عدي عبدالله

لا تقتصر معتقلات وسجون تنظيم الدولة الإسلامية #داعش على سجون الرجال فحسب، بل هنالك معتقلات وسجون شبيهة بها خُصصت للنساء المخالفات لبعض القوانين والأحكام التي فرضها الأول منذ بدء سيطرته على مناطق بدير الزور، كمخالفة اللباس الشرعي أو الخروج إلى أماكن عامة بدون محرم (زوج أو أب أو أخ)، وتهم أخرى وصلت عقوبتها إلى الإعدام كالتواصل مع فصائل معارضة له.

يمارس التنظيم بداخل تلك السجون أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحق المعتقلات، ولا يُسمح لأي عنصر من التنظيم بدخول سجون النساء، فلا يدخلها سوى المشرفات عليها من الشرطة الإسلامية النسوية اللواتي يدرنها بتوجيهات مباشرة من الأمراء.

شهادات من السجون النسائية

تقول حنان العيسى من ريف #دير_الزور الشرقي (معتقلة سابقة في سجن الحسبة بمدينة الميادين) لموقع الحل “قامت الحسبة النسائية باقتيادي إلى السجن النسائي، من داخل سوق المدينة، والتهمة هي أن العباءة التي كنت أرتديها تختلف عن العباءات التي يقومون هم ببيعها، علماً لا اختلاف بينهما بشيء، فهي سوداء فضفاضة ولا تظهر أية معالم للجسم.. قمت بمشاجرة المسؤولة عن الدورية والملقبة أم سلمة الأنصارية، التي حاولت ضربي بواسطة عصا لعدم صعودي لداخل سيارة الحسبة، فكانت ردة فعلي أن قمت بسحب العصا منها وضربها مع بقية العناصر الأخريات، ليطلبن المؤازرة من الحسبة الرجالية والتي يرأسها أبو عبد الله المغربي، الذين سرعان ما وصلوا إلى المكان، حيث باءت دموع وتوسلات أمي بالفشل وهي تطلب السماح والمغفرة لي من هؤلاء المرتزقة الذي كان ردهم لها أنني فاسقة ويجب أن أعاقب” على حد تعبيرها.

وتابعت حنان حديثها “سجنت لمدة 6 أيامٍ في سجن النساء بداخل المحكمة الإسلامية في مدينة #الميادين، حيث كنت أشاهد سجّانات التنظيم يضربن النساء بالعصيّ والخراطيم بسببٍ أو دون سبب، كلما خطر لهنّ ذلك، فضلاً عن أوقات التحقيق التي تسمع خلالها صرخات خوفٍ واستغاثةٍ وتوسلٍ من المعتقلات دون جدوى.. كانت بين المعتقلات امرأة مسنة تهمتها هي ممارسة السحر، كانت تعاني من حالات ربو بشكل مستمر، وعندما كنا ننادي لمسؤولة السجن لإسعافها كان ردها الدائم، حياة هذه الكافرة لا تساوي شيءً فاتركنها تموت فعقوبتها الموت في كلتا الحالتين”.

تنهي حنان حديثها بالقول “أن الشفيع الوحيد لي من الضرب والتعذيب الجسدي هو أنني كُنت حاملاً في شهري الرابع، لكن الكلمات والشتائم التي سمعتها من قبل السجانات كفيلة لعذاب نفسي أتذكره طيلة أيام عمري”.

حال أم حسن من مدينة #العشارة مشابه لحال حنان حيث اعتقلتها دورية الحسبة لقيامها بنشر الغسيل على سطح منزلها بدون وضع غطاء الوجه، والذي تسبب لها بسجن لمدة ثلاثة أيام، حيث قالت لموقع الحل “تعرضت للتعذيب بالضرب على قدمي من قبل سجّانات الحسبة، إضافة للشتائم، ووصفي بالفاسقة المتبرجة، إلى جانب تقليص الطعام إلى الحدّ الأدنى برغيف خبزٍ يابسٍ فقط طيلة مدة سجني”.

أدوات حادة تستعمل لتعذيب المعتقلات

 ذاقت مريم من قرية #بقرص بريف دير الزور الشرقي أبشع أنواع التعذيب على يد سجّانات التنظيم والتهمة هي التحدث بين نساء القرية عن اقتراب نهاية التنظيم وزواله، ليصل الخبر إلى أمنيي التنظيم الذين سارعوا إلى اعتقالها وزجّها في السجن لمدة شهر، وتروي مريم البالغة من العمر 36 عاماً وهي أم لطفلين “كنت أسمع قصصاً عدة لما يدور بداخل سجون التنظيم ولم أصدق أغلب ما كنت أسمعه إلى الوقت الذي طبق علي أغلبه، فما شاهدته في داخل المعتقل شبيه تماماً بأفلام الرعب التي نراها على التلفاز، كانت السجينات تتلذذن بتعذيب المعتقلات بوحشية قريبة للسادية، فكنت أصرخ من شدة الألم عن استخدام العضاضة وهي جهاز تعذيب مماثل لفخ الصيد، وهو عبارة عن قطعة معدنية شبيهة بالفك مع الأسنان الحادة التي تقتطع من لحم الضحية، فآلمها أشد من ألم الولادة” على حد وصفها.

الإعدام عقوبة متهمةٍ بالتخابر

 وبحسب مريم فقد شاهدت بداخل المعتقل فتاة من قرية البوعمر تبلغ من العمر 23 عاماً كان حكمها الإعدام بتهمة التخابر مع الجيش الحر، فقد كان يمارس عليها أبشع وأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، حيث لا تستطيع الوقوف على قدميها لشدة الضرب الذي كانت تتلقاه من السجانات، وطيلة الوقت كانت تبكي وتردد (حسبي الله ونعم الوكيل عليكم ياظلام).. “أثناء حديثي معها روت لي قصة اعتقالها، فهي نازحة بقرية الدحلة وأثناء تواجدها بداخل مقهى الإنترنت النسائي وحديثها مع أخيها (عبر تطبيق الواتس آب) وهو مقتل بالجيش الحر في القلمون، قام الأمنيون بمداهمة المقهى وتفتيش كافة الأجهزة، ولأن أخاها كان يضع صورته على تطبيق الدردشة مرتدياً للزي العسكري، اعتقلت على الفور بتهمة التواصل مع جهات معارضة.

وبعد مدة تجاوزت 8 أيام تم تطبيق حكم الإعدام فيها، بداخل ساحة المحكمة الإسلامية، فسمعنا أصوات الرصاص حين أطلقوه باتجاهها، ونحن في الداخل، لتخبرنا إحدى السجّانات والمكناة بأم طيبة المغربية بأن عقوبتنا ستكون أشد من تلك المرتدة” على حد تعبيرها.

كما أن حال حميدة من #العراق وهي نازحة في مدينة الميادين ليس بأفضل من سابقتها بحسب مريم ، فتهمة حميدة هي الزنا وعقوبتها الرجم حتى الموت، فقد كانت تمضي كل وقتها بالبكاء بعد رجوعها من الزنزانة المنفردة التي كان يطبق عليها فيها أقسى أنواع التعذيب، “أخبرتنا قصتها أن زوجها فقد أثناء أحداث الموصل ولا تعلم إن كان على قيد الحياة أم لا، وعند قدومها إلى مدينة الميادين، مكثت عند عائلة صديق قديم لوالدها، فبحسب حميدة كانت تعامله كوالدها حيث قام الأخير بإسكانها في منزل صغير بجوار منزله، وكان يتردد بشكل يومي لتلبية احتياجاتها وطفلتها، ليقوم أحد عناصر التنظيم المقيمين في البناء نفسه الذي تتواجد فيه بالوشاية عليها بأن هذه المرأة تمارس الزنا بداخل دارها، حيث اعتقلت من داخل منزلها وأمام طفلتها البالغة من العمر 6 أعوام، وقاموا بضربها بواسطة العصي، دون أن تعلم ماهي تهمتها حينها على مرأى من سكان الحي الذي كانت تعيش فيه، وتقسم حميدة أنها بريئة مما ألصق بها، وبعد قرابة 10 أيام تم تنفيذ الحكم فيها، ففي لحظاتها الأخيرة طلبت منا نحن المعتقلات أن نصل لابنتها ونخبرها بأن أمها بريئة مما ألصق بها وأن تسامحها”.

معتقلات قتلن بالقصف الروسي

السجن الذي قصفه الطيران الحربي الروسي بداخل مدينة العشارة خلال الأيام القليلة الماضية، يحتوي على 22 امرأة وتهم غالبيتهن هيا مخالفات شرعية تتعلق باللباس، بعضهن من الجنسية العراقية، بحسب إحدى السيدات اللاتي خرجن قبل قصف السجن بيومين، حيث تحدثت عن أقسى أنواع التعذيب كان يمارس بحق تلك النسوة، تختتم مريم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.