هذه التجارب تقول: النشاط النسوي في مناطق المعارضة “ممكن” رغم المعوقات

 هذه التجارب تقول: النشاط النسوي في مناطق المعارضة “ممكن” رغم المعوقات

سليمان مطر – ريف دمشق

فرضت المرأة خلال السنوات الست الفائتة، في “المناطق المحررة”، وجودها من خلال مشاركتها في نشاطات اجتماعية متنوعة، وذلك على الرغم من المعوقات والحواجز التي من شأنها أن توقفها عن ذلك، حيث تواجه ضغوطا مختلفة، لعل أبرزها الوضع الاجتماعي، والقصف الذي تنفذه قوات النظام، والمشاكل المادية، والتوفيق بين وظيفتها الأسرية وعملها خارج المنزل، وعوامل أخرى تسبب المزيد من المشاكل للمرأة العاملة،

وشهدت “المناطق المحررة” نشاطاً لا بأس به للمرأة، إن كان على الصعيد المهني، أو التعليمي، أو حتى الاجتماعي من خلال المشاركة الفعالة في مجالس محلية وحملات إغاثية وتوعوية.

محمد نور مسؤول منظمة السراج في منطقة #جنوب_دمشق تحدث عن أحد المشاريع التي نفذتها المنظمة لدعم المرأة، حيث تم إطلاق مشروع “سراج الشام”، وهو عبارة عن ورشة خياطة نسائية، فكرتها إعطاء الفرصة لعدد من النساء في الحصول على عمل دائم يوفر لهن المصاريف ويؤمن معيشتهن في ظل حصار قوات النظام للمنطقة، وضغوطاتها المستمرة، وقد تم فعلياً تنفيذ المشروع وإطلاقه منذ ستة أشهر، وقد تم استقطاب تسع سيدات بأولوية للمتضررات كزوجات المعتقلين والشهداء، وتم دعمهن بمبلغ تأسيس الورشة، ومبلغ آخر تشغيلي لدعم شراء القماش والوقود والمعدات اللازمة لإنجاز المشروع،”.

ونجح المشروع حتى الآن بإنتاج قرابة 2000 قطعة ملابس، تم تصريفها في أسواق المنطقة، وأصبحت السيدات المشاركات فيه قادرات على تحمل مصاريف أسرهنّ واحتياجاتها في ظل الظروف المعيشية القاسية”.

وأوضح مسؤول المنظمة أنّ “السيدات واجهنّ عدة مشاكل خلال عملهن، أبرزها الوضع العام الذي جعل عمل المرأة موقف اضطراري في ظروف غير عادية، إضافةً لصعوبة الظروف المعيشية التي تسببت بها الحرب، كموت واعتقال عشرات المدنيين الذين أصبحت أسرهم بلا معيل، أو منعتهم من الخروج من المنطقة وبالتالي فقدان وظائفهم وأعمالهم في ظل الشح الكبير في فرص العمل داخل المناطق المحاصرة، كما أنّ الحصار انعكس على المنطقة من خلال نقص بعض المواد التي تعتمد عليها النساء في هذا المشروع مثل نوعيات معينة من القماش و انقطاع التيار الكهربائي الذي زاد تكاليف الانتاج الذي يعتمد على المولدات الكهربائية، والبطء في عملية الإنتاج كون النساء المشاركات في المشروع حديثات عهد بهذه المهنة”

واعتبر المصدر أنّ “مجرد خروج المرأة من عباءة التقاليد والعادات التي قيدتها لفترة طويلة، وإدخالها في عمل يكسبها المال بكرامة، دون انتظار المساعدات من الجمعيات أو غيرها، يعتبر نقلة نوعية، وقد لاقى المشروع قبولاً كبيراً، الأمر الذي جعل المنظمة تفكر بتوسيع المشروع لإفادة أكبر عدد ممكن من النساء .

أما في منطقة #الغوطة_الشرقية في #ريف_دمشق فقد ذكر السيد عاصم حليمة مدير مشروع “كرامة” أنّهم أطلقوا هذا المشروع بهدف “تمكين دور المرأة في المجتمع، والحد من ظاهرة عمالة الأطفال والتسول، وذلك من خلال تقديم دعم للمشاريع الصغيرة الخاصة بالنساء، حيث تعيش المنطقة وضعاً معيشياً صعباً للغاية بسبب حصار قوات النظام، وقلة الموارد الإغاثية، وقد تم إطلاق المشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر المجالس المحلية و في الأماكن العامة، مع تحديد عدة معايير لقبول الطلبات، وبشرط ألّا تتجاوز تكلفة المشروع 500 دولار أمريكي، إضافةً لأولوية أن تكون المستفيدة من أصحاب الخبرة في المجال الذي ستطلب الدعم له، وأن تكون معيلةً لأسرتها”.

وقد تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع المجالس المحلية لدعم عمل مكاتب المرأة التي تم استحداثها فيها، حيث قامت هذه المكاتب باستقبال السيدات المتقدمات، وتعرفت على قدراتهن وأوضاعهن العامة، إضافةً لدعوة جميع مكاتب المرأة في المنطقة لشرح آلية المشروع للسيدات اللواتي سيستفدنّ منه”.

وأكدّ حليمة أنّ “المشروع تلقى 1500 طلب من مناطق مختلفة، تم اختيار مئة منها ودعمها، وتم إطلاق المشاريع بإشراف من مكاتب المرأة أيضاً، وأضاف المصدر أنّ عدة مشاكل واجهها المشروع، كان أهمها عدم تجاوب قسم كبير من الشركاء الداعمين في بداية الأمر، إضافةً لانعكاس الحصار على المشروع بشكل سلبي حيث ارتفعت أسعار المواد اللازمة لتنفيذ المشاريع والورش، وانعدمت معظمها من الأسواق”.

واتفق حليمة مع محمد نور في النقطة التي تعاني منها النساء في مجتمعنا أثناء عملها، إلّا أنّه أكدّ أنّ “نسبة كبيرة من النساء تجاوزت هذه الضغوط بسبب ارتفاع أعداد النساء المشاركات في النشاطات العامة والاجتماعية في المنطقة بشكلٍ كبير.”

بدوره ذكر الناشط حازم القلموني لموقع الحل أنّ “عدداً من المشاريع النسوية قدمت دراساتها للمؤسسات وكانت قيد التحضير ليتم إنجازها في مدينة #التل، إلّا أنّ سيطرة قوات النظام على المنطقة أدى لإيقافها بشكلٍ كامل، بسبب حظرها لمثل هذه النشاطات، وملاحقتها الأمنية للناشطين الإغاثيين المسؤولين عن مثل هذه المشاريع”.

الأمر ذاته حصل في منطقة #مخيم_اليرموك جنوبي #دمشق، لكن مع اختلاف الجهة المسيطرة، حيث أفاد الناشط عمار القدسي أنّ “أنشطة تعليمية واجتماعية كانت تقوم عليها نساء من المنطقة، توقفت بعد سيطرة داعش على مخيم اليرموك، وقد كانت هذه النشاطات متمثلة بالعمل في المجال التدريسي، بشكل تطوعي، والعمل على توعية الأطفال، لاسيما مع حالة الحصار التي شهدها المخيم في الفترة التي سبقت سيطرة التنظيم”.

وعلى الرغم من الظروف القاسية التي عاشها المخيم إلّا أنّ عدداً من النساء عملنّ على استمرار التعليم، وعدم إبعاد الأطفال عن البيئة المدرسية، لأنّ ذلك سينعكس سلباً على مستقبلهم”.

وبالنظر إلى الواقع الذي تعيشه المرأة حاليا ً في مناطق سيطرة المعارضة من ضغوط اجتماعية، وأمنية متعلقة بالقصف، وأسرية، ومادية، فإنّ “قيامها بأعمال ووظائف خارج المنزل يعتبر إنجازاً، إذا ما نظرنا إلى الحالة الوظيفية والعملية لنساء تلك المناطق قبل أعوام، وهذا الأمر فرض على كثير من المؤسسات والمنظمات السعي لإيجاد مشاريع إضافية لتشغيل أكبر عدد من النساء في مناطق سيطرة المعارضة”، بحسب ناشطين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.