باهظة، حيث اضطر لاستدانة مبلغ ثلاثة آلاف #دولار لشراء المواد الأولية والمعدات للمطعم، إلا أن الأوضاع الأخيرة في إدلب اضطرته للتوقف عن إكمال التجهيزات اللازمة للمطعم، وهو ما يعني خسارة ٣٠٠ دولار شهريّاً وهو المبلغ الذي كان حسام يتوقع أن يجنيه بشكل شهري من مشروع #المطعم على أقل تقدير.

التصعيد العسكري على مناطق الشمال السوري ليس السبب الوحيد الذي يؤرّق أصحاب المشاريع الفرديّة في تلك المناطق، حيث يقول أبو محمود صاحب محل لبيع #المحرّكات وقطع غيار السيارات، أن مصير محافظة #إدلب الغير المعلوم يجعله في تردد مستمر في استيراد البضائع من تركيا، لا سيما مع الارتفاع الكبير في أسعارها وصعوبة تخزينها في الظروف الراهنة.

ويضيف أبو محمود في حديثه لموقع الحل “يوميّاً نسمع عن اتفاقيات سياسية حول #إدلب، فضلاً عن الحشود العسكريّة من عدّة جهات تحضيراً لحملة عسكريّة على المحافظة، نسمع عن خفض التوتر، وعلى الأرض رفع للتوتر، حقيقةً لا نعلم المصير الذي ينتظرنا في هذه المنطقة، البضائع التي لدي لم تعد تغطي حاجة المستهلكين، عدا عن حركة #السوق لم تعد كما كانت عليه خلال فترة خفض التصعيد”

الأوضاع المتوترة وغير المستقرة في محافظة #إدلب أثرت أيضاً على عمل المنظمات الإنسانية المنتشرة بكثرة في مدن وبلدات الشمال السوري، لا سيما تلك العاملة في المجال #الإغاثي، حيث تؤكد العديد من المنظمات الإغاثية عدم قدرتها على تخزين المواد الإغاثية بسبب غزارة القصف #الجوّي على كافة ارجاء ريفي حلب وإدلب ما استدعى العديد من مكاتب المنظمات في الخارج إلى إيقاف مشاريعها في الداخل السوري لأجل غير معلوم.

ويقول المدير الإداري لمنظمة بنفسج (مالك الزير ) إن كثافة القصف على مناطق #الشمال، أثرت بشكل سلبي على عشرات الحملات الإنسانيّة ومشاريع #بنفسج، لا سيما المدن التي تركز عليها القصف كمعرة النعمان و#جسر_الشغور، ويضيف خلال حديثه لموقع الحل “أضحى العمل في تلك المناطق السكنيّة أشبه بالمستحيل خلال الفترة القليلة الماضية”

ويشير الزير إلى أن الحديث عن عمليّة عسكريّة مرتقبة في الشمال #السوري دفع العديد من الجهات الداعمة لمشاريع #بنفسج، إلى تعليق تلك المشاريع، كالمشروع الخاص بترميم عشرات #المدارس والذي توقف منذ أن عاد الطيران الحربي لقصف المدن والبلدات في الريف الإدلبي.

توقف عشرات المشاريع وتردد #التجار في استيراد البضائع أثر أيضاً بشكل سلبي على حركة السوق #التجارية في أرجاء الشمال السوري، فضلاً عن إيقاف تدفق مواد البناء من #تركيا عبر معبر باب الهوى، ليضاف إلى ذلك انقطاع المواد #النفطية من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق المعارضة نتيجة المعارك الدائرة في قرية أبو دالي جنوب إدلب.

غير أن كل تلك الأسباب لم تمنع أنس العجمي (٤٠ عاماً) من المضي قدماً في مشروعه وهو افتتاح #ملعب كرة قدم على أطراف بلدة #أرمناز حيث يؤكد أن الكثير من الأهالي اعتادوا على الأوضاع غير المستقرة والقصف المتواصل ويقول “لو أننا سنعير اهتماماً للأوضاع الراهنة لتوقفت حياتنا منذ سنوات”

ويشير العجمي إلى أنه شرع بالاشتراك مع اثنين من أهالي بلدة #أرمناز (كشركاء) إلى افتتاح الملعب خلال الفترة المقبلة وذلك عقب الانتهاء من شراء التجهيزات والعشب حيث سيتم إحضار المستلزمات من مدينة #إسطنبول التركية وفق حديثه عن المشروع لموقع الحل، وختم حديث بالقول “رح نعمل اللي علينا ونشتغل واللي كاتبه الله بصير”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.