بعد تأسيسهن لمركز إسعاف.. ما المجالات التي تصبو نساء حمص وحماة لدخولها

بعد تأسيسهن لمركز إسعاف.. ما المجالات التي تصبو نساء حمص وحماة لدخولها

هاني خليفة – حماة

بدأت نساء ريف #حمص مشاركة الرجال في العمل بمهن مختلفة وأعمال لم تعتدن على القيام بها، وذلك بعد دخول الحرب السورية عامها السادس، وسط استمرار قصف وحصار النظام مناطق سيرة المعارضة، وتناقص عدد الرجال العاملين في مجالات الطب والدفاع المدني، إثر هجرة المختصين.

وتجد النساء العمل في مجالات ميدانية، فرصة لتمكينهن وتعزيز دورهن في المجتمع، فضلا عن تحسين ظروف عائلتهن الاقتصادية سيما وأن كثيرات منهن يمتلكن شهادات دراسية وخبرات عملية في أعمال متنوعة، وقد استدعتهن الظروف المعيشية التي يبدو أنها لن تتحسن قريبا (ةفق رأي بعضهن)، إلى المبادرة والخروج إلى سوق العمل.

ففي منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، أنشأت ثماني نساء، مركز إسعاف في مدينة تلدو تابع لمنظمة #الدفاع_المدني، من أجل تقديم العون للرجال في إسعاف ضحايا القصف وتنفيذ الحملات الميدانية والتثقيفية، وذلك بعد الخضوع للتدريب.

وتقول مديرة المركز أم عبدو بكور لموقع الحل، إن “متطوعات المركز تقدمن الخدمات الإسعافية وتشاركن بحملات التوعية لتعزيز مفهوم الأمن و السلامة، لتخفيف معاناة الأهالي ونشر الوعي، والتأكيد على دور المرأة في المجتمع وقدرتها على القيام بأعمال بقيت لسنوات محصورة بالرجال”.

وأوضحت بكور أن من أبرز إيجابيات إنشاء المركز، “تعزيز ثقة المرأة بنفسها من خلال مشاركتها بعمل ميداني في ظروف صعبة، رغم ما يعترض عمل المتطوعات من معوقات، ولا سيما عدم كفاية الكادر المختص والمعدات الطبية الضرورية لمهام الإسعاف، إضافة إلى القصف المتكرر على المنطقة الذي يعيق العمل”.

من جانبها، ترى المتطوعة منال أم خالد، أن “عمل المرأة لا يجب أن يقتصر على المجال الطبي والإسعافي، فضلا عن تعطيل دورها كليا بسبب الظروف الأمنية والنزوح المتكرر، مطالبة بدعم افتتاح مراكز نسائية بمختلف المجالات والتخلص من المفهوم السائد بأن المرأة عاجزة عن تأدية مهام معينة وتحتاج إلى حماية دائمة.”

واعتبرت أم خالد بأن “فئات عديدة في المجتمع باتت أكثر وعيا بضرورة مشاركة المرأة الرجل بمعظم مجالات الحياة، نظرا للظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة ولا سيما هجرة معظم الكفاءات وخاصة الرجال، خارج البلاد”.

من جانبه، أكد أحمد عبد الرحمن، مواطن من المدينة لموقع الحل، “عدم وجود أي اعتراض من الأهالي والوسط الاجتماعي في المنطقة على عمل المتطوعات في الدفاع المدني أو مشاركته في المسابقات التي يعلن عنها للتوظيف بمجالات مختلفة وخاصة التي تخص النساء”.

في المقابل، عجزت نساء ريف حماة، حتى اللحظة، عن المشاركة في أعمال الخدمة الاجتماعية الميدانية، نظرا لنزوح العائلات المتكرر وعدم الاستقرار في المنطقة، حسب الناشط الإعلامي عمار الحسن، الذي رجح أن “مناطق سيطرة المعارضة كانت لتشهد نشاطات نسائية كثيرة لو كانت مستقرة ولا تتعرض لقصف عنيف ومكثف”.

وأكدت المدرّسة عبير الحسن لموقع الحل، أن “كثيرات من نساء ريف #حماة تحملن شهادات جامعية، وقد خضعن لدورات في مجالات عديدة ولا سيما التمريض، ولكن الظروف العسكرية والأمنية في المنطقة منعت إقامة مراكز تخص النساء”، على حد قولها.

أثبتت السوريات على مدار سنوات الحرب وما قبلها أنهن قادرات على الاضطلاع بدور اجتماعي هام خارج إطار العائلة وإدارة شؤون المنزل وتربية الأطفال، ولكن يبقى على الرجال واجبا أساسيا ولا سيما من يتبوأ منهم سدة الإدارة واتخاذ القرار، وهو دعمها وتيسير السبل أمامها حتى تصل مرحلة التمكين الكامل، وفق تعبير معظم من قابلهن مراسل الحل السوري في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.